No Script

الاحتفالية شهدت حضوراً فنّياً عالمياً لم تغب عنه الكويت

«السبّاقات» افتتح الدورة الثانية من «أجيال السينمائي» في الدوحة

تصغير
تكبير
• حمد بن عبد العزيز الكواري: نسعى إلى واقع سينمائي خلّاق في مجتمعاتنا العربية

• فاطمة الرميحي: المهرجان سيخلّف ذكريات تدوم مدى الحياة للشباب في مجتمعنا

• خالد البريكي: «اللي يوفّق راسين بالحلال» بين المؤسسات والقطاع الخاص وبين الشركات الفنية ... هي الثقة

• فاطمة الصفي: استمتعت بما رأيته ... وأتمنى الأفضل

• حمد أشكناني: محتاجون لجيل مثقف سينمائياً ... كما في التلفزيون
«أكشن ثاني مرة»... في اللغة السينمائية تعني إعادة المشهد لخلل ما قد يكون بشرياً أو تقنياً، لكن في لغة «مهرجان أجيال السينمائي» الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، تعني استثمار نجاح الدورة الأولى والاستمرار نحو تعبيد الطريق أمام جيل سينمائي واعد.

في الحي الثقافي بكتارا، امتزجت الثقافات مساء أول من أمس... ثقافات ترسمها الحدود واللغات وملامح الوجوه، وأخرى تحيكها السنوات بين صغير وكبير. لكل ثقافته التي اكتسبها، وسار على أطرافها يشيّد جدرانها نوراً وتنمية.

على السجادة الحمراء، مشى النجوم من مختلف أنحاء العالم، الفنانون غازي حسين، عبدالعزيز جاسم، أسعد الزهراني وعلي عبدالستار وحصة الكويت كانت بحضور نجوم لمعت أسماء أصحابها في الدراما المحلية والعربية تمثيلاً وكتابة، وتمثلت بكل من الفنان خالد البريكي، الفنانة فاطمة الصفي، الكاتبة هبة مشاري حمادة والفنان الشاب حمد أشكناني.

وفي العروض السينمائية، افتتحت خمس فتيات فلسطينيات - برؤية لبنانية كندية – رحلات أفلام المهرجان، بـ»قصة نجاح» منطلقة من رحم معاناة واقع أساسه الاحتلال، وممزوجة بلحظات سعي نحو إثبات الذات.

الافتتاح

في حفل الافتتاح، قال وزير الثقافة والفنون والتراث القطري الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري: «يشكل مهرجان أجيال السينمائي قيمة عظيمة للشباب في مجتمعنا ويظهر التزام مؤسسة الدوحة للأفلام بتعزيز ودعم شبابنا. إننا نسعى إلى خلق واقع سينمائي خلاق في مجتمعنا وفي المجتمعات العربية لإدراكنا لأهمية السينما وتأثيرها الترفيهي والتثقيفي والاجتماعي».

وأضاف الكواري «نحن سعداء باهتمام المهرجان بالأطفال لأنهم يمثلون المستقبل، وليكن المهرجان فرصة للمشاهدة والاستمتاع، ولكن أيضاً للمناقشة والتفاعل وإثراء التجربة». تابع «نوجه تحية صادقة لسعادة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، فلولا رؤيتها ودعمها وإدارتها لما تحقق النجاح الذي نراه».

من جانبها، قالت الرئيس التنفيذي بالإنابة لمؤسسة الدوحة للأفلام مديرة مهرجان أجيال السينمائي فاطمة الرميحي: «سيخلق مهرجان أجيال السينمائي ذكريات تدوم مدى الحياة للشباب في مجتمعنا. وسيعرض المهرجان أفلاماً عن الشباب وللشباب، كما يزخر برنامجه بالعروض السينمائية التي ستنال إعجاب عشاق السينما من الفئات العُمرية كافة. وسنحتفي بصنّاع الأفلام المتميزين والواعدين في قطر من خلال برنامج (صنع في قطر)، والذي سيتضمن برنامجين لعروض الأفلام التي أخرجها المواطنون والمقيمون».

وتابعت الرميحي: «لا شك أن حكام المهرجان الذين يصل عددهم إلى 450 شاباً وشابة في برنامج (دوحيات سنيمائية) هم قلب المهرجان النابض هذا العام ومحوره الأساسي. كما يسعدنا أن نرحب بـ25 حكماً دولياً من سائر دول العالم سيشاهدون ويناقشون 61 فيلماً رائعاً، وسيقابلون مخرجيها ويشاركون في ورش العمل اليومية والفعاليات التي ستعزز من إبداعاتهم وتفتح مداركهم ومخيّلتهم إلى آفاق أوسع».

وأكملت: «بالإضافة إلى عرض 90 فيلماً من 43 دولة، أدعوكم لحضور العروض الجماهيرية للمهرجان وفعالياته الخاصة ومعارضه وأركانه التفاعلية والرقمية وعروض السينما تحت النجوم والعروض الحية والجلسات النقاشية وفعاليات الأسرة».

«السبّاقات»

إنها فلسطين، بمجتمعها... واحتلالها... وفتياتها. ثالوث دارت يومياته داخل عدسة المخرجة اللبنانية الكندية آمبر فارس، انطلاقاً من تسليط الضوء على «حالة»بطلاتها خمس فتيات شكّلن أول فريق نسائي لسباق السيارات في الشرق الأوسط.

مرح، منى، بيتي، نور وميسون... لكل منهن قصتها في الحياة، وجميعهن تجمعهن قصة إثبات الذات في فعل ما يحببن داخل مجتمع محافظ، وفي ظل احتلال»لا يرحم».

نجحت فارس في نقل الواقع كما هو، من دون تجميل أو حتى تهويل. بل نجحت في إحداث ثقب أتاح للعين أن ترى قصصاً أخرى من يوميات الفلسطينيين. قد يكون الواقع المرير ليس بجديد على من اعتاد سماع أو قراءة «فلسطين» ككلمة تختصر دولة وشعباً أو حتى مشاهدة ما يحدث من قهر. لكن الجديد هو كيف بات هذا الواقع جزءاً من واقع أكبر يعيشه الفلسطينيون والفلسطينيات.

خلال 80 دقيقة، يعيش المشاهد مزيجاً من الابتسامة والضحك والتألم... ويتفاعل مع من أصررن على التغلب على النقد وخيبة الأمل والقوالب النمطية والقيود، لينطلقن في عالم وجدن أنفسهن فيه (سباق السيارات) بشغف وحماسة.

حضور كويتي

حضر حفل الافتتاح، إضافة إلى فريق الممثلين وطاقم العمل في فيلم السباقات» وعدد من الممثلين والمواهب في الأفلام التي ستعرض في المهرجان، الفنانون الكويتيون خالد البريكي وفاطمة الصفي وحمد أشكناني والكاتبة هبة مشاري حمادة.

وقال البريكي لـ»الراي»: «سعيد جداً بالدورة الثانية للمهرجان، والحقيقة إنها لفتة جميلة وممتازة نحو صناعة جيل مثقف سينمائياً، نفتقدها فعلاً في الخليج». وتابع «نعم نحن لدينا جمهور عريض في الفن ويشاركنا الرأي والذوق في اختياراتنا، لكننا كذلك كفنانين نطمح إلى أن تكون السينما لدينا خليجية وعربية تصل إلى العالمية، إلا أننا نفتقد العنصر الثالث وهو المتلقي المثقف. والحمد لله أعتقد أن مهرجانات مثل الذي نتواجد فيه قد تساهم وتساعد في بناء جيل مثقف».

وعما إذا كان تولد لديه نوع من الحسرة لغياب المهرجانات السينمائية عن الكويت، قال البريكي «تكلمنا كثيراً عن هذا الموضوع، ولكن ظروف البلد نعرفها جميعاً. نحن كشباب كانت لنا تجربة شخصية من خلال فيلم (كان رفيجي) الذي يعد بداية العجلة لكي نعطي الثقة بنا لمن يهمهم الأمر من الشركات والقطاع الخاص والمؤسسات الحكومية». وتابع «تجربتنا هذه، وتجربة غيرنا من الزملاء منهم الأخ عبدالله السلمان الذي يحاول أن يدخل المجال السينمائي، إضافة إلى محاولات جميلة».

وفيما اعتبر البريكي، الذي لعب دور المقدم لثوان على السجادة الحمراء، أن هناك تفاوتاً في النجاح والتقييم بين فيلم وآخر، رأى أن المهم في ذلك أن التجربة قائمة من مجهود شخصي».

وحول ما يعيق صناعة السينما في الكويت بالرغم من وجود العناصر المتكاملة تقريباً من مواهب وطاقات وكتّاب ومخرجين، قال إن «اللي يوفق رأسين بالحلال بين المؤسسات والقطاع الخاص وبين الشركات الفنية هي الثقة، وهي قادمة إن شاء الله».

بدورها، أعربت الفنانة فاطمة الصفي خلال تصريح صحافي عن سعادتها بالمشاركة في الدورة الثانية من المهرجان، لافتة إلى أنها استمتعت بما رأته ووجدته منذ اللحظة الأولى، ومتمنية أن يكون هناك ما هو أفضل.

أما الفنان حمد أشكناني، فقال في تصريح صحافي «إننا محتاجون لجيل مثقف سينمائياً كما هي الحال في التلفزيون». وتحدث عن تجربته السينمائية المقبلة «090»، كاشفاً عن أنه سيعرض جماهيرياً في شهر يناير المقبل. كما كشف عن فيلم من إنتاج كويتي سيعرض في مهرجان كان السينمائي.

الفنان صلاح الملا، عبّر عن سعادته بالمهرجان ولتأسيس دولة قطر له، معتبراً أن الجيل المقبل سيقف على ركائز وأسس قوية. وقال «هدفنا أن يكون لدينا فنانون متميزون، ويجب أن أقف وغيري معهم لدعمهم»، لافتاً إلى أن الخامات لديها أفكار متطورة تختلف عن تلك التي كان يملكها جيله.

وشارك الحكام الصغار في المهرجان في حفل الليلة الافتتاحية وساروا على السجادة الحمراء وانضموا إلى فاطمة الرميحي على المسرح.

وكانت الرميحي قد افتتحت برنامج دوحيات سينمائية في الصباح، حيث قالت للحكام: «هذه هي منصتكم للتعبير عن أنفسكم وإبداعكم. ستقابلون أناساً جدداً وتناقشون أفكاركم وتشاهدون الأفلام التي ستلهمكم، وربما تدفعكم إلى الضحك أو البكاء وتغيير نظرتكم إلى العالم من حولكم. هناك قرار كبير ستتخذونه عند اختيار صانعي الأفلام الفائزين بجوائز المهرجان».

وخلال برنامج دوحيات سينمائية، سيقوم الحكام من عمر 8 إلى 21 عاماً بمشاهدة وتحليل برنامج الأفلام ضمن ثلاثة أقسام هي «محاق»، «هلال» و»بدر». وستلي مشاهدة الأفلام، مناقشات وفعاليات من ضمنها حلقات نقاشية، ورش عمل، وجلسات حوارية مع صانعي الأفلام والمختصين في السينما. وسيصوت الحكام المشاركون لمنح فيلمهم المفضل والاستثنائي جوائز المهرجان المختلفة.

ويرتكز مهرجان أجيال السينمائي على تاريخ مؤسسة الدوحة للأفلام في إقامة فعاليات خاصة بالمجتمع. كما يدعو الجميع من جميع الأعمار للحضور ومناقشة الأفلام من خلال فعاليات تلهم التفاعل الإبداعي في بيئة تفاعلية ومرحة يستطيع الشباب من خلالها التعبير عن أنفسهم وأفكارهم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي