No Script

جولة لـ «الراي» رصدت آلية نشوئها من تجميعها إلى لحظة ترويجها

«سوق سوداء» للسجائر... على الحدود!

تصغير
تكبير

في السبعينيات كان التهريب من العراق إلى الكويت والآن تغيّرت الوجهة

التجارة غير قانونية و«على عينك يا تاجر» وبعيدة عن أعين «الداخلية» و«التجارة» و«الجمارك» والبلدية 

تجارة مربحة تجني أموالاً طائلة والكرز يصل إلى 4 أضعاف سعره

 بائع: كميات كبيرة من السجائر يشتريها السعوديون وأبيع نحو 200 كرز يومياً وأربح 2000 دينار تقريباً 

سعوديون: 

- نشتري سجائر الكويت بضعف السعر ونبيعها بـ 4 أضعاف بالمملكة 

- سبب الإقبال على سجائر الكويت سعرها المتدني ونظافة التبغ

- سجائر السعودية مغشوشة... ومجرد تدخينها ممكن أن يكلفك حياتك

- حالات كثيرة أدخلت المستشفيات بسبب رداءة السجائر التي يتم جلبها عبر الموانئ البحرية

فيما تعاني السوق الكويتية من شح، يصل إلى درجة الانعدام الكلي، في بعض أنواع السجائر، أطل التهريب برأسه من جديد، ليقدم تفسيراً لذلك الشح، حيث تمتص السوق السوداء تلك الأنواع، وتروجها قرب منفذي الكويت الحدوديين مع المملكة العربية السعودية.
وبينما يشتهر المثل الشعبي أن «حليمة عادت الى عادتها القديمة»... وباختلاف الوجهة هذه المرة، ولكن الهدف واحد. ففي السبعينيات كان التهريب من العراق الى الكويت والآن تغيّرت الوجهة، إذ بات الكثير من السعوديين يتوافدون الى البلاد بشكل يومي وعلى مدار الساعة، من أجل مزاولة تجارة شراء وبيع السجائر، من خلال شرائها من المنافذ الكويتية وتحديداً في منفذي النويصيب والسالمي، وبيعها في السعودية.
وكشفت جولة «الراي» في منفذ السالمي وتحديداً بجانب بوابة الخروج، عن سيارات كويتية محملة بكراتين فيها أنواع من سجائرمحددة ومرغوبة لدى الزبائن المهربين، وربحها مضمون 3 أضعاف في بعض مناطق المملكة، والبعض يصل الى 5 أضعاف، حيث رصدت «الراي» سوقاً سوداء وممارسات احتكارية لتلك الأنواع، الأمر الذي أدى الى فقدانها من السوق الكويتي.
وفي رصد لـ«الراي»، تبيّن أن آلية بناء تلك السوق تبدأ بقيام عدد من الأفراد بتجميع كميات السجائر المطلوبة من الماركة المحددة، من المحلات والأسواق المركزية والجمعيات التعاونية في الكويت، وحملها مسرعين الى المنافذ الحدودية وبيعها بالجزئي، وبأسعار تصل الى أضعاف مضاعفة، الأمر الذي يفتح باب التساؤلات: أين الجهات المعنية من هذه الظاهرة التي تتم ممارستها بطرق غير قانونية وعلى عينك يا تاجر، ولكن بعيدة عن أعين وزارتي الداخلية والتجارة، والجمارك والبلدية، التي لا بد أن يكون لها مواقف صارمة تجاه هذه التجارة، التي أصبحت تجني أموالاً وأرباحاً طائلة، ولا تكلف سوى 100 كيلومتر هي المسافة بين البلدين، لتصل الى وجهتها المقصودة، وجني الأرباح المذهلة؟.
وكشفت جولة «الراي» إلى منفذ السالمي حقيقة الأخبار المتداولة عن تجفيف السوق الكويتي من السجائر، بسبب الطلب الكبير عليها وبأسعار خيالية، حيث تم رصد حركة عدد من المركبات السعودية، وبمجرد خروجها من المنفذ تتوجه إلى سيارات مغلقة والبعض منها بقالات متنقلة أو أكشاك ثابتة.
وبالاستفسار من أحد أصحاب السيارات، قال إنه يأتي كل يوم الى المنفذ السالمي، ويقوم ببيع كميات كبيرة من أنواع السجائر الى المواطنين السعوديين، وعدد ما يتم بيعه يتجاوز 200 كرز، ويجني أرباحاً تتجاوز 2000 دينار، حيث إن الكرز الذي يباع في الكويت بـ9 دنانير، يبيعه بسعر يصل 18 ديناراً، ولكن بالعملة السعودية، كون الزبائن لا يحملون معهم نقوداً كويتية.
وأثناء جولتها، استطلعت «الراي» آراء عدد من السعوديين، الذين قالوا ان ارتفاع ثمن السجائر في المملكة يدفعنا للسفر الى الكويت لشراء السجائر، وبعد العودة إلى السعودية نبيع الكرز الواحد بـ40 ديناراً أي بـ3 أضعاف السعر، وهذا يحقق لنا عائداً ممتازاً، حتى أصبح العاطلون عن العمل يجنون بشكل يومي أرباحاً تصل الى 500 دينار في اليوم، وقس على ذلك بالشهر، والأمر لا يطلب منا سوى السفر ساعة واحدة فقط.
وقال آخر، إنه من أصحاب الدخل المحدود، والأسعار حالياً في المملكة ضعفها في الكويت، مما يضطرني للمجيء إلى الكويت لشراء العدد الذي أقوم بتدخينه.
أما مواطن سعودي آخر فقال، إن سبب قدومه الى الكويت بسبب الاسعار الرخيصة وفي نفس الوقت جودة السجائر حيث أصبح الدخان في المملكة «مغشوشاً» ويأتينا من إحدى الدول الخليجية، ومجرد تدخينه ممكن أن يكلفك حياتك، حيث هناك حالات كثيرة أدخلت المستشفيات بسبب رداءة وسوء السجائر التي يتم جلبها عبر الموانئ البحرية.
وذكر آخر أنه بقدومه إلى الكويت سيوفر 100 دينار، في حال شرائه سجائر كويتية، معرباً عن الأسف لأن السجائر أصبحت تباع في عدد من مناطق المملكة بأسعار جنونية، حيث تصل قيمة كرز السجائر الى 60 ديناراً، وهناك أشخاص يشترونه كونه أصليا وغير مضروب، فماذا نعمل؟ «مجبر أخاك لا بطل».

سعر الكرز 15 ديناراً على المنفذ

لا تجاوز سعر كرز السجائر في الكويت 9 دنانير، فيما يتم بيعه بالمنافذ بالعملة السعودية 180 ريالاً سعودي (15 ديناراً)!

إعادة البيع في السعودية 40 ديناراً

لوحظ عدد كبير من المركبات السعودية في منفذ السالمي، يتهافتون للحصول على الكمية كاملة لبيعها في السعودية، حيث يصل بيع الكرز الواحد 500 ريال، أي ما يعادل 40 ديناراً.

ثراء سريع

التجارة عبر الحدود مربحة وتؤدي إلى ثراء سريع، حيث قال أحد الزبائن إنه من خلال شرائه وبيعه للسجائر تصل أرباحه إلى 500 دينار في اليوم الواحد.

لن يرصدوني

قال أحد المواطنين السعوديين «أقوم بشراء كميات وإخفائها في مركبتي وأدخل الجوازات والجمارك، ولن يرصدوني، ولكن العقوبة في حال ضبطي تتمثل بأنه يتم إنزال الكمية التي معي وتسجيل محضر فقط، وأقوم بتغيير وجهتي إلى منفذ آخر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي