أبو أيوب...!

كان اليوم حافلاً... جدول مزدحم للجميع... الجميع الذي تُرى في عيونه آثار هذا الجدول المزدحم...
جدول عمليات مزدحم وغرف العمليات لا تهدأ ابداً... الجميع يعمل مثل الساعة...
شاءت الصدف في هذا اليوم أن نجتمع في غرفة الاستراحة، بانتظار البدء للعملية المقبلة...

لكسر حوار العمليات... تم طرح موضوع يبدو للبعض ليس له أي قيمة... لكن لا بد من المشاركة...
السؤال المطروح على كل من كان في غرفة الاستراحة... مفاده: ما أكثر ستة حيوانات قاتلة للانسان...؟ الاجابة تأتي سريعاً من أحدهم... إن الدب الروسي بالتأكيد أولها ويأتي من بعده النمر... يقاطعه أحدهم... لا إن النسر الأميركي هو القاتل الأول للانسان و ليس الدب الروسي... ويأتي من بعده القرش... نعم القرش حيوان قاتل... يقاطعه الآخر... لا... إن الحوت هو الحيوان القاتل الأول للإنسان بلا أي منازع...
فجأة يوجّه أحدهم سؤاله لعدنان: عدنان هل سمعت السؤال... ما أكثر ستة حيوانات قاتلة للانسان...؟ يرد عدنان بكل هدوء... هناك خطأ في السؤال... يجب أن يكون سؤالكم... ما أكثر ست دول قاتلة للانسان...؟ هكذا يجب أن يكون السؤال، فالحيوانات بريئة وهي تدافع عن بيئتها... وعن وجودها... إنها لا تقتل من أجل المتعة... إن الحيوانات المفترسة لم تقتل مثلما قتلت هذه الدول... إن الحيوانات لم تحيك المؤامرات وتؤسس الحركات الإرهابية...
يسود الصمت... لا يوجد من يرد... حتى يدخل علينا أبو أيوب... يوجه السؤال إلى «أبو أيوب»... يضحك كعادته... ويقول بالتأكيد جميعكم تعرفون الإجابة...
لكني أنهض بسرعة وأخرجه من الغرفة متجهاً إلى غرفة العمليات.... فيبدو لي أن المريض تم تخديره، وهو الآن جاهز... وإن لم يكن جاهزاً فيجب أن أخرج «أبو ايوب» لكي...!
لكن... «أبو ايوب» يتمتم وهو خارجاً من الغرفة... لدينا غرف عمليات يتم فيها إنقاذ الأرواح حباً للانسان والانسانية...
و دول لديها غرف عمليات يتم بها التخطيط لقتل البشر و تدمير الدول...
لكني أتجاهل ما قال، وكأني لم اسمعه... فالحوار عن الحيوانات أسهل بكثير...!