No Script

في الصميم

صناع تاريخ إجلاء الـ «كورونا»

تصغير
تكبير

أظهرت جائحة كورونا أصالة للكويتيين سواء كانوا مواطنين أم مسؤولين، وأكبر دليل على ذلك ما أظهرته عملية إجلاء مواطنين كويتيين عالقين في مختلف دول العالم، أثناء بداية تفشي فيروس كورونا، فهذا البلد الصغير مساحة، الكبير قيمة ومعنى، حقق إنجازت غير مسبوقة في هذا المجال، ومن ثم كان للشيخ سلمان الصباح، جهوده والتي كانت تسير جنباً إلى جنب مع جهود رئيس الحكومة الشيخ صباح الخالد، وأدت إلى نجاح عملية الإجلاء لمواطني الكويت خلال هذه الأزمة، التي عصفت بالكرة الأرضية على امتدادها شرقاً وغرباً، وفتكت بها من كل النواحي حتى أوقفت حال البلاد والعباد. ومن ثم تحققت أكبر عملية إجلاء في القرن الحالي، وبنجاح منقطع النظير.
ففي بداية انتشار الفيروس أوقفت حركة الطيران، وبقيت الخطوط الجوية الكويتية تحلق وحيدة كطائر تسيد الجو في الكرة الأرضية، ليقوم بأعلى مراتب الإنسانية المتمثلة في تنفيذ أوامر صاحب السمو أمير الإنسانية، لضم أبنائه المغتربين إلى حضن وطنهم، والتي جرى خلالها تشغيل أكثر من 75 رحلة جوية، شكلت أكبر عملية إجلاء لمواطنين في العالم، على مر التاريخ، حيث تقترب أعداد المواطنين من 60 ألفاً تم إجلاؤهم في وقت قياسي، وكان لتوجيهات الشيخ سلمان الصباح الأثر الكبير في عملية الاجلاء، فكان حسن التصرف والقيادة الحكيمة، في ظل ظروف غريبة جداً تواجهها دولة مثل الكويت ومنشأة مثل مطار الكويت الدولي في التعامل مع هذا الكم الكبير من المسافرين في غضون فترة قياسية وجيزة، بل والأكبر من ذلك كله هو تهيئة المكان المخصص لاستقبال المواطنين العالقين بعد وصولهم واتخاذ الإجراءات الصحية اللازمة لضمان عدم السماح للوباء بالتفشي أو الانتقال إلى البلاد في أماكن متفرقة، وذلك مع بداية ضرب هذا الوباء لتلك الدول، كما ويجدر القول إن هناك في هذا البلد من صنع تاريخاً مهماً في عصر جائحة الكورونا يتعين الوقوف عنده وأخذ العبر والدروس منه، خصوصاً في مثل تلك الظروف التي مرت على بلدنا الحبيب، فكان منها رجال وشخصيات صنعت مجداً يطاول أعلى المراتب.
وفي ختام مقالنا هذا، نسأل المولى عز وجل أن يزيل هذه الغمة عن العالم أجمع، ويلطف بنا، إنه سميع مجيب الدعاء، والله الموفق.

Dr.essa.amiri@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي