يجعل فيتنام «خشبة إنقاذ» لأسرة أميركية!

«NO ESCAPE» ... فيلم يعترف بتآمر الغرب على العالم الثالث!

تصغير
تكبير
بالرغم من إعلانه أكثر من مرة أنه لم يحب شخصية جيمس بوند التي كان أفضل من لعبها على الشاشة بعد شون كونري باعتراف الأخير، فإن بيرس بروسنان لا يكف عن تجسيد شخصيات غير بعيدة عن مواصفات بوند، وأحدثها دور هاموند العميل السري البريطاني في الفيلم الجيد الصنع بعنوان «NO ESCAPE» للمخرج جون ديريك داودل الذي كتب السيناريو بالمشاركة مع شقيقه دراو.

الشريط الذي باشرت الصالات الأميركية عرضه في 26 الجاري، قبل يوم واحد فقط من بدء عرضه على الشاشات اللبنانية، شاهدتْه «الراي» في عرض خاص للنقاد، وكان لافتاً أن المخرج استطاع على مدى 103 دقائق أن يحافظ على إيقاع صاروخي جاذب في الملاحقات والصدامات والترقب والحس المتواصل في تدرجه العاطفي بين أبطال الفيلم من عائلة واحدة هي دوايور، الزوجان جاك (أوين ويلسون) وآني (لاك بل) مع ابنتيهما الصغيرتين اللتين مرّتا في قطوعات بالغة الخطورة، ومع ذلك تمكّنتا من النجاة مع والديهما في نهاية المطاف، ومغادرة تايلاند عبر نهر صغير إلى فيتنام، وهذه نقطة لافتة أخرى أن تصبح فيتنام هي خشبة الخلاص لعائلة أميركية مهددة بالتصفية من ثوار تايلاند بعد انقلابهم على رئيسهم العسكري.

الفيلم - باستثناء كونه مثالياً في نموذج الملاحقات (قاد فريقي المؤثرات الخاصة والمشهدية: تيرانس ج. كوكس، ومايكل كينيدي) - يذكِّرنا نصّه بما يكتبه أوليفر ستون (سلفادور، وول ستريت) ومايكل مور (أين ستغزو المرة التالية - آخر أفلامه) لجهة مهاجمة الإدارة الأميركية وسياساتها السلبية في العالم، خصوصاً في دول العالم الثالث، فالمخرج داودل وكونه شريكاً في النص يقول بصريح العبارة على لسان بطله ضيف الشرف هاموند (بروسنان): «نحن الغربيين لنا شركات ومؤسسات ومصالح في دول العالم الثالث، وعندما نجد ضرورة لوضع اليد بالكامل على أي دولة ندخل عليها من باب المشاريع الميسَّرة القروض، فنفتعل اضطرابات دموية فيها تمنعها من القدرة على السداد، كي نستولي على الحكم فيها وننصّب من نريد على رأس الدولة». طبعاً هذا السيناريو واقعي حقيقي تكمن أهميته في أن من يقوله هو الغرب نفسه.

الفيلم يتناول قصة انتقال أحد موظفي شركة مياه عملاقة للعمل في فرع الشركة بـ تايلاند، ومع وصوله تندلع في وجهه أقسى مواجهة بين قوات الأمن والمتظاهرين من حملة العصي الغليظة، والفؤوس والسواطير والسيوف والسكاكين، وتكون الصدامات دموية ووحشية، وتكاد تشمل جاك وعائلته، ما اضطره إلى أن يخوض هروباً مكلفاً ومتعباً، حتى وصل إلى السفارة الأميركية بمساعدة هاموند، لكنه وجدها محروقة تماماً، ليكون القرار النهائي بالعبور إلى فيتنام المجاورة التماساً للنجاة، بعد مصرع هاموند الذي فجّر نفسه في شاحنة عملاقة للثوار الذين كانوا يبحثون عن وجوه أجنبية لتصفية أصحابها.

الفعل الرباعي الذهبي كان في أوجه: ليو هانستن (تصوير) ماركو بلتراني، وباك ساندرز، ومونتاج إليوت غرينبرغ.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي