«النحال» سالم العومي حصد جائزتين دوليتين في لندن
«نحّالو الكويت»... فائزون خارجياً و«مهزومون» داخلياً!
توفيق المشاري: على المسؤولين دعم المهنة
العومي: النحال الكويتي مميز بشهادة دولية
عيسى العيسى: العسل الكويتي مميز بجودته وطعمه
فيما حققت جمعية النحالين الكويتية إنجازاً عالمياً من خلال النّحال الكويتي سالم العومي، الذي نال جائزتين في مسابقة المعرض البريطاني للعسل في العاصمة البريطانية لندن، يواجه النحالون في الكويت صعوبات وتحديات كبيرة تؤثر سلباً على الإنتاج المحلي من العسل.
وأشار النحال العومي إلى أن مهنة النحال في الكويت تحتاج إلى دعم من قبل الجهات المعنية، لكي تتطور ويثمر عنها إنتاج جيد للعسل الكويتي، موضحاً أن النحالين يعانون من بعض العقبات التي تقف أمام إبداعاتهم في هذا المجال، وفي حال تمت إزاحتها ستستمر الإنجازات الكويتية وسيكون لدينا إنتاج للعسل ليس له مثيل على مستوى العالم.
وتناول العومي الأخطار والصعوبات التي تهدد عمل النحالين في الكويت، فالنحل لا يستطيع تحمل حرارة الصيف والجفاف، لكنه يستطيع تحمل الرطوبة، بالإضافة لقلة المرعى، وكثرة أعداد النحل في الكويت اليوم، فالعاملون في المهنة في تزايد، مطالبا الهيئة العامة للزراعة بالتوجه لزراعة الأشجار العاسلة، ذات الجودة مثل الطلع والسدر والسيال والكينا.
وأعرب عن سعادته بالانجاز العالمي الذي حققه في لندن، وحصد جائزتين لم يسبقه إليهما أي نحال عربي، موضحاً أن الفوز جاء ثمرة لمجهود كبير امتد لسنوات عدة، وأن الانجاز يأتي ليؤكد بأن النحال الكويتي وصناعة النحل في الكويت من المهن المميزة بشهادة المسؤولين عن المسابقة، ممن أثنوا على عمل نحالي الكويت وجودة إنتاجهم.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة جمعية النحالين توفيق المشاري أهمية دور النحال الكويتي وتحقيق الانجازات على المستويات الاقليمي والعربي والدولي، مشيراً إلى أن فوز النحال سالم العومي بجائزتين عالميتين يأتي بمثابة فوز لجميع نحالي الكويت، وتتويجا لجهودهم على امتداد السنوات الماضية، موضحا أن على مسؤولي الدولة دعم اصحاب هذه المهنة لتطويرها ولضمان استمرار الإنجازات، خصوصا وان الجمعية الخاصة بدعم النحالين الكويتيين لا تجد من يدعمها من أي جهة حكومية.
وأضاف المشاري أن انجازات النحالين الكويتيين في الخارج والداخل ماهي الا جهود فردية شخصية، بما فيها المشاركات في المنافسات الدولية، التي يترتب عليها السفر لتمثيل الكويت والنحالين الكويتيين.
من جانبه، قال النحال علي شريف الشرهان أن «الانتاج الكويتي من العسل غير كافٍ، بسبب جلب خلايا النحل ذات العمر القصير من الخارج، حيث يعتمد المستوردون بيع التجار في الكويت خلايا نحل ذات عمر قصير، ليجعلوا خطوط الاستيراد مفتوحة بشكل مستمر، بمعنى أنهم إذا منحوا الكويت نحلاً ذات أعمار طويلة سيتم الاستغناء عنهم ويكون الانتاج من الكويت، لذلك نحقق الاكتفاء الذاتي».
وأشار الى أنه على الرغم من جودة العسل الكويتي، الذي فاز «السدر» منه بالمرتبة الثالثة على مستوى العالم في مسابقة المعرض البريطاني للعسل العام 2018، فإن مخاطر جمة تحيط بمصانعه، ونقصد بها المناحل التي تفقد نحلها، لاسيما في شهر أغسطس، حيث تقضي حرارة الجو على نحو 90 في المئة، فيما يلتهم طائر «الخضيري» بين 150 إلى 200 نحلة في الوجبة الواحدة له، وتكمل مأساة النحل حشرة «الفروة» التي تتسلل إلى خلاياه وتتغذى على دمه.
أما الدكتور عيسى العيسى، وهو طبيب أسنان ونحال كويتي، فتحدث لـ«الراي» عن فوز عسله بالمسابقة، وعن المخاطر التي تحيط بالنحل ومعاناة تربيته،، مؤكداً أن العسل الكويتي مميز بجودته وطعمه، وهي إحدى حسنات كون الكويت ذات بيئة صحراوية، حيث يخرج العسل مركزا بسبب قلة الرحيق.
ورأى العيسى أن «مشروع العسل الأصلي من المشاريع التي يصعب النجاح بها، خصوصا في دولة مثل الكويت، ومناخها الصحراوي، إضافة لانطباع العالم العربي الخاطئ عن العسل. وأهم خصائص العسل الأصلي تبلوره، أي يصبح جامداً، وهي إحدى المشاكل التي تواجهنا مع المستهلك، والذي يؤمن بأن العسل يجب أن يكون شبه سائل، وهو اعتقاد خاطئ».
وبيّن أن «إنتاج العسل في الكويت يعتبر شحيحا، وتكلفة إنتاجه عالية جدا، حيث يكون النحل في شهر أغسطس في أسوأ حالاته، فيفقد النحال ما يقارب 90 في المئة من نحله سنويا، ومعظمه يفقده كاملا بسبب الحر، ولذلك يحتاج النحال إلى أن يأتي بنحل جديد في شهر سبتمبر من كل عام ويعتني به من جديد».