لا أدري ما حقيقة الدور الذي قام به الرئيس السوداني عمر البشير لكي يتم إصدار قرار من محكمة جرائم الحرب الأوروبية باعتقاله، فاذا كان له دور واضح في تشجيع الحرب بين القبائل العربية (الجانجاويد) والقبائل الاخرى المسلمة او دعم واضح للمجازر التي تجري في منطقة دارفور، فانه لا شك يستحق ان يتم اعتقاله لان رد الظالم عن ظلمه هو أمر مطلوب من الجميع وهو ما يتوافق مع الشرع الإسلامي.
لكن ردة الفعل التي ترتسم على وجوه كل من يصلهم خبر المطالبة باعتقال البشير والسؤال الطبيعي الذي يسأله الجميع: لماذا الانتقائية في تحديد مجرمي الحرب في العالم وملاحقتهم دوليا؟! وما المعايير التي تضعها المحكمة الدولية لجرائم الحرب ومن ينطبق عليهم وصف مجرم حرب؟! فنحن نعرف عن عشرات حكام الدول ممن يرتكبون المجازر المدمرة بحق شعوبهم أو جيرانهم ويباشرون القتل والتعذيب ثم لا نسمع عن مذكرات اعتقال بحقهم، بل يسميهم البعض رجال سلام ويعطيهم المجتمع الدولي جوائز نوبل للسلام.
الا نستطيع اطلاق مسمى مجرم حرب على رئيس الوزراء الاسرائيلي (أولمرت) الذي تسبب منذ عام 2006 حتى اليوم بمجازر مصورة ستظل شاهدة امام اعين البشرية على ظلم الانسان لاخيه الانسان في لبنان وفلسطين؟! وماذا عن موغابي حاكم زيمبابوي الذي حول بلده إلى أفقر بلد في العالم (80 في المئة من شعبه تحت خط الفقر) وقتل الآلاف ومازال وزور الانتخابات وحارب المعارضة؟!
بل ماذا عن جورج بوش الابن الذي خاض الحروب الفاشلة باسم محاربة الإرهاب وضاعف الارهاب في العالم اضعافا مضاعفة؟! بل ان الولايات المتحدة الأميركية قد امتنعت من الاعتراف بالمحكمة الدولية لجرائم الحرب حماية لاسرائيل ولحكامها!!
قضية اخرى تتعلق بالبشير والسودان هي ان البشير مهما كان اتهامه بارتكاب جرائم حرب فان الحكمة تتطلب عدم اصدار حكم بالقبض عليه ما دام في السلطة (وهو ما تفعله محكمة جرائم الحرب عادة) لان استعداءه وهو في قمة السلطة- بينما مشكلة دارفور مازالت لم تحل- يعني دفعه إلى القيام بأمور اسوأ مما يقوم به كردة فعل على قرار المحكمة، وهو ما حصل بالضبط حيث طرد 14 منظمة اغاثية في السودان كان يمكن ان تقدم العون لاهالي دارفور، وهذا كمثل الاسد الذي يمسك بالفريسة وبدلا من استدارجه لتخليصها من فمه يقوم الناس بضربه فيزداد تمسكا بفريسته!!
يستطيع البشير ان يبقى في السلطة سنوات طويلة دون ان يجرؤ شعبه على تسليمه للمحكمة كما ان العرب لن يقوموا بتسليمه كذلك، اذاً فما فائدة الإدانة التي تحول هذا الرئيس إلى عدو دون ان تقتص من مجرمي دارفور؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
لكن ردة الفعل التي ترتسم على وجوه كل من يصلهم خبر المطالبة باعتقال البشير والسؤال الطبيعي الذي يسأله الجميع: لماذا الانتقائية في تحديد مجرمي الحرب في العالم وملاحقتهم دوليا؟! وما المعايير التي تضعها المحكمة الدولية لجرائم الحرب ومن ينطبق عليهم وصف مجرم حرب؟! فنحن نعرف عن عشرات حكام الدول ممن يرتكبون المجازر المدمرة بحق شعوبهم أو جيرانهم ويباشرون القتل والتعذيب ثم لا نسمع عن مذكرات اعتقال بحقهم، بل يسميهم البعض رجال سلام ويعطيهم المجتمع الدولي جوائز نوبل للسلام.
الا نستطيع اطلاق مسمى مجرم حرب على رئيس الوزراء الاسرائيلي (أولمرت) الذي تسبب منذ عام 2006 حتى اليوم بمجازر مصورة ستظل شاهدة امام اعين البشرية على ظلم الانسان لاخيه الانسان في لبنان وفلسطين؟! وماذا عن موغابي حاكم زيمبابوي الذي حول بلده إلى أفقر بلد في العالم (80 في المئة من شعبه تحت خط الفقر) وقتل الآلاف ومازال وزور الانتخابات وحارب المعارضة؟!
بل ماذا عن جورج بوش الابن الذي خاض الحروب الفاشلة باسم محاربة الإرهاب وضاعف الارهاب في العالم اضعافا مضاعفة؟! بل ان الولايات المتحدة الأميركية قد امتنعت من الاعتراف بالمحكمة الدولية لجرائم الحرب حماية لاسرائيل ولحكامها!!
قضية اخرى تتعلق بالبشير والسودان هي ان البشير مهما كان اتهامه بارتكاب جرائم حرب فان الحكمة تتطلب عدم اصدار حكم بالقبض عليه ما دام في السلطة (وهو ما تفعله محكمة جرائم الحرب عادة) لان استعداءه وهو في قمة السلطة- بينما مشكلة دارفور مازالت لم تحل- يعني دفعه إلى القيام بأمور اسوأ مما يقوم به كردة فعل على قرار المحكمة، وهو ما حصل بالضبط حيث طرد 14 منظمة اغاثية في السودان كان يمكن ان تقدم العون لاهالي دارفور، وهذا كمثل الاسد الذي يمسك بالفريسة وبدلا من استدارجه لتخليصها من فمه يقوم الناس بضربه فيزداد تمسكا بفريسته!!
يستطيع البشير ان يبقى في السلطة سنوات طويلة دون ان يجرؤ شعبه على تسليمه للمحكمة كما ان العرب لن يقوموا بتسليمه كذلك، اذاً فما فائدة الإدانة التي تحول هذا الرئيس إلى عدو دون ان تقتص من مجرمي دارفور؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com