No Script

ساهم مع رفاق دربه المخلصين في إرساء نهضة الإعلام الكويتي ... وحمل عصاه وغادر

رضا الفيلي رحل ... وترك سجلّاً حافلاً بالإنجاز والعطاء

تصغير
تكبير
• ناصر المحمد: صديق وأخ منذ أربعين عاماً ... كنا معاً في جميع المجالات الإعلامية

• سلمان الحمود: نعزّي الأسرة الإعلامية لرحيله

• دعيج الخليفة: رحل عنا جسداً ... وتبقى ذكراه عطرة
برحيل الإعلامي الكبير رضا الفيلي، الذي غيبه الموت أمس الإثنين عن عمر يناهز الثلاثة والسبعين عاماً، فقد الإعلام الكويتي أحد أبرز دعائمه وأركانه، وعلماً بارزاً من أعلامه وقامة كبيرة، تاركاً خلفه سجلاً حافلاً بالانجاز والعطاء.

غطّى ثرى الكويت أمس جسد ابنه البار، واحتضنه بحنان يشبه صاحب الروح الطيبة والمسيرة الطويلة التي قضاها في خدمة بلده ومهنته. وودعه أهله ومحبوه الذين غطت الدموع وجوههم.


وجرى دفن الراحل أمس في مقبرة الصليبيخات بحضور حاشد تقدمه سمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح ووزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود الصباح ووكيل الديوان الأميري إبراهيم الشطي ورجل الأعمال جواد أحمد بوخمسين ورئيس تحرير جريدة النهار عماد بوخمسين.

وقال سمو الشيخ ناصر المحمد في تصريح للصحافيين «إن الكويت فقدت أحد أبنائها، وهو أخونا وعزيزنا رضا الفيلي، وهو بالنسبة إليّ صديق وأخ منذ أربعين سنة، كنا معاً في جميع المجالات الإعلامية، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته».

من جانبه، قال الوزير الحمود للصحافيين: «نعزي الأسرة الإعلامية الكويتية لرحيل الأستاذ رضا الفيلي، فهو أحد أعمدة الإعلام الكويتي لما قدمه من عطاء ونجاحات، فباسم زملائي في وزارة الإعلام نعزي أسرة الفقيد، ونسأل القدير له الرحمة والمغفرة، وإنا لله وإنا إليه راجعون».

وقال وكيل الديوان الأميري إبراهيم الشطي: «فقدنا الأخ والصديق رضا الفيلي، وإنني أتذكر نشاطه في الستينيات عندما كنت مسؤولاً عن الإذاعة والتلفزيون، وإنه من أكفأ الإعلاميين الذين يتميزون بالخلق الطيب والشخصية الكريمة، رفيع في خُلقة ومعاملاته، وإننا سنتذكره دائما ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته».

بدوره، قال رجل الأعمال جواد أحمد بوخمسين لـ «الراي»: «الكويت فقدت أحد رجالها الذين لهم بصمة وتاريخ في الإعلام، رضا الفيلي منذ الخمسينيات وهو يعمل بجد ونشاط، فهو الأخ والصديق والزميل، عمل نائباً لرئيس تحرير جريدة النهار منذ ثماني سنوات لحظة افتتاحها حتى الآن، رحمه الله وأسكنه واسع جناته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان».

وتحدث رئيس تحرير جريدة «النهار» عماد بوخمسين لـ «الراي»، فقال: «اليوم نشارك في عزاء والدنا وكبيرنا مؤسس جريدة النهار منذ البداية، فالكويت اليوم تقلت فاجعة كبيرة برحيل رضا الفيلي، وهذا الإسم له شيء في قلبي وفي ذاكرتي، أسأل القدير أن يصبر أهله وذويه».

أما الكاتب الإعلامي في جريدة القبس حسين عبدالرحمن، فقال للصحافيين: «فقدنا رجلاً كبيراً بقامة الأستاذ رضا الفيلي رحمه الله، والذي يعد مدرسة إعلامية، ولو رجعنا للأرشيف نجده أستاذاً في مقابلاته وتقديمه للأخبار، وهو قامة من قامات الإعلام الكويتي».

رفاق الدرب

الراي تواصلت مع رفاق درب الإعلامي الراحل، وكانت البداية مع الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون الإعلامي يوسف مصطفى الذي نعى الفقيد الراحل، مؤكداً لـ«الراي» أن الإعلام الكويتي فقد رجلاً لا يعوّض، وقال: «رضا الفيلي لن يتكرر، هو أستاذي، شدّ على يدي وكان من أوائل الإعلاميين الذين تنبؤوا لي بمستقبل مشرق، وتتلمذ على يده عدد من المذيعين والمعدين، وكانت له نظرته الخاصة المحترفة في تقديم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، واستفدت منه أثناء فترة الغزو الغاشم للكويت خلال وجودنا في الطائف والرياض».

من جانبها، أعربت الإعلامية القديرة أمل عبدالله عن بالغ حزنها الشديد، لفقدان الكويت هذا الرمز الإعلامي الكبير، وقالت لـ«الراي»: «عاصرته منذ البدايات وعرفت منه كل شيء، وبعد سماعي خبر وفاته جلست أشاهد صوره حيث كان وجهه يشع بالبهجة، ولم أر فيه حزناً يوماً ما... كان يحب الكويت بمعنى الكلمة وأشعر أن الفيلي سيظل معنا لأجيال كثيرة بما قدمه».

بينما قال الشيخ دعيج الخليفة الصباح لـ«الراي»: «تجمعني بالراحل (بوخالد) علاقة وثيقة، حيث كان دائماً يزورنا في قصر دسمان، عند والدي رحمة الله عليه الشيخ خليفة العبدالله، وتشرفت بالعمل معه في أوبريتات عدة بعد التحرير بوزارة الإعلام، حيث عملت معه أوبريت بعنوان (السلام)، واستفدت منه الكثير... رحل عنا جسداً، وتبقى ذكراه عطرة».

وقالت الفنانة القديرة حياة الفهد لـ«الراي»: «كان رحمه الله على خلق، وحسن التعامل، ومن أفضل المسؤولين، وطوال عمرنا لم نسمع أن له خلافاً مع أحد، أو أنه عادى أحداً، فقد كان متعاوناً مع الجميع، متفهماً لكل شكوى وكل نقد، ونحترمه كصديق وأخ لأنه كفؤ للاحترام».

ومن جانبها، أعربت الكاتبة عواطف البدر عن عميق حزنها، وقالت لـ«الراي»: «كان الراحل إنساناً حقيقياً بكل ما تحمله الكلمة من معان، وكان نموذجاً في سلوكه وتعاملاته مع كل من حوله»، مضيفة «عملنا معاً في تلفزيون الكويت، وكان مثالاً للرقي، هادئاً في حل جميع المشكلات، وهو من القامات الإعلامية التي يصعب تعويضها».

ومن جهته، قال الفنان محمد المنصور لـ«الراي»: «الموت هو سنة الحياة، لكن الفيلي سيبقى للأجيال القادمة، ويتذكره كل من عاصره لأنه قدم إسهامات فى شتى المجالات، حيث كان نشطاً وإعلامياً ومذيعاً ومستشاراً مجتهداً ومتميزاً، ورفع اسم الكويت أثناء الغزو».

أما الفنان سليمان الياسين، فقال لـ«الراي»: «كان مثالاً للإيجابية، ولديه طموح كبير للكويت في الفن والأدب وكل المشاريع. كما كانت له إسهامات تنويرية منذ شبابه، وكنت أراه قارئاً نهماً منذ شبابه، وهو من زرع فينا حب القراءة والمتابعة الجيدة، ولديه القدرة على التحليل، ويدفع دائماً الناس من حوله إلى النظرة الإيجابية».

وقالت الفنانة هدى حمادة: «كان الراحل يسمع ويأخذ ويعطي مع الكل في دليل على تواضعه، وكان يفتح مكتبه للجميع، وهو بالفعل من الطيبين، وأتذكر أنه كان يحضر إلى الاستوديو عندما نسجل أعمالنا في الوزارة».

أما محمد نجم فقال: «كان رحمه الله أستاذاً ومعلماً رائعاً، وأذكر أنه كان ضيفي في أحد برامج الانتخابات، وتحدث عن الأوضاع الانتخابية، واستفدت كثيراً منه ومن خبرته، وعلمني بعض الأمور، وكان يشجع الطاقات الشبابية».

سيرة مهنية حافلة بالعطاء

عرف الفيلي بشغفه وحبه الكبيرين للإعلام منذ نعومة أظفاره، ورأى في الإعلام المدرسي والمخيمات الكشفية ملاذاً له، وانضم للعمل في إذاعة الكويت العام 1959، وعمره لم يتجاوز الثمانية عشر ربيعاً وهو لم يزل على مقاعد الدراسة آنذاك، شاباً طموحاً تملأ صدره الحماسة متوثباً لخدمة بلده، خصوصاً بعد الخبرة القليلة التي حصل عليها، جراء مشاركاته أثناء الدراسة في الإذاعة المدرسية والمخيمات الكشفية، حيث عرف بالقيادة والمبادرة منذ صغره.

وكان انضمام الفيلي إلى إذاعة الكويت حلماً جميلاً تحقق في بداية شبابه، فقد ساعده الراحل حمد المؤمن في تحقيق حلمه العمل بالإذاعة بعد أن آمن بموهبته، ومن هنا بدأ مشواره الإعلامي، حيث كان يدرس في النهار ويتوجه إلى الإذاعة ليلاً، واستطاع خلال فترة قصيرة أن يتجاوز البدايات. ولم تكن الإذاعة نهاية حلم الفقيد الراحل، خصوصاً مع بدء التلفزيون مرحلة البث، حيث كان الفيلي يريد أن يثبت وجوده في العمل التلفزيوني، لذا انتقل للعمل في تلفزيون الكويت العام 1961، وخلال عمله في هذا الجهاز حقق الكثير من النجاح على الصعيدين الإداري والوظيفي، فقد تولى منصب رئيس الأخبار في التلفزيون، وكان ذلك إيذاناً برحلة من الدورات التدريبية التأهيلية خارج الكويت، فقد التحق بدورة تدريبية في بريطانيا لمدة ثمانية أشهر، تدرب خلالها في محطة الإندبندنت،»itv»و»B»، ثم أوفدته وزارة الإعلام في العام 1969 إلى دورة دراسية في الولايات المتحدة، وخلال الفترة من 1969 إلى 1974 حصل على عدد من الشهادات، منها بكالوريوس وماجستير الإذاعة والتلفزيون من جامعة كولومبيا في لوس أنجليس، وبكالوريوس في وسائل الإتصال وشهادة الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا.

ولم يقف نشاط رضا الفيلي عند الجانب الإداري، بل تعداه إلى جوانب أخرى متعددة، فقد كانت له إسهاماته في تقديم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية، منها»من النافذة»و»ع الماشي»، فضلاً عن عدد من البرامج الأخرى، أما أول نشرة أخبار يقرأها فقد كانت في غياب المذيع المعروف أحمد سالم، كما قدم العديد من البرامج في تلفزيون الكويت.

ومن الأمور التي تجدر الإشارة إليها في المسيرة الإعلامية المتدفقة للفيلي، عمله المتواصل من خلال قراءة التعليق اليومي على الأخبار، كما رافق العديد من الوفود الكويتية في ملتقيات مختلفة، وقدم عنها رسائل يومية ونقل نشاطها بصدق وأمانة، وعرف على الدوام برغبته في العمل الجاد.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي