أقامت حفل توقيعها في دار «ذات السلاسل»
ريم الفيلكاوي في روايتها «لولوة»... تحارب الفساد وتنتصر للجمال
دشنت الكاتبة ريم الفيلكاوي روايتها «لولوة... وما بقي لي يوم»، الصادرة عن دار «ذات السلاسل» للنشر والتوزيع، من خلال حفل توقيع أقيم في مقر الدار وحضره نخبة من الأدباء والكتاب والجمهور، من بينهم عضو جائزة كتارا القطرية الكاتب صالح غريب... وعلى هامش الحفل أقيم صالون أدبي أداره الشاعر صالح الغازي.
والرواية تندرج ضمن الأعمال الروائية الاجتماعية، التي تغوص في أعماق النفس البشرية، من أجل استشراف الجوانب المضيئة والمظلمة فيها، وهي مرشحة لجائزة نجيب محفوظ في الجامعة الأميركية.
والعمل يدور حول بطلة العمل «لولوة» والبطل «مرزوق» اللذين يفترقان ثم يلتقيان، ويتعرضان في مراحل مختلفة للهزائم... كي يعودان من جديد وينتصران.
والقصة تبدأ من زمن كويتي صاف... بلون تجارة اللؤلؤ، ليمضي بنا حُقُبا إلى خبائث سنين الفساد، فالرواية تفتح لنا بوابات القصور وعوالم الفساد السياسي ملطخاً بالعشق... مصبوغاً بنسرات المجتمع.
من خلال قصة عشق تبدأ من الريف الانكليزي في السبعينات، وتنتهي في مقبرة الصليبيخات... لولوة ومرزوق... فقد يلتقيان من جديد.
وعناصر الرواية تعتمد على عبق الزمن الكويتي الجميل، وكيف أن رجالات الدروازة ورثوا مهنة تجارة اللؤلؤ... إنها رواية تحاكي واقعنا السياسي الكويتي... وتاريخ يتطور بمرور السنين، تتخله صراعات توجه مختلف الفئات الكويتية من بدو وحضر ومدعي الإسلام، بصراع جلي يظهر من خلال انتخابات جامعة الكويت وصولا إلى انتخابات مجلس الأمة، من خلال قصة عشق جمعت مرزوق ولولوة اللذين يفترقان ويلتقيان بكثرة.
فالرواية تناقش ظاهرة الفساد، وتأثير الاعلام ووسائل التواصل بتجميل كل قبيح، ورفع شعارات الاخلاق الزائفة، والنفاق المجتمعي... من خلال قصص حب جميلة تمثلها رقة كلمات تغنّى بها رويشد... ودقات طبل كويتي اصيل بيد سليمان القصار بقيمة ادبية دسمة.
كما تمثل الرواية رؤية اجتماعية إنسانية، تعالج من خلالها المؤلفة الكثير من القضايا المتعلقة بالإنسان من خلال سرد روائي، متواصل مع الحياة بأكبر قدر من التكثيف والإيحاء، وبالتالي اختارت المؤلفة الحبكة الروائية ذات الأبعاد الإنسانية، تلك التي تنتصر للروح، وتعلي من شأن الجمال في مواجهة القبح والفقد، وعلى هذا الأساس استمرت الرواية في أحداثها التي تتواتر فيها الحياة، وتتواصل مع مجريات المشاعر.
ومن أجواء الرواية: «سمع مرزوق بموت سارة... تأثر كثيرا، هكذا هم الأنقياء يرحلون سريعا، ويتركوننا نعاني، كان مرزوق يعرف سارة جيدا، فأي أحد مقرب من لولوة كان مقربا له، حزن عليها، وحاول الاتصال بلولوة التي لم تكن تجيبه، لقد رآها في اليم نفسه فرحة تطلق ساقيها للريح وكأنها ترقص فرحة، كالفيديو الذي انتشر لها وهي ترقص أمام سليمان القصار، وتبكي، كان يعرف نوع دموعه، كان يعلم أن دموعها، كان يعلم أن دموعها تلك لم تكن دموع فرحة، كانت دموعا ملمسها حار، أحس بحرارتها من خلف شاشة الهاتف، كانت تناديه: مرزوق كنت أتمنى أن هذا عرسنا، أو ربما كان قلبها يبكي سارة فقلبها يختنق قبل اختناق كل القلوب».
وفي فقرة أخرى تقول الرواية: «لولوة تتخيل أن سارة الرقيقة تحت التراب الآن، لقد حطمتم سارة برحيلها، وأخذتم معها كل شيء جميل... أخذت معها روح العم عبد الرزاق، دفنوها وعادوا، هكذا بكل بساطة تخلص من جثثهم، وكأنهم ما كانوا معنا قبل ساعات، ودفنوا معها كل إحساس، انكسرت أشياء عديدة بعد دفنها سعود يلفه الألم مرة ويغني مرة، أخرى».
والفيلكاوي... حاصلة على بكالوريوس حقوق في جامعة الكويت، وهي مستشارة قانونية للهيئة العامة للاستثمار، وتحمل في نفسها روحا مبدعة تتوق إلى الدخول في أعماق الحياة من أجل الكشف عن جوانبها المتشابهة والمختلفة في آن واحد.