بالقلم والمسطرة
ميزان البرلمان!
ندرك جميعنا أهمية الميزان في حياتنا بمختلف الأنشطة وتعريفه - كما ذكرت ويكيبديا - هي آلة تستعمل لقياس الكتلة، ووزن الشيء أو ثقله، والميزان ما يوزن به شيئان أو أكثر، و قال تعالى في سورة الرحمن «وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ»، والتوازن في الميزان من باب تساوي الثقل في كلتا الكفتين.
لذا،ومن وجهة نظري البسيطة عن الوضع في مجلس الأمة فإن الجانبين المهمين لدور النائب هما الجانبان التشريعي والرقابي، فليس المهم التركيز على جانب واحد وهو الرقابي مثلاً والتر كيز على الاستجوابات فقط، وإن كان بعضها قد يكون مستحقاً ومهماً وتفعيلاً لأداة دستورية مطلوبة في بعض الأحيان، لمواجهة القصور والمعضلات في بعض الجهات الحكومية، وذلك من دون التركيز على الجانب الآخر المهم أيضاً وهو الجانب التشريعي.
فالنائب يمثل الشعب والمفترض أن يشعر بأهمية ومسؤولية تمثيل المواطنين في قاعة عبدالله السالم، وبالتالي عمله ووقته محسوب، والبعض له حضور إعلامي أكثر من مشاركته في تشريع القوانين، والبعض (يداوم على كيفه كأنها ديوانية!)، فالمهم ليست التصريحات الرنانة في وسائل الإعلام، بل المهم أن نرى تشريعات تساهم في تطوير البلد ومعالجة هموم المواطنين، وتركز على الحلول العملية بدل أن ندور في حلقة مفرغة كما يقال!
وهناك مشاكل يومية بلا حلول واقعية مثل (الزحمة الشرسة في الشوارع)، وتأخر بعض المشاريع الحيوية والمحسوبيات والتعيينات (الباراشوتية)، والتي تضرب بالعدالة الاجتماعية والوظيفية عرض الحائط، وبذلك يختل الميزان! بالإضافة إلى تداعيات التوتر الحالي في منطقة الخليج العربي، ومن جهة أخرى، فإن على المواطنين أن يقارنوا بين تصريحات النائب، سواء في حملاته الانتخابية السابقة أو في وسائل الإعلام، وبين التشريعات التي يساهم فيها والتي يقوم بالتصويت عليها حتى يتم التمييز بين النائب المجتهد والمتراخي.
فالنائب المجتهد يحرص على أداء أعماله والالتزام بالحضور، والتعامل بحكمة مع أدواته الدستورية مثل الاستجواب وتشريع وإقرار القوانين، التي تساعد البلاد والعباد وهو من يساهم بإذن الله تعالى في ضبط ميزان البرلمان، وبالتالي يترك بصمة إيجابية، ومن يعمل عكس ذلك فإنه قد أهدر وقت المجلس ووقت المواطنين، وساهم في خلل الميزان البرلماني، والله المستعان في كل الأحوال.
ahmed_alsadhan@hotmail.com
Twitter @Alsadhankw
