No Script

واضح

العمل السياسي المترف!

تصغير
تكبير

العمل السياسي المنظم يعني أن يلتف حولك مؤيدون لفكرك ومنهجك، أن يزداد عدد هؤلاء المؤيدين مع مرورالوقت، يصبحوا أتباعاً... مناصرين، تصنع من خلالهم كوادر لعملك السياسي، تضمن من خلال هذا العمل بهذه الطريقة التأثير في المجتمع وفي القرار، المشاركة في الانتخابات وتحقيق النتائج بها جزء من هذا العمل المؤثر في المجتمع، حتى داخل البرلمان تستطيع أن تخلق جبهات لا جبهة واحدة إن كنت تمارس عملك السياسي بهذه الطريقة.
واقعنا السياسي يقول إن كل التيارات السياسية باستثناء تيار سياسي إسلامي واحد... كلهم فشلوا في الحفاظ على كيانهم الإداري والتنظيمي، فشلت كل هذه التيارات إدارياً وتنظيمياً ودبت الخلافات بين قياداتها وكوادرها، هناك تيارات ماتت قبل أن تولد، وتيارات وصلت الخلافات بينهم إلى أروقة المحاكم، ليس هناك تيار سياسي باقٍ في الكويت، هناك مجرد مسميات الكل يعلم أن لا أحد حولها سوى عدد يحصى على أصابع اليد.
دعونا نبتعد عن الأسماء والإفصاح ونسأل سؤالاً عاماً: لماذا فشلت كل التيارات السياسية في إنشاء منصة إعلامية واحدة تتبع أي تيار ويكون لها تأثير في المجتمع؟ هل يعقل أن كل هذه التيارات لم تستطع إنشاء صحيفة يومية واحدة أو قناة تلفزيونية أو موقع إلكتروني إخباري يكون منبراً لجميع حديث الإصلاح في البلاد؟ هل يعقل أنه لا يوجد لدى هذه التيارات موقع لإنتاج الفيديوهات المؤثرة لخدمة قضايا الإصلاح في البلاد ؟ أدرْ نظرك في الفوضى الإعلامية حولك... ابحث عن أي موقع إعلامي لأي تيار سياسي... لن تجد! في دول مثل مصر ولبنان على سبيل المثال ورغم الفارق في الإمكانيات المادية إلا أن التيارات هناك تمتلك مئات المنصات الإعلامية للتأثير في المجتمع، أكثر من هذا... هناك أفراد استطاعوا بناء منصات إعلامية وبرامج حوارية، بجهود شخصية أصبح لها تأثيرها في المجتمع وعجزت تلك التيارات السياسية عن إيجاد هذا العنصر القوي للتأثير وخدمة القضايا السياسية الحقّة فيه.
منذ ستين سنة والتيارات السياسية تحتج على عدم تملكها أي وسيلة إعلامية بسبب حجب التراخيص من قبل الحكومة، وعندما تم تعديل القانون وأتيح للجميع إصدار الصحف اليومية اعتذرت هذه التيارات بحجم الكلفة المادية وأن رؤوس أموال الفساد قادرة على السيطرة على وسائل الإعلام بما لديها من نفوذ مالي، ولما جاءت ثورة الاتصالات وأصبحت الصحف إلكترونية ومنصات الإعلام في متناول الجميع، سكتت هذه التيارات ولم تبد عذراً عن عجزها!
***
أن يخرج المواطنون ليجتمعوا في الساحات العامة لإبداء استيائهم على سوء الأداء الحكومي وتراكم المشاكل وعدم حلها فهذا أمر مكفول... منطقي.. مفهوم، لكن أن يخرج قادة التيارات السياسية والذين فشلوا في الحفاظ على كياناتهم السياسية وفشلوا في إدارتها كما فشلوا في إنشاء أي تجمع سياسي يلم شتات هذا العمل، وعجزوا عن خلق أي منصة إعلامية خدمةً لهذه الأجندة السياسية، ثم يكون الحل في الاجتماع في الساحات لإبداء الامتعاض... فهذا «ترف سياسي»، لأن هذا الخروج وهذا الاجتماع قادرعليه أي شخص حتى لو لم يكن ذا توجه أو فكر، وهو مع هذا يشبع عند الأشخاص غريزة الاعتراض، لكنه ليس عملاً سياسياً أبداً خاصة بالنسبة للتيارات أو الأشخاص، الذين يطرحون أنفسهم قادةً في العمل السياسي!

@lawyermodalsbti

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي