No Script

صور الدمار والحروب وأعباء الحياة القاسية طغت على الأجواء فعمّ الركود أسواق السلع الحمراء

عذراً «فالنتاين» ... فلم يعد في القلب متّسع للحب!

تصغير
تكبير

 محلات الزهور تنعى زبائنها: معظم الورد يذبل ويُرمى  

عامل يسأل: ليه توقفت الناس عن حب الورد؟ ده أرق حاجة في الوجود  

الدببة والوسائد الحمراء المطرزة بكلمات الحب ستعود إلى حيث أخرجت من المخازن

يبدو أن الحلة الحمراء التي ارتداها عالمنا العربي جراء الحروب التي تدور رحاها في عدد من البلاد، كانت أقوى حضورا وأكثر تأثيرا في نفوس الناس من أحمر «الفالنتاين»، فانعكس ذلك على الأسواق ركودا وعدم إقبال من العشاق على شراء الهدايا والورود، وفق ما أفاد به أصحاب المحلات.
ولعل أصوات المدافع والقصف كانت أقوى من وقع نبضات القلوب، وغيوم الهموم الملبدة فوق الرؤوس حجبت صفاء النفوس عن الإحساس بقدوم الضيف الذي أطل برأسه خجلا من خلف الأبواب المواربة، باحثا عن المحتفلين الذين انصرفوا عنه، وولوا وجوههم شطر رغيف العيش، فالحياة لم تعد سهلة ورغيدة وهنيئة البال كما كانت سابقا.
اليوم، تجد في كل عائلة فقيدا أو غائبا، وعائلات أخرى أثقل غلاء المعيشة كاهلها، فراحت تسأل بتعجب أي فالنتاين؟ وحق لها، كيف لا وقد انصرفت الناس حتى عن الاحتفال بالأعياد التي أحلها الله، فأين يجدون متسعا للفالنتاين؟! وعلى الرغم من ذلك، وفي حين أعلنت بعض محلات الورود والهدايا استسلامها، أصرت محلات أخرى على تزيين واجهاتها باللون الأحمر احتفالا بقدوم عيد العشاق، لعلها تجتذب بعض الزبائن.


«الراي» رصدت هذه المحلات باختلاف أنواعها، وتحدثت إلى العاملين فيها للوقوف على حالها، فكانت البداية مع علي زهير، عامل في احد محلات الزهور في السالمية، حيث قال «أعمل في المحل منذ 7 سنوات، كنا قديما نجهز باقات حمراء لعيد الحب على واجهة المحل، لعلمنا بكثافة الطلب، وكانت تباع بأكملها ونقوم بتجهيز أخرى حسب الطلب، اليوم نترك الأمر لطلب الزبون فقط» ويتابع مازحا «ليه توقفت الناس عن حب الورد؟ ده أرق حاجة في الوجود)، فالأمر ليس حكرا على الفالنتاين، حتى في الأيام والمناسبات الأخرى، الزبائن قلت، والورود معظمها يذبل ويرمى».
من جهته قال أبو مصطفى، مالك محل زهور في السالمية «نحضر الأزهار بمناسبة الفالنتاين حسب حاجة السوق فقط، ولكن السوق في حالة ركود، ولذلك لن يكون الإقبال هذا العام كما هو الحال في كل عام، الإقبال ضعيف ناهيك عن وقت الفالنتاين البسيط والقصير» مؤكدا أن «الأسعار هي ذاتها في كل أيام السنة، الزبائن لم تعد تقبل بكثافة لشراء الورد حتى نرفع الأسعار أساسا».
عامل في محل آخر للزهور في السالمية، أوضح أن «كميات الورد في الفالنتاين هي ذاتها كميات بقية أيام السنة، والسبب في عدم إقبال الناس هو حسابات الانستغرام التي استحوذت أيضا على سوق الورد، وبات الطلب والتوصيل (أونلاين)، فلم يعد الزبون يأتي للمحل» مؤكدا أن السعر ذاته لا يتغير.
بدورها، قررت آنا روز، التي تعمل في محل هدايا في السالمية، عدم الاستسلام، وزينت واجهته باللون الأحمر، تأبها لاستقبال عيد الحب، وقالت «إلى الآن الإقبال ضعيف، أعتقد أن الوقت مازال مبكرا، ولكننا عملنا على توفير كل عوامل الجذب من أجل الزبائن، حتى أننا وفرنا خدمة توصيل الهدايا للمنازل حسب الطلب من أجل الفالنتاين خصيصا، لتشجيعهم على الشراء».
وفي محل لهدايا الأطفال، جُهزت الدببة الحمراء والوسائد الحمراء المطرزة باختلاف كلمات الحب استغلالا للمناسبة، إلا أن العامل أكد أن «بعض هذه الهدايا أخرجت من المخزن، بقيت منذ العام الماضي ولم تبع»، مضيفا «يأتي زبون واحد أو اثنان في اليوم، وأيام أخرى لا يأتي إطلاقا، ونتمنى أن تباع البضاعة حقا».
ولم يقف الأمر على محلات الهدايا والورود، فبعض المجمعات الكبيرة والجمعيات التعاونية جهزت ركنا خاصا لهدايا الفالنتاين، لعلها تنجح باجتذاب المارة في هذه الأماكن التي تعد الأكثر ازدحاما، إلا أن مسؤوليات الحياة الأخرى غلبت على المتبضعين، فتجد هذه الأركان خالية، إلا من متفرج واحد يتفحص الهدايا ثم يمشي دون أن يشتري شيئا.
كذلك تتسابق محلات المجوهرات والحقائب النسائية على إصدار مجموعات جديدة خاصة بهدايا الفالنتاين باللون الأحمر خصيصا من أجل النساء، إلا أن نيرمين نجيم العاملة في احد هذه المحلات قالت «سابقا كان الرجال يتسابقون على شراء الحقائب والمجوهرات لزوجاتهم وعشيقاتهم، أما في السنوات الأخيرة فنعجز حتى عن إغلاق سقف المبيعات المحدد لنا بسبب شح الزبائن، في الفالنتاين والأيام الأخرى»، مردفة «الركود يعم كافة أرجاء الأسواق وليس محلنا فقط، ومنذ بداية إطلاق مجموعة الفالنتاين لم تبع سوى حقيبة وساعة فقط، والمشتري من المواطنين وليس الوافدين».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي