No Script

كثرة النوم تزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

No Image
تصغير
تكبير

دراسة بحثية

في حين تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن السكتة الدماغية هي واحدة من الأسباب الرئيسية للوفاة والعجز على مستوى العالم، خلصت دراسة بحثية جديدة إلى أن النوم الزائد عن حاجة الجسم يسهم في زيادة خطر الإصابة بتلك المشكلة التي تنشأ كجلطة في القلب والأوعية الدموية.

سنوياً، يصاب أكثر من 15 مليون شخص بأحد أشكال السكتة (الجلطة) الدماغية على مستوى العالم. ومن بين ذلك العدد، لا يتماثل للشفاء سوى 3 ملايين، بينما يموت ما يقرب من 7 ملايين، ويواصل 5 ملايين حياتهم مع إعاقة جسدية أو ذهنية ناجمة عن تلك السكتة.
والواقع أن قائمة المسببات وعوامل الخطر التقليدية للسكتة الدماغية طويلة، بدءاً من عناصر نمط الحياة (بما في ذلك التدخين واحتساء الكحوليات) ووصولا إلى حالات مرضية موجودة مسبقاً، كمرض السكري على سبيل المثال.
وخلال الفترة الأخيرة الماضية، بدأ باحثون في السعي إلى استكشاف مدة النوم كعامل خطر إضافي محتمل. توصلت بعض تلك الدراسات إلى نتائج مفادها أن الافراط في النوم والحرمان منه يمكن أن يسهما في زيادة احتمالات خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك السكتة الدماغية. ووفقًا لتلك النتائج، فإن الحرمان من النوم الكافي والنوم لأكثر من 8 ساعات في الليلة يرتبطان بدرجة عالية من خطر السكتة الدماغية.
في هذا الاتجاه ذاته، نشرت مجلة Neurology الطبية المتخصصة دراسة جديدة أجراها باحثون صينيون في جامعة هوازهونغ للعلوم والتكنولوجيا، وهي الدراسة التي رصدت وجود علاقة ارتباطية واضحة بين الغفوات النهارية والنوم المفرط من جهة وخطر الاصابة بالسكتة الدماغية من جهة ثانية.
الدكتور تشياومين تشانغ، الذي تولى مهمة تنسيق إجراءات الدراسة، قال إن النتائج تشير إلى أن الافراط في النوم يسهم في زيادة احتمال إصابة الشخص بسكتة دماغية بنسبة تصل إلى 85 في المئة.
وأوضح الدكتور تشانغ أن الدراسة اعتمدت على تجميع معلومات من حوالي 32 ألف شخص على مستوى الصين ممن تراوحت أعمارهم بين 60 و65 سنة. ولم يكن لدى أي من المشاركين تاريخ السكتة الدماغية أو أي حالة صحية خطيرة أخرى في بداية الدراسة.
وأجاب المشاركون في الدراسة على أسئلة حول أنماط نومهم وعادات القيلولة الخاصة بهم، ثم تتبع الباحثون أولئك الأشخاص سريريًا لمدة 6 سنوات في المتوسط.
ومن خلال تلك المتابعة السريرية، وجد الباحثون أن 8 في المئة من المشاركين كانوا عادة يأخذون غفوة قيلولة لأكثر من 90 دقيقة، وأن 24 في المئة ينامون لمدة 9 ساعات على الأقل كل ليلة.
وعلى مدار سنوات الدراسة، ظهرت 1557 إصابة بسكتات دماغية بين المشاركين. ولوحظ أن الذين ينامون لمدة 9 ساعات أو أكثر في الليلة كانوا أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 25 في المئة تقريبا مقارنة بنظرائهم الذين يواظبون على النوم مدة 7 إلى 8 ساعات كل ليلة.
ولوحظ أيضا أن الأشخاص الذين ينامون أقل من 7 ساعات لم يكونوا أكثر عرضة لخطر الاصابة بالسكتة الدماغية من أولئك الذين ينامون 7 إلى 8 ساعات.
لكن النتيجة البحثية التي شكلت جرس إنذار تمثلت في أن الأشخاص الذين ينامون لفترة أطول من 9 ساعات ليلا وأيضا يأخذون غفوة قيلولة نهارية لأكثر من 90 دقيقة يكونون أكثر عرضة للإصابة بنسبة 85 في المئة أكثر ممن ينامون ويأخذون غفوة لفترات أقل.
وإلى جانب ذلك، أظهرت نتائج الدراسة أن جودة النوم تلعب دورا في احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية – حيث اتضح أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات وسوء النوم تزداد لديهم احتمالات ومخاطر الإصابة بنسبة 29 في المئة مقارنة بنظرائهم الذين يتمتعون بنوم جيد ومستقر.
وقال الدكتور تشانغ إن نتائج الدراسة ظلت ثابتة إحصائيا بعد تدقيقها ومراجعتها بهدف استبعاد تأثيرات التداخلات الثانوية المحتملة، بما في ذلك تأثيرات ارتفاع ضغط الدم والسكري والتدخين.
وأضاف: «هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية النوم المعتدل، ومدة النوم، والحفاظ على جودة نوم جيدة، وخاصة لدى الذين تجاوزوا منتصف العمر واقتربوا من سن الستين».
وعلى الرغم من وضوح دلالات النتائج البحثية، استدرك الدكتور تشانغ قائلاً: «ما زال هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات من أجل فهم كيفية ارتباط القيلولة الطويلة والنوم لساعات أطول في الليل بزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية، لكن دراسات سابقة أظهرت أن الذين ينامون طويلاً والذين يأخذون غفوات طويلة نسبيا تنشأ لديهم تغيرات غير مواتية في مستويات الكوليسترول وزيادة الوزن ومحيط الخصر، وكلاهما من عوامل الخطر التي تسهم في الإصابة بالسكتة الدماغية.

نظرة تعريفية

السكتة الدماغية هي حالة طبية طارئة تستدعي علاجاً فورياً، وإلا فإنها قد تتسبب في إحداث مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة. وتحدث الإصابة عند انقطاع أو تناقص تدفق الدم إلى جزء من الدماغ بما يحرم أنسجة ذلك الجزء من الأكسجين والعناصر المغذية الضرورية. وفي غضون دقائق، تبدأ خلال خلايا ذلك الجزء الدماغي في الموت تدريجيا وتكون نتيجة ذلك حدوث شلل للوظائف التي يقوم بها.
ومن الضروري المسارعة إلى عرض الشخص المصاب على طبيب فور ظهور واحد أو أكثر من الأعراض المنذرة التالية: صعوبة في النطق والفهم، وشلل أو تنميل في عضلات الوجه أو الذراعين أو الساقين، ومشاكل في الإبصار في إحدى العينين أو كلتيهما، وصداع حاد مفاجئ مصحوب بضوضاء وصفير في الأذنين، وفقدان الاتزان بشكل عام، وعدم القدرة على النهوض والمشي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي