No Script

لتوجيه خطابه إلى العالمين الإسلامي والعربي

ما الوجهة العربية الأولى للرئيس الاميركي الجديد؟

u0647u064au0644u0627u0631u064a u0643u0644u064au0646u062au0648u0646 u0648u062fu0648u0646u0627u0644u062f u062au0631u0627u0645u0628... u0645u0646 u064au0641u0648u0632u061f
هيلاري كلينتون ودونالد ترامب... من يفوز؟
تصغير
تكبير
المناع: المغرب والكويت وتونس والأردن... لها رمزيتها

الخلفان: مصر تبقى الوجهة المفضلة رغم الانتقادات الغربية

العصفور: المغرب في مقدم الدول التي تخطط كلينتون لزيارتها

الشليمي: تونس تحمل رمزية التحرر ونموذج الانتقال الديموقراطي
فرض العالمان العربي والاسلامي في العقدين الاخيرين، أهمية متزايدة على الادارات الأميركية المتعاقبة نظراً لثقلهما السياسي والاقتصادي، ولكونهما اكثر مناطق العالم احتضاناً للحروب وللازمات، بداية من الصراع العربي - الاسرائيلي، مروراً بحرب الخليج الاولى وصولا الى «الربيع العربي». ونظرا للأهمية التي باتت تشكلها المنطقتان العربية والاسلامية نتيجة المتغيرات المتلاحقة فيهما، درجت العادة ان يختار بعض الرؤساء الاميركيين في بداية عهدهم الرئاسي، دولة عربية لتوجيه «خطاب تاريخي» إلى الدول العربية والاسلامية، لإيصال رسائل معينة تصب في مصلحة العلاقات الثنائية وتمثل التصور الاميركي المستقبلي في علاقاتهما المشتركة.

وفيما كانت القاهرة، دائماً، أولى محطات الرؤساء الاميركيين في الشرق الاوسط، يرجح مراقبون سياسيون أن أحداث «الربيع العربي» وانعكاساتها ونتائجها الاقليمية والدولية، قد تسهم في تحديد وجهة عربية جديدة للرئيس الأميركي المقبل، ورسالته الجديدة إلى العرب والمسلمين في العام 2017.

وفي هذا الاطار، يقول أستاذ العلوم السياسية عايد المناع في تصريح لـ «الراي»، ان «المغرب والكويت وتونس والأردن، دول لها رمزيتها وفيها نفس ديموقراطي وضمانة دستورية وانتخابات نيابية، وبالتالي تضم ما يلبي الحد الأدنى من المتطلبات الغربية من الديموقراطية وتتسم بنوع من الاستقرار».

و«هذه الميزات في ظل التوترات السياسية والاقتصادية التي يعرفها العالم العربي، قد تجعل هذه الدول جاذبة لصانع القرار الأميركي الجديد لاختيار بلد من بينها لمخاطبة العالمين العربي والاسلامي، على المستوى الرسمي والشعبي»، وفق ما يضيف المناع. ويوضح أن «المغرب والكويت، هما البلدان الأقرب للترشيح لأولى زيارت الرئيس الأميركي المقبل، للاستقرار الذي تشهده الدولتان، ولعدم وجود تحديات أمنية كبيرة قد تعقّد من ترتيبات زيارة بمستوى الرئيس الأميركي».

وماذا عن القاهرة، العاصمة التي تعد من بين أكثر العواصم رمزية في العالمين العربي والاسلامي؟

خلافاً لما يرجحه بعض المراقبين السياسين، يرجح المحلل السياسي عبدالواحد الخلفان لـ «الراي»، ان «تكون القاهرة، الخيار الأقرب للمنطق». ويبرر ذلك بقوله «ان الادارة الأميركية تعلم جيداً الثقل التاريخي والحضاري والبشري والموقع الاستراتيجي لمصر في المنطقة وقربها من أهم نقاط النزاع الساخنة، ما يؤهلها رغم بعض المآخذ ضد سياستها الحالية، ان تكون العاصمة العربية الأولى التي تستقبل رئيس أميركا الجديد».

ويتوقع الخلفان ان المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون، في حال دخولها البيت الابيض، فانها «ستخاطب، على الأرجح، العرب والمسلمين من القاهرة، كما فعل (الرئيس باراك) أوباما منذ 8 سنوات، لان خيار الرحلة الأولى إلى الشرق الأوسط لا يجب ان يكون عبثاً».

ويضيف ان «مصر ورغم تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية فيها، ورغم الانتقادات الغربية الموجهة اليها، تبقى سياساتها تحمل رمزية تاريخية، اهمها دور الوساطة في حل الصراع العربي - الاسرائيلي، وعلاقتها الجيدة بدول الخليج ودول المغرب العربي». ويستبعد في الوقت نفسه ان تكون عاصمة مغاربية الخيار الأول للرئيس الأميركي الجديد «كون المنطقة المغاربية ظلت بعيدة عن اهم قضايا العالم العربي الساخنة والتي تتركز في الشرق الأوسط».

لكن فرضية أن تكون القاهرة على رأس قائمة العواصم العربية التي قد تختارها على سبيل المثال كلينتون في حال فوزها بالرئاسة بهدف توجيه الخطاب الى العالمين العربي والاسلامي وتوضيح بعض معالم السياسة الأميركية المقبلة في عهدها، كما سبقها الى ذلك أوباما، يستبعدها خبراء آخرون. ويبررون ذلك بزيادة القلق من الاوضاع الديموقراطية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية في الداخل المصري.

وفي هذا الصدد، يقلّل المحامي والمحلل السياسي حسين العصفور من فرضية أن تكون القاهرة المحطة الأولى، مبررا ذلك بالأوضاع المتوترة التي تعرفها المنطقة ولتأثيرات «الربيع العربي» على مصر، اقتصاديا وامنياً.

من جهته، يوضح المناع أن «هناك انتقادات غربية للقاهرة تتعلق بالتدخل في المسار الديموقراطي السابق. لكن اذا عاد الأميركيون الى سياستهم القديمة بعدم التدخل في الوضع الداخلي نهائياً، فقد تبقى القاهرة برمزيتها التاريخية وموقعها وسط العالم العربي وتوسطها لافريقيا واسيا وتاريخها العريق، من بين أهم العواصم العربية التي تتقدم اجندة زيارات اي رئيس أميركي للعالم العربي».

الا ان المناع يستدرك قوله «ان احتمال زيارة الرئيس الأميركي المقبل للقاهرة قد تعترضها الكثير من التحديات».

على صعيد متصل، يرى العصفور أن «الرئيس الأميركي دائما يبحث عن رمزية بلد تتوفر فيه معالم الاستقرار ومؤشرات الاندماج المجتمعي والرمزية الديموقراطية». ولذلك يرجح أن تكون المملكة المغربية، التي قد تكون الأوفر حظاً وفي مقدم الدول التي تخطط كلينتون لزيارتها في حال فوزها بالرئاسة.

وفي ما يتعلق بالمرشح الجمهوري دونالد ترامب ومخططاته، يعتقد بعض المراقبين أن أول محطة له للمنطقة على الأرجح، قد تكون تل ابيب، لكون الملياردير الجمهوري خطط لزيارة الدولة العبرية قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى خلال أيام. ولكنه ألغى زيارته، بعد انتقادات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتصريح مثير للجدل أدلى به ترامب، مهدداً فيه باتخاذ اجراءات ان أصبح رئيساً ضد المسلمين والمهاجرين في اميركا.

وفي المقابل، يعتقد البعض الآخر أن خلفية ترامب الاقتصادية، قد تؤثر في تفضيله دولة عربية ناجحة اقتصادياً مثل دولة الامارات العربية المتحدة.

ويتوقع العصفور أن «تكون الامارات، وجهة ترامب المحتملة، مركزا على تطوير العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والدول العربية والاسلامية».

كما يتوقع المحلل السياسي والأمني فهد الشليمي أن تكون الامارات وجهة ترامب الاولى، عربياً واسلامياً، مبرراً ذلك بأن «ترامب وفي اكثر من تصريح، أشاد بنموذج دولة الامارات وانفتاحها ونجاحها الاقتصادي واستقرارها. وباعتبار أن ترامب في الأصل رجل اعمال ولديه استثمارات ويهتم بالنجاح الاقتصادي، فقد يكون نجاح امارة دبي اقتصادياً، يلهمه».

لكن الشليمي، في الوقت نفسه، لم يستبعد اسرائيل.

ويعتبر أن «اسم العاصمة التي سيختارها الرئيس الأميركي المقبل للتحدث للمسلمين والعرب، قد يعتمد على شكل الحكومة التي سيقودها فضلا عن كوكبة المستشارين التي تحيط به والذين يساهمون في تحديد برامج الرئيس وتوجهاته». ويشير الى أن «ترامب، بدأ في الفترة الأخيرة، يستمع لتوجيهات مستشاريه وبتعديل خطاباته وموازنة تصريحاته». ويرى ان «ترامب سيتغير اذا أصبح رئيساً».

هذا الاحتمال لم يستبعده أيضاً، المناع، الذي قال ان «خطاب ترامب للداخل الأميركي بات له جاذبية شديدة»، الا ان «خطابه في حال أصبح الرئيس، سيكون مختلفاً حيث سترسم له سياسات، ولا يمكن ان يكون نهجه السياسي متهورا، كما هو الحال عليه في جولاته الانتخابية».

كما يرى الشليمي، المغرب، «الوجهة الأكثر عقلانية ورمزية من ناحية الاستقرار والديموقراطية والمحطة المناسبة في ظل وجود مشاكل في مصر وانتقادات دولية حول حقوق الانسان والتردي الاقتصادي». ولم يستبعد تونس، التي تحمل رمزية التحرر ونموذج الانتقال الديموقراطي. الا ان «الزيارة قد تكون صعبة، خشية بعض التحديات الامنية».

ولا يستبعد الشليمي أيضا الاردن، لاستقراره مع قربه من مدينة القدس، التي تحمل رمزية الصراع العربي - الاسرائيلي.

درجة اختلاف معرفة المرشحين، بالمنطقة العربية والخليجية، والتي تمثل عصب اهتمام الادارات الأميركية المتعاقبة منذ الصراع العربي - الاسرائيلي مروراً بحرب الخليج، الى «الربيع العربي»، قد تمثل أولوية اهتمام سياسات الرئيس الأميركي المقبل ازاء الخليج والعرب، خصوصا أن السياسة الأميركية متدخلة في اكثر من ملف في المنطقة، اهمها الحرب ضد الارهاب وتنظيم «داعش» وارساء الديموقراطية واحلال السلام في العراق وسورية واليمن وليبيا.

ويقول الخلفان، ان اختلاف معرفة المرشحين بقضايا العالم العربي «سيكون لمصلحة هيلاري التي تعرف عن كثب معظم الدول العربية والخليجية وعادات مواطنيها، واحتكت باصحاب القرار فيها، خصوصا بعد زياراتها المتكررة لها كزوجة للرئيس السابق بيل كلينتون، وكوزيرة خارجية في فترة رئاسة اوباما الاولى، فيما لا يعرف ترامب، الوطن العربي عن كثب، وبالكاد مُطّلع على خريطته».

لكن الخلفان استبعد ان يغامر ترامب «الرئيس»، باختيار اسرائيل محطته الأولى في الشرق الاوسط، حيث لم يفعلها أي رئيس اميركي قبله. ويقول: «لا اعتقد بان ترامب ورغم تصريحاته المعادية للعرب والمسلمين، سيفضل اسرائيل على دولة عربية لمخاطبة الشعوب العربية والاسلامية، لكون ذلك سيجلب انتقادات وانطباعات سلبية ضد واشنطن. ولا تريد الادارة الأميركية على الأرجح، ان تستفز الشعوب والأنظمة العربية وتكسب مزيدا من العداء ضدها، في بداية عهدها».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي