No Script

لقاء / فالح العازمي شرح لـ«الراي» رحلة معاناته من حدود تركيا إلى سجون طهران وحتى العودة للوطن

«بو يمعه»: أزمتي في إيران كشفت كم هو الكويتي غالٍ لدى القيادة السياسية

تصغير
تكبير

جذبتني طبيعة تبريز الجميلة فخطفني ظلام السجن 4 أشهر

وجدت نفسي أمام بوابة قاعدة عسكرية دون أي علامة أو لوحات تحذير

لم يعرفوا طبيعة الأجهزة اللاسلكية التي أحملها فاعتقلوني

أمضيت 127 يوماً في السجن منها 57 منقطعاً عن أي اتصال

التغذية كانت سيئة وأفقدتني 35 كيلو غراماً من وزني

رميت الأجهزة اللاسلكية في مطار طهران خوفاً من تكرار السيناريو

سيارتي الـ «زد» محجوزة في إيران وسأطالب باستردادها


إذا كان من «الحب ما قتل» فإن قصة «بو يمعه» تقول ان «من الإعجاب ما سجن»، فقد سمع كثيرا عن جمال منطقة تبريز الإيرانية فأعجبته على السمع، وعندما أراد أن يعاين ذلك الجمال دفع الثمن اربعة اشهر من عمره في السجن.
المواطن فالح جمعان العازمي، الشهير بلقب «بو يمعه» والذي عاد الى الكويت بعد معاناة 127 يوما من السجن في ايران، يروي لـ«الراي» في أول حديث له بعد الإفراج عنه والوصول للكويت، قصة السفر والسجن، حيث اكد انه قصد ايران ضمن رحلة طويلة عبر سيارته «نيسان - زد» بعد ان كان في تركيا، فدخل الى ايران من منفذ «بازكان» بين البلدين واستخدم نظام «G.B.S» للاستدلال على المنطقة ليجد نفسه أمام بوابة قاعدة عسكرية، ولتبدأ معاناته.
فمن بوابة القاعدة العسكرية انطلقت رحلة السجن - والكلام لفالح- حيث قضى يومين في غرفة مظلمة، قبل ان يتم التحقيق معه عن سبب دخول القاعدة العسكرية، والتأكد من شخصيته، ليستمر سجنة 127 يوما، منها 57 يوما فقد فيها التواصل مع العالم الخارجي وأهله.
ويضيف «بو يمعه» انه رغم المعاملة الجيدة له في السجن فانه فقد 35 كيلو غراما من وزنه لسوء التغذية، التي اقتصرت على قطعة جبن واحدة وصمونه يابسه «ريوق» وفي الغذاء عيش وعدس او فاصوليا، والعشاء بيضة مسلوقة، مع خبزة يابسة.
ولفت الى انهم عندما قبضوا عليه فتشوا سيارته وصادروا اجهزة اللاسلكي التي كان يحملها وكانت سببا في سجنة، لكنهم اعادوها له بعد اطلاق سراحه، ولكنه خوفا من تكرار المأساة معه رماها في مطار طهران، فيما سيارته «الزد» لا تزال قيد الاعتقال في طهران.
وافاد بان محنة سجنه كشفت له ان المواطن الكويتي غال وعكس ذلك اهتمام القيادة السياسية من صاحب السمو وسمو ولي العهد الى مجلسي الوزراء والامة، متقدما بالشكر لكل من ساهم في ارجاعه الى وطنه وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• ما سبب دخولك لايران؟
- كنت في زيارة لتركيا بسيارتي الـ «زد» ودخلت ايران برا للوصول الى عبادان ومنها للكويت حيث دخلت 26/9/2017 من منفذ بازقان وباستخدام اجهزة اللاسلكي وGPS للاستدلال، ولكن الجهاز اوضح لي الطريق المختصر والذي سلكته ليوصلني الى بوابة قاعدة عسكرية حيث لا يوجد اي لوحات ارشادية توضح ان هذا المكان ممنوع الاقتراب منه وكان الوقت ظهرا فضبطوني وبعد سؤالي وتفتيش سيارتي عثروا على الاجهزة اللاسلكية والتي كانت السبب في اعتقالي لعدم معرفتهم بها حيث تم سجني يومين في غرفة مظلمة لا اراى احدا ابدا وتركت دون اي سؤال حتى اليوم الثالث.
• ألم تحاول سؤالهم او مناداتهم لطلب التحقيق او الاكل؟
- لقد طلبت شيئا اكله فقدموا لي صمونه يابسة وكوب ماء مرتين خلال اليومين، وفي اليوم الثالث تم ارسالي لمحكمة «أرمية» حيث تم توجيه عدة اسئلة عادية جدا ثم ارسلت الى السجن مرة اخرى على امل الافراج خلال ايام، فاستمر احتجازي 57 يوما دون اي لقاء مع احد المسؤولين او اتصال او تهمة ذقت خلالها الم الكوابيس والخوف، خصوصا ان هناك مساجين معي قالوا انهم يقبعون في السجن شهورا وبعضهم سنوات ولم يحاكموا او يعرفوا التهم الموجهة اليهم.
فخفت ان اكون منهم بعدها ارسلت الى محكمة اسمها «اطلاعات» وهي محكمة سياسية وايضا تم توجيه اسئلة لي وارجعت الى السجن حتى يوم 3/1/2018 والذي ارسلت فيه الى المحكمة لاسمع المفاجأة ان علي حكم سنتين لدخول البلاد بأجهزة ممنوعة ولكنها الغت الحكم لتدخل ووساطة السفارة الكويتية في طهران وبحضور نائب السفير فلاح الحجرف والسكرتير الاول في السفارة صلاح البناي، بيض الله وجهيهما حيث انقذاني من السجن وكان لهما الفضل بعد الله في الغاء الحكم.
والمفاجأة ان مسؤولي السجن سلموا لي الاجهزة التي ادعوا انها ممنوعة وافرجوا عني وقالوا خذ تاكسي للذهاب للفندق وترتيب امور سفرك للكويت وكان شيئا لم يكن وكأن ما حدث لي حلم واستيقظت منه حيث كان ينتظرني القنصل البناي الذي حجز لي ليلة في الفندق ثم توجهنا لمطار طهران حيث كان ينتظرنا القنصل فلاح الحجرف الذي قال «لن اتركك الا ان ادخلك باب الطيارة واحب ان اوجه الشكر له ولمسؤولي محطة الكويتية في مطار طهران الذين اخروا الطيارة 3 ساعات حتى ارجع معهم في نفس اليوم ودون تأخير.
• وهل وصلت الاجهزة اللاسلكية معك للكويت؟
- من الخوف رميتها في مطار طهران وقلت سبحان الله يشوفها واحد ما يفهم الموضوع وادخل في متاهة اخرى.
• والسيارة أين هي؟
- مازالت محتجزة وسأطالب بارجاعها لانها عزيزة علي ولي معها ذكريات لا تنسى.
• كيف كنت تفضي يومك في السجن؟
- السجن بدائي جدا وانفرادي وبعض الايام يدخل معي سجين لايام ويخرج وكنت اخذ منه فراشه وبطانيته لأتدفأ بها ولكن حرس السجن يأخذونها مني حيث لا املك ما انام عليه غير بساط على الارض ودون مخدة او بطانية.
• وكيف كان التعامل معك سواء في السجن او التحقيق؟
- للامانة كان تعاملهم جيد ولم اتعرض للضرب او المضايقة ولكن كان هناك «شفت» في السجن مكروه جدا وتعامل عناصره سيئ مع المساجين الى درجة انهم يفتحون التكييف وقت البرد والتدفئة وقت الحر او المراوح ذات الاصوات العالية لدرجة تصاب بطنين في الاذن لأيام.
• وما الأكل الذي كان يُقدم لك؟
- الفطور عبارة عن جبنة وصمونة يابسه انقعها بالماء حتى استطيع اكلها والغداء عيش وعدس او فاصوليا والعشاء بيضة مفيوحة وخبزة يابسة، فقدت كثيرا من وزني لدرجة اني دخلت السجن وزني 107 وخرجت وزني 72 كيلو غراما.
• هل تعلمت من لغتهم شيئا بعد 4 أشهر على معاشرتهم؟
- اكيد تعلمت الارقام والسلام واسماء بعض الاطعمة بالاضافة الى صداقة الحرس الذي كان البعض منهم متعاطفا معي.
• من زارك في السجن؟
- بعد 57 يوما زارني خالي طلق الهيم والعم حجي بن مريشد ومرزوق بن مريشد في سجن ارمية وجلست معهم ساعة اطمأننت فيها على أن الكويت حكومة وشعبا يطالبون بارجاعي والدنيا قايمة في الكويت والكل متعاطف معي وقد طلبت منهم بعد خروجهم ان يزودوني بكتب وقصص وقرآن كريم للقراءة بها حيث كنت اختم القرآن كل 4 أيام بفضل الله.
• هل ستعود لزيارة ايران مرة أخرى؟
- ابدا، لان الموقف الذي تعرضت له لن يمحي من ذاكرتي.
• ما الفائدة التي خرجت بها من هذه التجربة؟
- ان المواطن غال في بلده وهذا ما لمسته من الاهتمام بقضيتي من تاج راسي صاحب السمو وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الامة والاعضاء السابقين والحاليين ووزارة الخارجية واعضاء السفارة الكويتية في طهران ووسائل الاعلام وعلى رأسها «الراي» التي كانت متابعة لقضيتي اولا باول وكذلك متابعيني في سناب شات والذين بسببهم رغبت في تصوير منطقة تبريز لهم، لمناظرها الطبيعية التي وصفت لي ولكن القدر قادني لأقع في الفخ وسجنت.
وأقدم شكري وتقديري لكل من ساهم في إنقاذي وإرجاعي للكويت.

على الهامش

لقب «بو يمعه» من أين؟


اشتهر فالح العازمي بلقب «بو يمعه» الذي اطلقه عليه صديقه فهد العازمي الذي كان يناديه «بو جمعان» نسبة لوالده ولكنه خفف الكلمة الى «يمعه» فاصبح مشهورا بهذا اللقب.
دموع العودة
يقول بو يمعه انه عندما وصل الى الكويت ودخل صالة التشريفات ورأى كثافة المستقبلين دمعت عيناه من الموقف، ورغب بتقبيل رأس كل واحد ممن حضروا لاستقباله، موجها شكره وتقديره للجميع.

البنطلون... واسع


ذكر بويمعه انه بعد انخفاض وزنه بشكل كبير في السجن اصبحت ثيابه واسعة جدا عليه، وعندما خرج كان يلبس بنطلونا ويمسكه ويزمه خشية ان يقع، وطلب من سكرتير السفارة صلاح البناي ان يمر به الى اقرب سوق ليشتري ثيابا يعود بها الى الكويت، مشيرا الى ان الصورة التي انتشرت هي له وهو يتسوق، ممسكا بالبنطلون.

من هو بو يمعه؟


فالح جمعان العازمي، عمره 23 سنة، يدرس في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي، أعزب، هوايته الترحال والتعرف على دول العالم والاستمتاع باجوائها ومعرفة تاريخها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي