No Script

الأسرة أولاً

لا أنساه!

No Image
تصغير
تكبير

من الوفاء ألا ننسى ما أسداه الآخرون إلينا من معروف، ومافعلوه لنا من خير، وما أظهروه تجاهنا من مودّة.
والنفس السويّة بفطرتها لاتنسى ذلك، وتذكُرُه دائمًا، شكرًا وامتنانًا لِمن أسدى إليها معروفًا، أو فعل مِن أجلها خيرًا، أو أظْهر لها مودّة.
وأختار موقفين من خير الأزمان؛ زمن النبي صلى الله عليه وسلم، أحدهما لأمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، والثاني لكعب بن مالك رضي الله عنه، فكلاهما ذَكَر أنه لاينسى موقفًا إيجابيًّا حدث معه.
وأبدأ بأُمِّ المؤمنين عائشة، ففي زمن حادثة الإفك دخَلَت امرأة من الأنصار على عائشة فوجدتها تبكي فصارت تبكي معها. قالت عائشة رضي الله عنها: لا أنساه لها.
وأُثَنِّي بكعب بن مالك رضي الله عنه، الذي تخلّف عن غزوة تبوك، فلمّا تاب الله عليه وأقبل فرِحًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان جالسًا مع صحابته؛ قام إليه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه مبارِكًا ومهنِئًا ومُعانِقًا، دون جميع الصحابة الجالسين، قال كعب: فوالله لا أنساها لطلحة.
ونقتبس من هذين الموقفين بعض الإضاءات:
*الصفة البارزة التي يمكن أن نَصِف بها كلًا من موقف الأنصارية التي شاركت السيدة عائشة البكاء، والصحابي طلحة الذي قام إلى أخيه كعب مباركًا مهنئًا؛ هي: أنه موقف إيجابي له تأثير كبير وجميل في نفس من وقع له.
هذه الإيجابية خُلُق إسلامي يحُث عليه قرآننا الحكيم ونبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم، وهو خُلُق يفتقده كثيرون للأسف رغم فوائده الكبيرة.
*عدم نسيان هذه المواقف الإيجابية وغيرها، والتذكير بها، من وسائل الإصلاح بين الناس وقت الخلاف، وخاصة بين الزوجين، وذلك حين يطلب المُصلِح من كل منهما أن يتذكّر موقفًا إيجابيًّا لصاحبه لايمكن أن ينساه أبدًا.
إن استحضار هذا الموقف يُشيع في النفس مشاعر الرضا، ويُطفئ الغضب، وهو مما أوصى به الله سبحانه في قرآنه: ?وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ?.
* يحسُن بالزوجين، حتى وهما في حال الوِفاق، أن يُبادر كل منهما، بين حين وآخر، إلى ذِكْر موقف إيجابي لصاحبه لايمكن أن ينساه أبدًا.
إن هذا التذاكُر بين الزوجين يزيد في وفاقهما، ويؤلِّف بين قلبيهما، ويبعد -إن شاء الله- شياطين الإنس والجن عنهما.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي