No Script

مسؤول الباراشوت!

No Image
تصغير
تكبير


منذ سنوات نتعامل ونتفاعل مع شخصيات قيادية متغيرة متخالفة مختلفة، طوال مسيرتنا المهنية الوظيفية فلكل مدير متلازمة ولكل منهم «كاريزما» يتمتع بها تلازمه طوال تواجده معنا.
لكن - نحن الموظفين - لن ننسى ذلك المدير الذى تبوأ منصباًَ قيادياً محترماً... «مخضرم» حيث اتصفت شخصيته المهزوزة المهزومة، الذي لا يعلم ماذا يريد ولا يعمل بما يعلم فقد كان «ضعيف الشخصية» يحاول الظهور كصديق صادق وكزميل عادل، إلا أن خنوعه وخضوعه كان أكبر من أن يتحمله الموظفون الذين اتخذوه «أيقونة» يتداولونها في أحاديثهم ورمزاً لموضوعاتهم التي تدور حول السخرية والتهكم.
لقد عايشنا العديد من تلك الأنماط السلوكية التي ترى فرضية استمرارها يتمحور حول (إلغاء الذات) وانعدام (الكرامة)، ومع تلك التنازلات العديدة والإخفاقات الكثيرة والتعاملات (الكسيرة) التي تفتقد الحق والعدالة، نجد استمرارية وجودها قصيرة ثم تختفي من واقع العمل وتنسى اسمه ورسمه.
وهكذا تستمر القافلة بجلب شخصيات ذات أسماء لامعة وأعمال مايعة.
وهكذا «البراشوتات» تزوّدنا بشخصيات خاضعة ذوات طاعة عمياء، وإذعان متصل ومتواصل لخدمة ذلك الكرسي الذي «يغير» القيم ويبدل السلوك ويزيغ القلوب ويرفع العتاب عن العقول.
استمعت واستمتعت لحديث شخصية قيادية تؤكد على أنه يناضل ويجاهد في سبيل استمرارية وجوده بكل الطرق المشروعة وغير المشروعة، وتطبيق وتنفيذ التعليمات الخاطئة، فهو شجاع مقدام في الحفاظ على استمرارية (الكرسي) على حساب تاريخه واسمه وذاته.
إن تلك الأنماط السلوكية لبعض الشخصيات التي تبوأت مراكز مهنية، ساهمت في عمليات فساد إداري وأخلاقي ناتجه عن رؤية تعبر عن حالة التناقض النفسي، الذي تعايشه، فهي شخصيات مهزوزة يرسم ملامحها الخوف والقلق، تريد تشكيل الواقع وفق مبدأ استمرارية التمتع بمزايا «الكرسي» ما أدى إلى خلق حالة من الانهيار القيمي لأخلاقيات المهنة.
لهذا، فإنني أقترح على القياديين تحديد مدة زمنية (سنة أو سنتين) لمراجعة ملف كل مدير، وما يتضمنه من إنجازات ومقترحات ونشاطات ومساهمات، تلك التي ابتدعها في تقديم الخدمة المتميزة لجمهوره، وإننا على يقين أن المقترح مرفوض لأن القياديين سيجدون أن تلك (الملفات) ستكون ملأى بالإخفاقات والتجاوزات والقرارات الخاطئة والقضايا والشكاوى والإهمال.

* كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي