No Script

الكويتي... طويل العمر

تصغير
تكبير
  • مهدي الموسوي:
  • انعكاس لارتفاع مستوى الخدمات ومُحدّدات الصحة 
  •  تطور الخدمات أتاح فرص الحياة حتى للخدّج  وتم التعامل  مع مشاكل كبار السن 
  • عادل رضا:
  • الكويت الأولى خليجياً في مؤشر التغطية الصحية الكاملة   
  • عوامل غير متوقعة تتدخل بالوفاة منها حوادث السير وارتفاع نسب تعاطي المخدرات   
  • هند الشومر:
  • تعبيرٌ عن مستوى التقدم في الخدمات الصحية وظروف المعيشة   
  • حازم الرميح:
  • الكويتيون من الأكثر وعياً في المنطقة كونهم  يحتكون بالعالم من حولهم   
  • الأمر مدعاة للفخر لأن الكويت تقدم خدمات صحية أفضل من الدول المُتقدّمة 
  • فاطمة عياد:
  • الكويتيون يعتمدون على الأسماك ومنتظمون  في التطعيمات 
  •  خضر البارون: الديوانية  هي متنفس للفضفضة وإخراج كل ما هو سلبي

فيما أظهرت إحصائية أميركية صادرة عن وكالة الاستخبارات المركزية في 2017 أن «الكويت تحتل المركز الثالث عربياً والـ64 عالمياً من حيث ارتفاع أعمار مواطنيها»، عزا مختصون في القطاع الصحي هذا النجاح إلى «ارتفاع مستوى الخدمات والرعاية الصحية، وكذلك ارتفاع محددات الصحة بشكل عام في الكويت التي يتمتع مواطنوها بمياه شرب نظيفة وشبكة صرف صحي جيدة وأماكن عمل سليمة».
وأشاد المختصون بمستوى الوعي الذي يتمتع به الكويتيون، مشيرين إلى أن «نسبة الأمية بين الكويتيين أقل من 1 في المئة، ويُعتبرون من الأكثر وعياً في المنطقة كونهم يحتكون بالعالم الخارجي من حولهم».
وأضافوا إن «هذا الأمر انعكس بشكل إيجابي على سلوكيات الكويتيين الصحية ومن بينها: انتشار ثقافة المشي لدى الكبار والصغار، وكذلك الحرص على الرياضة اليومية ونوعية الغذاء والأكل الصحي، وهذا يمكن ملاحظته من خلال انتشار ورواج شركات ومعاهد الغذاء الصحي وتقليل الوزن، فضلاً عن حرص الكويتيين على التعرف على تفاصيل المعلومات الصحية المتعلقة بأمراضهم بشكل كامل».
وفي هذا السياق، قال استشاري طب العائلة الدكتور مهدي الموسوي لـ«الراي»، إن «الكويتيين نساءً ورجالاً من الأطول عمراً في الدول العربية وفقاً لدراسات ما يسمى بـ(العمر المأمول)، وهذا انعكاس ليس فقط لارتفاع مستوى الخدمات والرعاية الصحية، لكن أيضاً انعكاس لمحددات الصحة بصفة عامة، فنجد أن نسبة الأمية بين الكويتيين أقل من واحد في المئة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الدخل وتوافر مياه نظيفة وشبكة صرف صحي جيدة، فضلاً عن توافر فرص العمل في بيئة وأماكن سليمة وصحية مقارنة بأماكن أخرى».

مؤشرات السعادة

وذكر أن «هذه المجموعة من المحددات الاجتماعية لا شك أنها تلعب دوراً في التمتع بجودة الحياة ونوعيتها، وبالتالي تدخلنا في قضية مؤشرات السعادة»، لافتاً إلى أن «وزارة الصحة دائماً ما تتباهى في المنتديات الدولية بترتيب الكويت المتقدم في مؤشر العمر المأمول».
وبين أنه «إذا نظرنا لهذا الترتيب المتقدم من زاوية الوقاية والعلاج والتأهيل، ففي بعض البلدان كانت تبدأ الوفيات في منتصف الأربعينات في الفترة التي انتشر فيها مرض نقص المناعة (الإيدز) في دول شرق أفريقيا»، مشيراً إلى أنه «مع تطور الخدمات الطبية أتيحت فرصة الحياة حتى للخدج، وتم التعامل مع المشاكل التي يعاني منها كبار السن مثل الجلطات وغيرها من الأمراض بفعل التطور الحاصل في مجال زراعة الأعضاء، وغيرها من المجالات الطبية الوقائية والتي تنعكس إيجاباً على طول العمر».
وخلص الموسوي إلى أن «هذا الاعتراف الدولي بتقدم ترتيب الكويت في تصنيف العمر المأمول هو اعتراف موضوعي وشهادة ليس فقط لخدمات الرعاية الصحية في الكويت، وإنما لمجمل الخدمات التي تقدم لمن يعيش على هذه الأرض الطيبة بصفة عامة والكويتيين بصفة خاصة».

بين الإحصاء والواقع

من جهته، قال اختصاصي الباطنية والغدد الصماء والسكري بمستشفى الصباح الدكتور عادل رضا «علينا أن نُفرّق بين الإحصاء والواقع وبين الحالة الحسابية والحالة الواقعية، حيث ان هناك عوامل غير متوقعة قد تتدخل بإحداث زيادة في الوفيات مع وجود الثروة وأنظمة صحية متقدمة، وعلى سبيل المثال لا الحصر في الولايات المتحدة الأميركية هناك تراجع في متوسط العمر المتوقع نتيجة الانتشار الواسع لظاهرة تعاطي المخدرات بأنواعها».
وأفاد رضا، في تصريح لـ«الراي»، أن «متوسط العمر المتوقع هو عامل إحصائي توقعي، وزيادته الأساسية تتعلق بعوامل عدة مهمة، منها التراجع في وفيات الأطفال بأول خمس سنوات وأيضاً يعكس مستوى الرعاية الصحية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «هناك عاملا يؤثر على الصحة العامة يتعلق بارتفاع نسب الأمراض غير المعدية مثل السرطانات المختلفة، وأيضاً وجود عوامل تؤثر على حياة الانسان منها البدانة وانتشار نسبة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم والتدخين».
وبين أن «هناك عوامل غير متوقعة تتدخل بالوفاة، منها حوادث السير والمرور وارتفاع نسب تعاطي المخدرات بأنواعها، وأيضاً هناك عامل الاستقرار السياسي وأجواء الحروب التي تؤثر على نسب الوفيات»، لافتاً إلى أنه «يجب التأكيد على زيادة الوعي الصحي في شأن استمرار عيش الفرد لزيادة متوسط العمر واقعياً، بعيداً عن الحسابات الإحصائية».

مؤشر النظام الصحي

بدورها، قالت الرئيسة السابقة لمكتب الايدز والإحصاءات والمعلومات وعضو جمعية القلب الكويتية الدكتورة هند الشومر لـ«الراي» إن «هناك العديد من المؤشرات المتعلقة بالصحة، من بينها متوسط العمر المتوقع عند الميلاد، وهو يعبر عن مستوى التقدم في الخدمات الصحية وظروف المعيشة بوجه عام، ونحمد الله
عز وجل على ما حبانا به من نعم لا تعد ولا تحصى بعيداً عن الكوارث والحوادث، وبعيداً عن الصراعات والنزاعات المسلحة، وننعم بفضل الله تعالى بمستوى معيشة كريمة وظروف تكفل العيش الكريم والحصول على الرعاية الصحية بسهولة ويسر ومن دون أعباء مادية، وهذا كله يؤدي إلى ارتفاع متوسط الأعمار المتوقعة عند الميلاد».
وذكرت أن «هناك مؤشرات أكثر دقة مثل مؤشر متوسط العمر المتوقع مع جودة الحياة ومتوسط العمر المتوقع من دون المعاناة من العجز أو الإعاقة، إلى جانب مؤشرات أخرى تستخدمها منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية لتقييم مستوى الصحة والرعاية الصحية والاجتماعية بدول العالم، وتنشر جداول المقارنات بشفافية كاملة من جانب تلك المنظمات، لتكون الأساس لوضع وتحديث ومتابعة تنفيذ الخطط والبرامج الصحية والتنموية على المستويات المختلفة ولكل الأعمار».
وأشارت في هذا السياق إلى «مؤشر التغطية الصحية الشامله Universal Health Coverage وهو مؤشر تجميعي يندرج تحته 16 مؤشراً فرعياً، وأكد أحدث تقرير من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي أن قيمة المؤشر للنظام الصحي بدولة الكويت بلغت 77 محققاً بذلك المركز الأول على مستوى دول إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية ومقترباً من قيمة هذا المؤشر بالدول المتقدمة»، داعية إلى «إلقاء الضوء على ما تنشره المنظمات الدولية من تقارير والاستفادة منها».
وفيما شددت على «أهمية دقة الإحصائيات والبيانات اللازمة لحساب المؤشرات من خلال طرق معيارية تتحقق من خلالها الفرصة للمقارنات»، بينت في الوقت ذاته أن «اللجنة الإحصائية للأمم المتحدة أصدرت وثيقة مرجعية لكل مؤشر بها تعريف معياري للمؤشر، ومصادر البيانات والمعلومات ودورية إعداد المؤشر وتعرف بطاقة المؤشر علميا باسم Meta data، لأن عدم الدقة في المؤشرات يؤثر على التخطيط والمتابعة وتقييم أداء الخطط والبرامج، ويجب التأكد من مصدر الجداول وهل البيانات صادرة من الجهة الدولية المختصة وهي منظمة الصحة العالمية، مع ضرورة التأكد من أنها أحدث المعلومات».

مستوى وعي
وثقافة مرتفع

إلى ذلك، أكد استشاري النساء والولادة وطب الخصوبة الدكتور حازم الرميح لـ«الراي»، أن «هناك بُعدَيْن في ما يتعلق بالمركز المتقدم الذي تتمتع به الكويت في ما يتعلق بمتوسط عمر الفرد، الشق الأول متعلق بالكويتيين الذين يعتبرون من الأكثر وعياً في المنطقة، كونهم يحتكون بالعالم من حولهم مما ساهم في رفع مستوى الثقافة والوعي عندهم»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «هذا الأمر انعكس بشكل إيجابي على سلوكياتهم مثل انتشار الممشى وثقافة المشي لدى الكبار والصغار، وكذلك الحرص على الرياضة اليومية ونوعية الغذاء والأكل الصحي، وهذا يمكن ملاحظته من خلال انتشار ورواج شركات ومعاهد الغذاء الصحي وتقليل الوزن، فضلاً عن حرص الكويتيين على التعرف على تفاصيل المعلومات الصحية المتعلقة بأمراضهم بشكل كامل».
وأضاف: «أما في ما يتعلق بالشق الحكومي، فهناك خدمات صحية متوافرة على مستويات ممتازة في جميع المناطق والمحافظات بشكل مجاني للمواطنين، وهذا أحد العوامل المهمة التي تساعد في السيطرة على الأمراض المزمنة، بالإضافة لتوافر أحد الأساليب العلاجية في المنظومة الصحية، سواء كانت في القطاع الحكومي أو الخاص»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر مدعاة للفخر كون الكويت تقدم خدمات صحية أفضل من الدول التي تعد متقدمة وهذا مؤشر رفاهية».

الرأي النفسي

الثقافة الصحية سائدة في المجتمع الكويتي

قالت أستاذة علم النفس الإكلينيكي في جامعة الكويت الدكتورة فاطمة عياد إن «هناك حالة من الثقافة الصحية سائدة في المجتمع الكويتي، فمثلاً الصحة الإنجابية والعناية بالأطفال تأخذ أولوية منذ حمل المرأة... قديماً كانت هناك أمراض تحصد العديد من الأرواح بسبب قلة الوعي الصحي»، لافتة إلى أن «نسبة كبيرة من الكويتيين تعتمد على الأسماك كطعام، الأمر الذي يقيهم من كثير من الأمراض، كما أنهم حريصون على الانتظام في موعد التطعيمات، والحمد لله الكويت ليست من الدول التي تعرضت لحروب طاحنة».
من جهته، بيّن أستاذ علم النفس في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت الدكتور خضر البارون، أن «متوسط رواتب الكويتيين جيدة، ونسبة أعداد الكويتيين الذين لديهم أكثر من مليون دولار يفوق كثيراً من الدول»، مشيراً إلى أن «الدولة تتكفل بالعلاج حتى في الخارج وهو انعكاس لحرصها على صحة المواطنين».
واضاف ان «الدولة أيضاً تتكفل بالتعليم مما يساهم في عدم قلق المواطن من هذا الأمر»، مشيراً إلى أن «الكويتيين يتميزون بالاهتمام بالجوانب الاجتماعية وهذا يعكس مدى الراحة النفسية التي يتمتعون بها، فهم من القلائل الذين لديهم ثقافة الديوانية التي هي متنفس للفضفضة وإخراج كل ما هو سلبي».
واختتم قائلاً: «الكويتيون يتمتعون أيضاً بروح العطاء، ونجدهم يفزعون لكل من يتعرض لضائقة، كما أنهم يتمتعون بمساحة من الحرية لأن الحكومة ليست متسلطة على الفرد».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي