ومنا إلى وزير المالية... مازال مسلسل الخسائر السيادية مستمرا

لعل الخبر الذي أوردته إحدى الصحف المحلية أخيراً- نقلاً عن وكالة رويترز للأخبار، ومفاده بأن الصندوق السيادي يخسر 86 في المئة من صفقة تخارج وبيع حصة الهيئة العامة للاستثمار الكويتية- لن يكون الأخير في مسلسل الخسائر التي تتعرض لها الكويت من خلال الهيئة العامة للاستثمار الكويتية، وبطبيعة الحال- وللأسف- لم يكن الأول ونسأل الله أن يكون الأخير، ففي تقديرنا بأن استمرار مسلسل الخسائر للصندوق السيادي وغيره من مقدرات الدولة بالتحقيق الجدي والموسع للوقوف على مثل هذا النوع من حالات الخسائر المستمرة... والتي هي من مقدرات الشعب والأجيال المقبلة، التي إذا ما استمر مسلسل الخسائر ودفع الغرامات (الداو)، فإن الأجيال لن تجد ما تواجه به ظروف المستقبل المقبلة، وستواجه وضعاً لا تحسد عليه أبداً.
إن ما نلاحظه خلال متابعتا ومراقبتنا للموقف على مدى سنوات ماضية... أن الحكومة لا تبذل ما يتوجب عليها القيام به إزاء تلك الممارسات الخاطئة، والتي يمكن أن تؤثر على الوضع الاقتصادي وتشكل خطورة كبيرة على مستقبله، وإن هذا الهدر وعدم المبالاة بمقدرات الشعب والاجيال.
لذا يجب أن تكون هناك محاسبة إدارية على أعلى المستويات، إذ انه لا يعقل في كل مرة تخرج علينا خسائر وغرامات مدفوعات لأسباب إلى حد ما قد تكون غير مقنعة، نتيجة تحقيقات، ومن ثم توالي الأخبار بوجود خسائر هناك ومشاكل هنا وخلافه.

إن الدولة مطالبة اليوم للوقوف على أسباب الخسائر بشكل جدي أكبر، ولا يجب أن يمر هذا النوع من الخسائر واللعب بمقدرات الأجيال بالشكل الذي يجرى عليه الوضع حالياً... كما يتوجب أن يكون اطلاع الجميع عليها بكل شفافية ووضوح وليس توالي أخبار الخسائر كمرور الكرام، والسلام!
فهل نشهد وقفاً للهدر، ووضع حدٍ للخسائر من قبل الحكومة نتمنى ذلك؟

Dr.essa.amiri@hotmail.com