No Script

موافقة أميركية على إبلاغ بغداد بالطلعات الجوية... مسبقاً

No Image
تصغير
تكبير

في خطوة تهدف الى دعم موقف الدولة العراقية وسيادتها، أعلنت قيادة «عملية العزم الصلب» المخصصة للقضاء على تنظيم «داعش»، انها ستقوم بتزويد القيادة العسكرية العراقية بكل برامج طلعاتها الجوية في الاجواء العراقية مسبقاً، بما في ذلك طلعات المقاتلات والطائرات من دون طيار.
وستبلغ قيادة «العزم الصلب» الأميركية، بغداد بالسبب الموجب للطلعات، ان كانت القتالية او طلعات للمراقبة والتجسس، باستثناء طلعات الطوارئ الناجمة عن التحام مفاجئ مع العدو يحتاج الى دعم جوي او الى اخلاء مصابين من ساحات القتال.
وجاءت الموافقة الأميركية في خضم مطالبة بعض النواب العراقيين ممن يتهمون الولايات المتحدة بالتواطؤ مع الضربات التي تعرضت لها مخازن ميليشيات «الحشد الشعبي» غرب العراق. ويعتقد عدد لا بأس به من القادة العراقيين ان اسرائيل هي التي نفذت الضربات، فيما يشير مراقبون غربيون الى ان إسرائيل استهدفت صواريخ متوسطة وبعيدة المدى كانت تخزنها ايران لدى «الحشد» لتهديد واستهداف الدولة العبرية.


وترتبط الولايات المتحدة باتفاقية «دفاع استراتيجي» مع العراق، اي انه يمكن لبغداد الطلب من الولايات المتحدة الدفاع عن مجالها الجوي واغلاقه في وجه اي مقاتلات اجنبية، بما فيها الاسرائيلية، وهو ما يضع واشنطن في موقف المواجهة مع حليفتها الشرق اوسطية الاخرى، اي اسرائيل.
ومنذ شيوع انباء عن التفجيرات التي استهدفت مخازن «الحشد»، منذ قرابة اسبوعين، قام أرفع ثلاثة مسؤولين في العراق - الرئيس برهم صالح ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس الحكومة عادل عبدالمهدي - بصياغة موقف الدولة الرسمية، وابلاغه لـ«الحشد»، في لقاء جمع الطرفين: الرؤساء الثلاثة وثمانية من قادة الميليشيات. ومما جاء في الموقف الرسمي، كما بدا في بيان سبق اللقاء، ان المصلحة العراقية تقضي بالنأي بالنفس عن سياسات المحاور والصراعات الاقليمية، وتفادي توريط البلاد في حرب بالوكالة، وهو موقف تؤيده واشنطن، سراً وعلناً.
ويشير المسؤولون الاميركيون إلى انهم يرغبون في رؤية حياد العراق، فهم سمحوا للعراقيين استثنائياً بشراء كهرباء وطاقة من ايران، وهم يتوقعون ان يحافظ العراقيون على علاقتهم الجيدة بطهران، لكنهم في الوقت نفسه يريدون ان يرون دولة عراقية ذات سيادة، لا تأتمر بأوامر طهران، ولا تقاتل معارك إيران، ان ضد اسرائيل أو غير اسرائيل.
ايران، بدورها، لا يبدو انها توافق على حيادية العراق، بل تتوقع ان يخوض العراقيون معارك تتناسب والسياسات الاقليمية للجمهورية الاسلامية، ان لناحية اقحام ميليشيات «الحشد»، ذات الغالبية الشيعية، في الحرب السورية، او لناحية محاولة اقامة بنية تحتية عسكرية غرب العراق لتهديد أمن اسرائيل.
وعلى مدى الاشهر الماضية، دأب المسؤولون الموالون لطهران على التحريض ضد القوات الأميركية المنتشرة في العراق للمشاركة في حرب القضاء على «داعش». ويتهم حلفاء ايران من العراقيين، واشنطن بدعم التنظيم تارة، وبدعم الغارات الاسرائيلية طورا. ومع التفجيرات التي طالت مخازن «الحشد»، جدد نواب دعوتهم لاقرار قانون يبطل مفاعيل الاتفاقية الاستراتيجية بين العراق واميركا، وينص على ضرورة انسحاب اي وجود عسكري اميركي من العراق.
وتعي واشنطن مدى حساسية المشهد السياسي العراقي، وهي لهذا - حسب المسؤولين فيها - تبذل ما في وسعها من أجل دعم تحسين موقع الحكومة المنتخبة والقوات العراقية التابعة لها، وفي هذا السياق جاء إعلان قيادة «عملية العزم» الأخير.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي