«الفوبيا» مصطلح لدى النفسانيين يعني «الخوف المرضي»، وهو الخوف من شيء بسبب شيء آخر، وليس خوفاً من الشيء ذاته؛ مثل الخوف من الحشرات والمرتفعات وركوب الطائرات والمصاعد والسلالم المتحركة وغيرها الكثير، فالخوف من الموت والثعبان والعدو خوف طبيعي منطقي، ولكن عندما يكون الخوف غير طبيعي فإنه يُسمى بـ «الفوبيا».
أعتقد - والله أعلم بدواخل النفوس - أن هناك مرضاً نفسياً بدأ ينتشر منذ أعوام يمكن أن نطلق عليه «حدسفوبيا»؛ وهو الخوف المرضي من «حدس»، ومرد هذا الخوف - والله أعلم - مواقفها الجريئة والصريحة، وعدم التلون السياسي، وهو حال الكثير من السياسيين لدينا، وهذا لا يعني بالطبع عصمة نواب حدس من الأخطاء، حاشا لله.
لقد أضاع الكثيرون أوقاتهم في التصريحات النارية والمقالات الناقدة لاستجواب «الحركة الدستورية الإسلامية» (حدس)، في الوقت الذي لم يقرؤوا فيه صحيفة الاستجواب أصلاً، وهذا والله الانقلاب الحقيقي على الدستور!
قد أختلف مع «حدس» في توقيت الاستجواب، والذي تم ربطه بكل احتراف وخبث سياسي برفض لجنة التحقيق المحايدة في صفقة «الداو» التي خسرت فيها «حدس» كثيراً، وفي رأيي أن الصبر على أداء الحكومات المتعاقبة لسمو رئيس مجلس الوزراء على مدى الأعوام الماضية كان يمكن أن يطول قليلاً لسببين اثنين: الأول حتى لا يتم الربط بين الاستجواب وبين صفقة «الداو»! والثاني حتى تعطي الحركة سمو الرئيس فرصة أخيرة من دون ممثل للحركة في حكومته.
إنني أتفق مع مبارك الدويلة بأن استجواب «حدس» راح يكون غير، لأنهم عودونا على الرقي في الطرح السياسي في استجواباتهم السابقة، كما أن قرار تقديم الاستجوابات لدى «حدس» لا يتم بشكل فردي اعتباطي، ولكن من خلال نهج ديموقراطي يشارك فيه جميع أعضاء الأمانة العامة للحركة.
الجميع بلا استثناء، من محبي وخصوم «حدس» يتفق أنها من أكثر الكتل السياسية تنظيماً، بل إن السلطة تدرك هذا الأمر جيداً، ولذا فهي لن تستطيع مساومتها سياسياً لثنيها عن الاستجواب، كما تفعل مع غيرها!
إن «حدس»، وإن كانت حركة سياسية؛ فلها امتداد شعبي أفقي واعٍ ومنظم ومنضبط يؤهلها، كي تستعيد مقاعدها التي خسرتها في الانتخابات الماضية، فالأيام دول، وأظن أن البعض في الحكومة يحتاج أن يتخلص من «الحدسفوبيا»، وألا يغامر بالمشاركة في حفلة الزار ضد «حدس»!
فوق الأفق:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالكل أعداء له وخصوم!
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com
أعتقد - والله أعلم بدواخل النفوس - أن هناك مرضاً نفسياً بدأ ينتشر منذ أعوام يمكن أن نطلق عليه «حدسفوبيا»؛ وهو الخوف المرضي من «حدس»، ومرد هذا الخوف - والله أعلم - مواقفها الجريئة والصريحة، وعدم التلون السياسي، وهو حال الكثير من السياسيين لدينا، وهذا لا يعني بالطبع عصمة نواب حدس من الأخطاء، حاشا لله.
لقد أضاع الكثيرون أوقاتهم في التصريحات النارية والمقالات الناقدة لاستجواب «الحركة الدستورية الإسلامية» (حدس)، في الوقت الذي لم يقرؤوا فيه صحيفة الاستجواب أصلاً، وهذا والله الانقلاب الحقيقي على الدستور!
قد أختلف مع «حدس» في توقيت الاستجواب، والذي تم ربطه بكل احتراف وخبث سياسي برفض لجنة التحقيق المحايدة في صفقة «الداو» التي خسرت فيها «حدس» كثيراً، وفي رأيي أن الصبر على أداء الحكومات المتعاقبة لسمو رئيس مجلس الوزراء على مدى الأعوام الماضية كان يمكن أن يطول قليلاً لسببين اثنين: الأول حتى لا يتم الربط بين الاستجواب وبين صفقة «الداو»! والثاني حتى تعطي الحركة سمو الرئيس فرصة أخيرة من دون ممثل للحركة في حكومته.
إنني أتفق مع مبارك الدويلة بأن استجواب «حدس» راح يكون غير، لأنهم عودونا على الرقي في الطرح السياسي في استجواباتهم السابقة، كما أن قرار تقديم الاستجوابات لدى «حدس» لا يتم بشكل فردي اعتباطي، ولكن من خلال نهج ديموقراطي يشارك فيه جميع أعضاء الأمانة العامة للحركة.
الجميع بلا استثناء، من محبي وخصوم «حدس» يتفق أنها من أكثر الكتل السياسية تنظيماً، بل إن السلطة تدرك هذا الأمر جيداً، ولذا فهي لن تستطيع مساومتها سياسياً لثنيها عن الاستجواب، كما تفعل مع غيرها!
إن «حدس»، وإن كانت حركة سياسية؛ فلها امتداد شعبي أفقي واعٍ ومنظم ومنضبط يؤهلها، كي تستعيد مقاعدها التي خسرتها في الانتخابات الماضية، فالأيام دول، وأظن أن البعض في الحكومة يحتاج أن يتخلص من «الحدسفوبيا»، وألا يغامر بالمشاركة في حفلة الزار ضد «حدس»!
فوق الأفق:
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه
فالكل أعداء له وخصوم!
د.عبداللطيف الصريخ
مستشار في التنمية البشرية
alsuraikh@yahoo.com