No Script

أردوغان: منبج ستكون التالية... ولاحقاً بالتدريج سنُنظّف الحدود من هذه القذارة الإرهابية

تركيا تطلق «غصن الزيتون» ضد أكراد عفرين وروسيا «الغاضبة»... تسحب جنودها

u062fu062eu0627u0646 u064au062au0635u0627u0639u062f u062cu0631u0627u0621 u0627u0644u0642u0635u0641 u0627u0644u062au0631u0643u064a u0639u0644u0649 u0639u0641u0631u064au0646 u0623u0645u0633... u0648u0641u064a u0627u0644u0625u0637u0627u0631 u062fu0628u0627u0628u062au0627u0646 u062au0642u0635u0641u0627u0646 u0645u0648u0627u0642u0639 u00abu0627u0644u0648u062du062fu0627u062a u0627u0644u0643u0631u062fu064au0629u00bb u0645u0646 u0645u062du0627u0641u0638u0629 u0647u0627u062au0627u064a u0627u0644u0645u062du0627u0630u064au0629 u0644u0644u062du062fu0648u062f tt(u0627 u0641 u0628)
دخان يتصاعد جراء القصف التركي على عفرين أمس... وفي الإطار دبابتان تقصفان مواقع «الوحدات الكردية» من محافظة هاتاي المحاذية للحدود (ا ف ب)
تصغير
تكبير

أنقرة تؤكد «إبلاغ» دمشق بإطلاق العملية...
ونائب روسي
يلوّح بالتدويل لوقفها



أنقرة، موسكو، دمشق - وكالات - بعد تمهيد عسكري لأيام، بقصف مدفعي عبر الحدود، وسياسي بتحذيرات وتهديدات عالية السقف، أطلقت تركيا، بعد ظهر أمس، العملية العسكرية الواسعة في شمال سورية، لطرد «وحدات حماية الشعب» الكردية من مدينة عفرين الواقعة بريف حلب الشمالي.
وأعلنت رئاسة الأركان التركية أن عملية عفرين بدأت اعتباراً من الساعة الخامسة من مساء أمس، تحت اسم «عملية غصن الزيتون»، مشيرة إلى أنها تهدف لـ«إرساء الأمن والاستقرار على حدودنا، وفي المنطقة، والقضاء على إرهابيي (بي كا كا /‏‏ ب ي د /‏‏ ي ب ك)، و(داعش) في مدينة عفرين، وإنقاذ شعب المنطقة من قمع وظلم الإرهابيين».
واعتبرت رئاسة الأركان أن العملية «تجري في إطار حقوق بلادنا النابعة من القانون الدولي، وقرارات مجلس الأمن حول مكافحة الإرهاب، وحق الدفاع عن النفس المشار إليه في المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة، مع احترام وحدة الأراضي السورية»، مشددة على أن العملية «تستهدف الإرهابيين فقط، ويجري اتخاذ كل التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق أضرار بالمدنيين».
ومع انطلاق العملية، قصفت مقاتلات تركية مواقع لـ«الوحدات الكردية» التي تعتبرها أنقرة «إرهابية» وتتهمها بالارتباط بـ«حزب العمال الكردستاني» المتمرد، فيما تشكل العمود الفقري لـ«قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم «داعش».
وتوازياً مع القصف الجوي الذي سبقه قصف مدفعي مكثف، بدأت وحدات من «الجيش السوري الحر» دخول مناطق في عفرين انطلاقاً من حدود ولايتي كليس وهاتاي التركيتين.
من جهته، أكد الناطق باسم «الوحدات» سقوط جرحى في القصف التركي الجوي، فيما أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أنها لا تجد خياراً أمامها سوى الدفاع عن نفسها.
وفور الإعلان عن إطلاق العملية، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن قيادة القوات الروسية في سورية اتخذت تدابير لضمان سلامة الجنود الروس في عفرين، موضحة أنه «لمنع الاستفزازات المحتملة، واستبعاد الخطر الذي قد يهدد حياة الجنود الروس وسلامتهم، نقل الفريق العامل التابع لمركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة والشرطة العسكرية في منطقة عفرين إلى منطقة تل رفعت».

وفي خطوة لافتة، كشفت الخارجية التركية أنها أبلغت دمشق بإطلاق عملية «غصن الزيتون»، كما أبلغت سفراء روسيا والولايات المتحدة وإيران ايضاً.
لكن وزارة الخارجية الروسية أعربت عن قلقها إزاء العملية التركية، مؤكدة التزام موسكو الثابت بـ«التوصل إلى حلول في سورية تقوم على أساس الحفاظ على السلامة الإقليمية واحترام سيادة البلد». ودعت «الأطراف المتنازعة إلى التزام ضبط النفس المتبادل».

وفي موقف يشي بغضب روسي وعدم موافقة على العملية التركية، قال عضو لجنة الأمن في مجلس الاتحاد الروسي فرانز كلينتسيفيتش قوله إن موسكو ستدعم دمشق ديبلوماسياً، وستطلب من الأمم المتحدة دعوة تركيا لوقف عمليتها العسكرية في عفرين.
وأضاف كلينتسيفيتش: «ليست سورية فقط من ستطلب وقف هذه العملية. روسيا ستدعم هذا الطلب أيضا وستقدم
الدعم الديبلوماسي لسورية».
جاء ذلك بعد ساعات من تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن مدينة منبج، القريبة من عفرين، والخاضعة بدورها لسيطرة «الوحدات الكردية»، ستكون الهدف المقبل للعملية العسكرية.
وقال في خطاب متلفز بمدينة كوتاهية، إن «عملية عفرين بدأت عملياً على الارض... ومنبج ستكون التالية».
وفي إشارة إلى تطمينات أميركية سابقة بأن «الوحدات الكردية» ستنسحب من منبج، قال أردوغان: «لم يتم الايفاء بالوعود التي قطعت لنا بشأن منبج. فلا يمكن لأحد أن يعترض على قيامنا بما يلزم»، في مؤشر على أن تركيا لن تستجيب للطلب الأميركي بالتراجع عن العملية العسكرية.
وأضاف «سنقوم لاحقاً بالتدريج بتنظيف بلدنا حتى الحدود العراقية من هذه القذارة الإرهابية التي تحاول محاصرتنا».
وأكد أن أنقرة ستدمر «خطوة بخطوة» ما وصفه بـ«الممر الإرهابي» الذي أقامته وحدات حماية الشعب الكردية.
وتساءل: «أتعلمون من هو المحتل في سورية؟ إنه كل من يقتل الشعب السوري بجميع فئاته بمن فيهم الأطفال. وهل هناك محتل أكبر ممن قتل قرابة مليون شخص؟»، في إشارة على ما يبدو إلى نظام بشار الأسد.
وشدّد على أن حكومته تعلم جيداً بأن تركيا لن تكون في أمان ما دامت سورية غير آمنة.
وفي واشنطن، اعتبرت مصادر أميركية أن العملية العسكرية التركية الخطوة ستضعف الحرب على تنظيم «داعش» وتثير الفوضى في العلاقات بين أميركا وتركيا.
وأشار مسؤول أميركي في تصريحات إلى «سي إن إن» إلى وجود قلق من أن التدخل التركي قد يكون له ردة فعل عكسية داخل تركيا ويثير الانفصاليين الأكراد.
وكشف مصدران في الجيش الأميركي أن «القوات الأميركية قد تكون معرضة للخطر، بعد تهديد تركيا بمهاجمة مدينة منبج، حيث تقوم القوات الأميركية بدوريات مراقبة في هذه المنطقة».
وأضاف المسؤولان أن مهمة هذه القوات الأميركية هي منع الاشتباكات ولكنها رغم ذلك تتعرض بشكل متكرر لإطلاق نار من مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا.

أرض الزيتون والصابون

بيروت - ا ف ب - تعد منطقة عفرين الواقعة في شمال سورية، وتُعرف بكروم زيتونها المنتشرة على مد النظر، بمثابة أول منطقة اختبر فيها الأكراد الحكم الذاتي بعد اندلاع الثورة السورية في 2011، ثم انسحاب قوات النظام منها في العام 2012. وأعلنت تركيا أمس بدء هجوم عسكري على المنطقة يستهدف المقاتلين الأكراد، في خطوة من شأنها أن تهدد مصير أكثر من مليون شخص يتوزعون على عشرات البلدات والقرى فيها.

منطقة «شبه محاصرة»


تقع منطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب. تحدها تركيا من جهتي الشمال والغرب، وهي على تماس مع منطقة أعزاز الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة من جهة الشرق.
وللمنطقة حالياً منفذ وحيد يربطها بمدينة حلب التي تبعد ستين كيلومتراً عنها، يمر عبر بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين الواقعتين تحت سيطرة مسلحين موالين لقوات النظام.
يوضح المرصد السوري لحقوق الانسان أن هذه الطريق تشكل «المتنفس الوحيد لمنطقة عفرين شبه المحاصرة». وهي غالباً ما تكون سالكة، الا انه في بعض الأحيان، يعمد مقاتلو البلدتين إلى إغلاقها عند وقوع حوادث معينة.
تعد مدينة عفرين مركز المنطقة، التي يعد الأكراد الغالبية الساحقة من سكانها، وتتبع لها أكثر من 360 قرية وبلدة، يقيم فيها أكثر من مليون شخص، نصفهم نازحون عرب وكرد من مناطق سورية عدة.

انسحاب قوات النظام


منذ اندلاع النزاع في سورية العام 2011، اتخذ الأكراد في عفرين وبقية المناطق التي يتواجدون فيها في شمال وشمال شرقي سورية موقفاً محايداً من النزاع، عرضهم لانتقادات حادة من قبل المعارضة التي تأخذ عليهم عدم تصديهم لقوات النظام.
ومنذ العام 2012، باتت عفرين تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، الذين يقدر المرصد السوري عددهم حالياً بخمسة آلاف. وعمدوا اثر ذلك الى تحصين منطقتهم بشكل جيد ومنعوا أي وجود عسكري لفصائل المعارضة داخلها.
وسمح غياب النظام المبكر عن عفرين للأكراد بتجربة الحكم الذاتي لأول مرة، فسارعوا الى رفع صور زعيم «حزب العمال الكردستاني» عبد الله اوجلان الذي تعتقله تركيا منذ العام 1999، وأنعشوا لغتهم التي كان يمنع عليهم التحدث بها وأسسوا المراكز التربوية والثقافية الكردية. كما شكلوا مجالس محلية وبلدية خاصة.
ومع توسع مناطق سيطرتهم تدريجياً في شمال وشمال شرقي سورية، شكلت عفرين إحدى مناطق الادارة الذاتية الثلاث، ثم أحد أقاليم النظام الفيديرالي الذي أعلنوه في مارس 2016 ويضم كذلك الجزيرة (محافظة الحسكة، شمال شرق) والفرات (شمال وسط، تضم أجزاء من محافظة حلب واخرى من محافظة الرقة).

منطقة جبلية زراعية


تعتبر منطقة عفرين زراعية بامتياز، إذ تكسوها أشجار الزيتون بشكل رئيسي، وتعرف بزيتها الصافي وصابونها الذي يعد من أجود أنواع الصابون الحلبي الذائع الصيت.
ويطلق على عفرين تسمية جبل الأكراد، نظراً لطبيعتها الجبلية التي مكنت المقاتلين الأكراد من تحصينها وحفر الخنادق لإعاقة الوصول إليها من المناطق القريبة تحت سيطرة الفصائل، لا سيما أعزاز الواقعة في منطقة سهلية.
رغم تلك التحصينات، لم تبق عفرين بمنأى عن الاستهداف سواء من الجيش التركي أو من الفصائل المعارضة المدعومة من أنقرة.
وتخشى أنقرة من إقامة الأكراد حكماً ذاتياً على حدودها. وتعد «حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي» في سورية وجناحه العسكري «وحدات حماية الشعب الكردية»، «منظمة ارهابية»، وتعتبرهما امتداداً لـ«حزب العمال الكردستاني» الذي يخوض تمرداً ضد القوات التركية على أراضيها منذ عقود.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي