No Script

أطلق الرصاص من «كلاش» غير مرخص وأصاب 3 آليات للقوات الخاصة

«الراي» تنشر تفاصيل ليلة «أم الهيمان» ... المتهم اختار الانتحار على الاستسلام

تصغير
تكبير

 المطلوب عسكري سابق في الحرس الوطني وسبق له إطلاق النار على دورية 

السلاح المستخدم في الجريمة هو ذاته المستخدم في إطلاق النار على منزل مواطنة

أقارب المتهم طالبوه بتسليم نفسه وتم فصل التيار الكهربائي عن مسكنه

قرار الاقتحام اتُخذ بعدما  أطلق المتهم النار عشوائياً  على المساكن المجاورة

«الداخلية»: منحنا المتهم  أكثر من مهلة حماية للأرواح وضمان سلامة سكان المنازل المجاورة ورجال الأمن 

 

 

اختار الانتحار على تسليم نفسه.
وما بدأه بـ15 طلقة، أكمله بطلقات على قوات الأمن وأنهاه بطلقة واحدة.
فمفاوضات الساعات التسع التي حاول فيها رجال الأمن إقناع المتهم بإطلاق الرصاص على منزل مواطنة في منطقة أم الهيمان، بالاستسلام حماية للأرواح وضماناً لسلامة سكان المنازل المجاورة، انتهت بوضع حد لحياته بقتل نفسه بسلاحه غير المرخص.
تفاصيل الواقعة التي استنفرت وزارة الداخلية، رواها لـ«الراي» مصدر أمني، وقال إنه فور قيام مواطنة بتسجيل قضية شروع بالقتل ضد مواطن رمى منزلها الكائن في منطقة علي صباح السالم (أم الهيمان) بـ15 طلقة، بسبب خلاف معها، أجرى رجال المباحث تحرياتهم عنه، وتوصلوا إلى أنه أعزب، ويقطن مع ذويه في أحد المنازل الكائنة في المنطقة ذاتها، ومن مواليد 1992، ومن أرباب السوابق، ومطلوب للعدالة على ذمة قضية إطلاق نار على دورية شرطة، وكان يعمل عسكرياً في الحرس الوطني، ثم سجل ضمن المتقدمين لديوان الخدمة المدنية للحصول على وظيفة.
وبحسب المصدر، فإنه في ضوء المعلومات المتوافرة عن العشريني، استكمل رجال المباحث الإجراءات القانونية، وقصدوا مسكنه، في التاسعة من مساء أول من أمس، إلا أنه بادرهم بإطلاق أعيرة نارية عدة، ما استدعى طلب قوة إسناد من القوات الخاصة، حاصر رجالها المنزل الذي يتحصن به، لكنه لم يهادن وواصل رميهم، من فوق سطح المنزل بالرصاص، وهو عاري الصدر، فأصاب مركبة أحد القيادات الأمنية، وثلاث آليات للقوات الخاصة.
وأضاف أن رجال الأمن تمكنوا من السيطرة على الموقع، وحرصاً منهم في الحفاظ على سلامة المتهم والمجاورين له، أجروا معه مفاوضات استمرت لساعات، استعين فيها بأقارب له طالبوه بالاستجابة للأمن، إلا أنه كان يرد عليهم بصوت الرصاص، وتطور الأمر إلى أن راح يطلق النار عشوائياً على المساكن المجاورة، ما تسبب بوقوع امرأة مسنّة من الهلع وجرى نقلها إلى المستشفى.
وتابع المصدر، أن رجال الأمن، وحين استشعروا أن المتهم بات يشكل خطراً على حياة المحيطين في المكان، اتخذوا القرار بالاقتحام، فأخلوا المنازل المجاورة من السكان، منعاً لتعرضهم لأي تصرف طائش جديد من المتهم، وكإجراء احترازي تم فصل التيار الكهربائي عن المنزل الذي تحصن به، وعند السادسة صباحاً، أطلقت القوات الخاصة القنابل الدخانية واقتحمت المنزل، فلم يجدوه، إلا أنهم لاحظوا أنه أقفل جميع النوافذ الموجودة في المكان بخزائن، وعندما صعدوا إلى السطح، تبيّن أن المطلوب أقدم على الانتحار بسلاح كلاشنيكوف غير مرخص، إذ وجدوا جثته تحت «ماكينة» تكييف، وفوّهة السلاح في فمه.
ومضى المصدر أن رجال الأدلة الجنائية حلّوا في الموقع، وعاينوا آليات القوات الخاصة المتضررة من إطلاق النار ورفعوا تقريراً عنها إلى النيابة، لافتاً إلى أن «السلاح الذي تبادل به المواطن إطلاق النار مع الأمن هو ذاته المستخدم في الاعتداء على منزل المواطنة، وتم تحريزه على ذمة القضية».
وفي السياق، ذكرت الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارة الداخلية إلى أنه إلحاقاً للبيان الأولي الذي صدر عن تعامل القوات الأمنية مع شخص مسلح داخل منزل في منطقة علي صباح السالم (أم الهيمان) بعد مقاومة، فإن الأجهزة الأمنية الميدانية تمكنت من السيطرة على الموقع ومحاصرته.
ووفق البيان، فإن الشخص واصل إطلاق النار بشكل مكثف، وقد تم منحه أكثر من مهلة لتسليم نفسه والتفاوض معه مرات عدة من قبل رجال الأمن وعدد من أفراد أسرته لتسليم نفسه، إلا أنه لم يرضخ وواصل إطلاق النار باتجاه قوات الأمن، وبعد توقفه تم اقتحام المنزل، وعثر عليه منتحراً، حيث أكد تقرير الطب الشرعي في الإدارة العامة للأدلة الجنائية انتحار المذكور.
وأوضح البيان أنه تم منح المتهم رغم السيطرة على منزله أكثر من مهلة لتسليم نفسه وحماية للأرواح وضمان سلامة سكان المنازل المجاورة ورجال الأمن.

... ما أشبه اليوم بالبارحة

وكأن مكتوب على «أم الهيمان» أن تكون الشاهدة دوماً على أحداث ترسخ في الذاكرة مهما طالت السنوات.
وما أشبه اليوم بالبارحة، في المكان والزمان مع اختلاف الحدث.
منطقة علي صباح السالم، التي عاشت ليلة أمنية ماراثونية أول من أمس، انتهت بانتحار مطلوب أمنياً بعد محاصرته والتفاوض معه لساعات طويلة، عاش خلالها الأهالي والسكان خوفاً وهلعاً من أصوات الرصاص المتقطع، وعاد الكثيرون منهم بالذاكرة 15 عاماً إلى الوراء حين واجه رجال الأمن مجموعة من المسلحين بالمنطقة، في أحداث بدأت حينذاك في حولي، وانتقلت إلى أم الهيمان، وشهدت السالمية جانباً منها.
ولا ينسى أهالي أم الهيمان ليلة منتصف يناير 2005 التي شهدت المواجهة الأمنية، وتواجد سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد في الموقع عندما كان يشغل سموه وقتها منصب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، حيث كان يتابع الأحداث من غرفة العمليات الميدانية.

قيادات «الداخلية»  في قلب الحدث

حظيت «واقعة أم الهيمان» باهتمام من أعلى المستويات الأمنية في وزارة الداخلية، حيث تواجد في الموقع كل من نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أنس الصالح، ووكيل الوزارة الفريق عصام النهام، ووكيل الوزارة المساعد لشؤون العمليات اللواء جمال الصايغ، ووكيل الوزارة المساعد للأمن الجنائي اللواء محمد الشرهان، لمتابعة التطورات والإشراف على مسار عملية التفاوض مع مطلق النار من أجل تسليم نفسه.
كما حضر مدير أمن الأحمدي اللواء صالح مطر، ومساعده العميد وليد الشهاب، بالإضافة إلى مدير عام الأدلة الجنائية العميد عيد العويهان.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي