No Script

تهكمٌ على «الثمانية الكبار» المؤيدين لأميركا

«صفعة القدس»... تُفسد «فرحة» ترامب

تصغير
تكبير

أفسد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة حول «قرار القدس» بغالبية 128 صوتاً، مقابل تسعة دول معارضة و35 ممتنعة عن التصويت، الأسبوع الايجابي الذي كان يتمتع به الرئيس دونالد ترامب، بعد إدلائه بخطاب قدم فيه رؤيته حول «الأمن القومي» للولايات المتحدة، تلا ذلك توقيعه قانون أكبر تخفيضات ضريبية تقرّها واشنطن منذ العام 1986 في إنجاز تشريعي وسياسي موصوف يُحسب للرئيس.
وحرم الفشل الاميركي في الجمعية العامة للأمم المتحدة ترامب والجمهوريين من التمتع بانتصارهم، إذ لم يكادوا يبدأوا احتفالاتهم بقانونهم الضرائبي، حتى تحولت أنظار الاميركيين وإعلامهم الى الهزيمة الديبلوماسية المريرة التي تعرضت لها واشنطن في الأمم المتحدة، على الرغم من قيام ترامب بتهديد الحكومات، التي لا تصوت ضد القرار الأممي، بوقف المساعدات المالية إليها.
وبعد تهديداته بوقف «الملايين بل المليارات» الاميركية (على حد قوله) إلى الدول التي تصوّت لمصلحة القرار، وبعد قيام عدد كبير من هذه الدول، ومنها من التي يحسب ترامب حكامها من أصدقائه الشخصيين مثل تركيا ومصر، بدا الرئيس الاميركي ضعيفاً وقليل الحليلة، وبدا أن خطابه حول القدس لم يكن مدروساً، على غرار سائر تصريحاته وسياساته، وكذلك لم تكن السياسة الاميركية لاحتواء مضاعفات خطاب ترامب حول القدس مدروسة أو كافية.
وقال مسؤولون سابقون من الحزبين الجمهوري والديموقراطي انه حتى لو أراد ترامب تهديد أصدقاء أميركا بحرمانهم من المساعدات المالية الأميركية لممارسة الضغط عليهم وحملهم على التصويت ضد القرار، كان الأجدى بإدارته أن تمارس ضغطها سراً لا علناً، إذ بعد التهديدات الاميركية العلنية، بدت أميركا بلا وزن، إذ لم يصوّت ضد القرار - عدا الولايات المتحدة واسرائيل - إلا سبع حكومات، وكلها من الحكومات الصغيرة التي لا تتمتع بوزن ديبلوماسي يذكر في المحافل الدولية.
وقال رئيس مجموعة «يوراجا» الاستشارية ايان بريمر متهكماً، إن الدول التي صوتت الى جانب أميركا في الجمعية العامة معروفة بـ «الثمانية الكبرى»، فيما لفت أحد المحللين الأميركيين، بتهكم أيضاً، إلى أن على واشنطن مكافحة الاحتباس الحراري لحماية حلفائها الثمانية الوحيدين المتبقين في العالم، وجلّهم من الدول القائمة على جزر.
وعلمت «الراي» من مصادر مقربة من الادارة الاميركية ان نقاشاً ساخناً جرى بين أعضائها، وطالب بعضهم بالتصويت لمصلحة قرار الجمعية العامة لأنه لا يتعارض مع خطاب ترامب. وينص القرار على أن مصير القدس النهائي هو رهن المحادثات والتسوية النهائية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وهو ما كان ترامب قاله في خطابه. لكن غالبية العاملين في الفريق الرئاسي اعتبروا أن القرار تمّ تقديمه خصيصاً كتوبيخ لواشنطن، وان الخيار الوحيد الذي كان متاحاً للحكومة الاميركية هو معارضته.
وتسبّب «قرار القدس» في الجمعية العامة بالإحباط لترامب وفريقه إلى حد دفع البيت الأبيض لتنظيم جلسة مغلقة مع الصحافيين لـ«تلخيص إنجازات الرئيس على مدى العام الماضي». والجلسات المغلقة يعقدها البيت الابيض تقليدياً لتقديم وجهة نظر مفصلة حول حملات يقوم بها أو قرارات يتخذها. لكن لم يسبق أن قام أي فريق رئاسي بإعلان عقد هذا النوع من الجلسات للحديث عن «الإنجازات الرئاسية»، وهي خطوة يعتبرها الاميركيون بمثابة دعاية ومديح بحق الذات، وهو أمر مكروه في الثقافة الاميركية عموماً، والسياسية خصوصاً.
في سياق متصل، علت أصوات أعضاء الكونغرس من الحزب الديموقراطي ضد احتمال قيام ترامب بطرد المحقق الخاص في إمكانية تورطه مع روسيا، أثناء حملته الرئاسية الانتخابية العام الماضي. وقال الديموقراطيون ان الجمهوريين في الكونغرس وفي اعلامهم يبدون وكأنهم يمهدون لعملية التخلص من المحقق الخاص. كما اعتبر الديموقراطيون أن فترة الاعياد، التي يتوقف فيها الكونغرس عن العمل وتتحول واشنطن الى مدينة شبه خالية من السكان، هو عادة الوقت المفضل للرؤساء للقيام بخطوات مثيرة للجدل في غياب الكونغرس والاعلام والمعارضين المحتملين.

هايلي تولم للرافضين  والمُمتنعين والغائبين

واشنطن - وكالات - احتفت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بالدول التي امتنعت عن التصويت لصالح قرار القدس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والدول التي غابت ولم تشارك في الجلسة، فضلاً عن الدول التي رفضت القرار وكان مجموعها تسع دول، من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل.
واعتبرت هايلي أن هذه الدول «جميعاً» تقف في صف بلادها رغم أن بعض الدول الممتنعة عن التصويت قدمت بعد تمرير القرار مباشرة، ليل أول من أمس، تبريرات لموقفها لا تتضمن تأييداً لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص بالقدس.
وقالت السفيرة عقب التصويت إنها ستقيم حفل عشاء لممثلي الدول الـ65 الذين رفضوا وامتنعوا وغابوا، تقديراً لهم على مواقفهم في الجلسة الطارئة التي عقدتها الجمعية العامة للمنظمة الدولية، مضيفة «نثمن تلك الدول التي لم تسقط في شراك الطرق غير المسؤولة للأمم المتحدة».
وأرسلت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة خطابات رسمية لممثلي تلك الدول تدعوهم فيها إلى العشاء يوم 3 يناير المقبل «تقديراً لمواقفهم الرافضة للقرار الأممي».
وأقرت الأمم المتحدة بغالبية 128 صوتاً مشروع قرار قدمته تركيا واليمن يؤكد اعتبار مسألة القدس من قضايا الوضع النهائي التي يتعين حلها عن طريق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.  وفيما غابت عن جلسة الجمعية العامة 21 دولة، امتنعت 35 دولة عن التصويت وعارضت القرار تسع دول من إجمالي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الـ193.

أكد ضمناً تواطؤ كوشنر مع الروس

بانون يُطلق «رصاصة الرحمة» على صهر الرئيس الأميركي

نيويورك - «ايلاف» - قبل أسابيع قليلة تساءلت وسائل إعلامية أميركية عن أسباب عدم استدعاء فريق التحقيق الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، لستيفن بانون، كبير المساعدين السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتناولت وسائل الاعلام موضوع عدم ادلاء بانون بشهادته أمام المحقق الخاص روبرت مولر، وذلك رغم أهمية المناصب التي شغلها سواء في الحملة الانتخابية لترامب أو في الإدارة الأميركية الجديدة، علماً بأن فريق التحقيق استمع الى معظم مساعدي الرئيس السابقين والحاليين.
وبظل عدم توصل وسائل الاعلام الى فك أحجية بانون وتحقيق مولر، يسري اعتقاد بأن كبير المساعدين الاستراتيجيين الذي عاد الى قواعده في موقع«بريبتارت»سيُستدعى للشهادة في وقت حساس ومصيري.
بانون خرج اول من امس بمقابلة صاعقة مع فانيتي فير، قد ترسم ملامح المرحلة المقبلة في ما يتعلق بالتحقيقات، ولعل أهم ما تضمنته المقابلة النارية لبانون تصريحاته حيال جاريد كوشنر الذي يعاني أصلاً من تحقيقات مولر والأضواء المسلطة عليه في الأشهر الأخيرة.
كبير المساعدين السابق تحدث عن ملفات عدة، كرئاسة ترامب وصراع الأجنحة داخل البيت الأبيض، وطريقة رحيله في النصف الثاني من شهر أغسطس الماضي، بعد تسلم جون كيلي مسؤولية قيادة اركان موظفي البيت الأبيض، وكذلك ردة فعله بعد نشر فضيحة التسجيل الصوتي لترامب قبل شهر من الانتخابات، ولكن أهم ما تضمنته المقابلة كان حديثه عن كوشنر في نقطتين يعمل عليهما فريق مولر بشكل حثيث: أولهما طرد جيمس كومي، والثاني لقاءات حملة ترامب مع الروس.
على طبق من فضة، قدم بانون لمولر ما يُريد كاشفاً خفايا طرد جيمس كومي من منصب مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي، إذ نشر محاور بانون في متن المقابلة معه ما يلي:«رافق جاريد كوشنر وايفانكا ترامب وستيفن ميلر الرئيس دونالد ترمب يومي السادس والسابع من مايو (الماضي) إلى نادي بدمسنتر في نيوجرسي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بينما كان بانون في واشنطن، وهناك تم اتخاذ القرار النهائي بطرد جيمس كومي، واعلن البيت الأبيض في التاسع من مايو عن القرار»، وكان بانون أشار في تصريح سابق«الى ان طرد كومي يعتبر أكبر خطأ في التاريخ السياسي الحديث».
الخدمة الأكبر التي أسداها مدير موقع«بريتبارت»حالياً للمحقق الخاص، كانت في حديثه عن التدخل الروسي، إذ أراد بانون ضرب عصفورين بحجر واحد، عبر نفي أي علاقة للرئيس من جهة وتوريط صهره من جهة ثانية بطريقة تُظهره وكأنه لا يمتلك أي خبرة سياسية. وفي هذا السياق اعتبر بانون، ان قضية التدخل الروسي والتواطؤ لا قيمة لها، ثم أدار صوب كوشنر كاشفاً عن اجتماعات عقدها مع الروس خلال الحملة الانتخابية للحصول على ملفات تتعلق بهيلاري كلينتون. بفعلة كوشنر ظهر وكأن حملة ترامب تستجدي دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأكمل عليه في موضوع نقص الخبرة قائلاً«للتدليل على مستوى نضجه كانوا ينتظرون الحصول على صور لهيلاري كلينتون وهي تأخذ المال من فلاديمير بوتين».
القضية الحساسة دفعت بمحامي كوشنر، ابي لويل، الى التعليق على كلام بانون قائلاً «يمكن انه نادم لعدم وجوده في البيت الأبيض ولكن هذا لا يخوله اطلاق الأكاذيب بحق كوشنر او أي شخص آخر».
وتحدث بانون عن العلاقة المتوترة التي جمعته بجاريد كوشنر وايفانكا ترامب، وعن اللقاء العاصف في المكتب البيضوي بحضور الرئيس، عندما توجه الى ايفانكا بالقول، أنتِ ملكة التسريبات فردت عليه، أنتَ كذاب سخيف.
وبلا أدنى شك، فإن بانون قدم فرصة ذهبية لمولر من أجل تضييق الخناق أكثر فأكثر على صهر الرئيس الذي قد يلتحق بركب بول مانافورت ومايكل فلين وجورج بابادوبولوس، الذين وُجهت إليهم لائحة اتهامات متنوعة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي