No Script

منازل تحوّلت إلى بقالات وأخرى احتلها العزاب... بُنى تحتية متهالكة وشوارعها على «قار» ما قبل الغزو

«الصباحية» تعيش... «على طمام المرحوم»!

تصغير
تكبير

السجائر تباع بـ«الحبة»
 للمراهقين في بقالات
المنازل وبـ 100 فلس للسيجارة

سالم الخرفشي:
 ناطحات السحاب أصبحت
 من المعالم ببناء أدوار
لتأجيرها للعزّاب

محمد القعمري:
الشوارع مكسرة ومناهيل
 الصرف تغرق بالأمطار
 وندفع تكاليف تصليح سياراتنا

جابر الصويلح:
الاستهتار ورعونة الشباب
من العلامات المميزة للصباحية

محمد حمد:  العزاب تجمعوا في الصباحية لرخص إيجارات الشقق  الصغيرة المتوافرة بأعداد كبيرة

«بقالات داخل البيوت، باعة متجولون، عزاب... وقمامة» هذا باختصار الحال الذي وصلت إليه أول منطقة تعرف بأنها نموذجية على مستوى المناطق، تم انشاؤها عقب النهضة النفطية والعمرانية التي شهدتها البلاد، ولا تزال تعيش «على طمام المرحوم»... إنها ضاحية الصباحية.
فالأهمال وعدم الاهتمام والتقصير من قبل مؤسسات الدولة المعنية، كل تلك العوامل جعلت الصباحية اليوم مختلفة عن الأمس، وأمست عددا من الظوهر السلبية مرتبطة بشكل مباشر ولصيق مع اسمها، فأجمع عدد من أهاليها ممن التقتهم «الراي» في ديوان عوض سالم الخرفشي، على ان المنطقة تعاني منذ مدة طويلة عدم اهتمام وتقصير من قبل الدولة، وخصوصا أنها تعتبر من اقدم مناطق محافظة الاحمدي، واصفين في الوقت نفسه البنى التحتية للمنطقة بـ«المتهالكة» وشوارعها لم يطرأ عليها تجديد لأسفلتها منذ ما قبل الغزو.
وتطرق الاهالي إلى عدد من المشاكل والظواهر التي تعاني منها الصباحية، والتي منها تفشي ظاهرة انتشار «البقالات» غير المرخصة التي تدار من داخل البيوت، وبالتحديد من شباك احدى الغرف المطلة على الحوش، لافتين الى ان تلك البقالات تبيع مواد منتهية الصلاحية، بالاضافة الى بيع السجائر بـ«الحبة» للمراهقين بسعر 100 فلس للسيجارة.
وأعربوا أيضا عن استيائهم من عدم وجود مداخل ومخارج للطرق الرئيسة المؤدية لخارج المنطقة، وخصوصا للراغبين بالذهاب الى المنطقة الجنوبية عبر طريق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز السريع، مضيفين «البعض يقوم بصعود الرصيف الواقع أعلى جسر الصباحية والاحمدي الذي يمر عليه شارع حمد الزويل من اجل الذهاب الى المناطق الجنوبية». وأشاروا إلى ان المنطقة تعاني من نقص كبير في الخدمات الصحية، حيث ان مركزي الصباحية الصحيين لا تتوافر فيهما جميع الاختصاصات والعيادات الطبية الاختصاصية، باستثناء الأسنان بالاضافة الي الازدحام الشديد الذي يشهده المركزان طوال اليوم، مطالبين بضرورة التدخل الجاد والفعال من قبل البلدية اتجاه استغلال البعض للسكن الخاص الى استثماري من خلال تأجير الشقق والملاحق للعزاب والتي ساهمت بشكل كبير في تحول هذه القضية الى ظاهرة مخيفة بدأت تقلق سكان المنطقة.
صاحب الديوانية سالم عوض الخرفشي استغرب الاهمال الكبير الذي تشهده «الصباحية» طوال السنوات الماضية، وخصوصا في ظل عدم وجود أي تدخل حكومي جاد لوضع ماوصفه بـ«اللمسات» التصحيحية والتجميلية في هذه المنطقة التي تعتبر من اكبر مناطق محافظة الاحمدي. ويرى ان الاهمال الذي تعاني منه المنطقة نتيجة قلة الرقابة والاهتمام من قبل الجهات المسؤولة أدى بشكل كبير الي تفاقم جميع المشاكل، مضيفا «ظاهرت بناء ناطحات السحاب أصبحت من المعالم الرئيسيّة التي أصبحت تشتهر بها الصباحية»!
وأشار سالم الخرفشي ان هناك البعض من أهالي المنطقة بدأوا بتحويل سكنهم الخاص الي استثماري بـ«الباطن» وذلك عن طريق بناء الغرف والملاحق الصغيرة لتأجيرها للعزاب، مؤكدا ان ظاهرة انتشار العزاب أصبحت منتشرة بشكل كبير ومقلق في عدد من مناطق المنطقة. وطالب البلدية بضرورة التدخل وانهاء ظاهرة انتشار العزاب عبر تفعيل دور فرقها التفتيشية الميدانية داخل ارجاء المنطقة، بالاضافة الي مخالفة جميع المتجاوزين على القانون ممن قاموا ببناء إدوار إضافية وصلت الي اربع وخمس ادوار.
من جانبه، اكد محمد مشعل القعمري ان كل الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية للمنطقة تعاني من قل اهتمام وصيانة، مضيفا «الشوارع مكسرة والشبكات ومناهيل الصرف الصحي تغرق عند هطول الأمطار، ونحن ندفع تكاليف تصليح سياراتنا». وتطرق أيضا الى قضية الاختناقات المرورية وخصوصا عند المداخل والمخارج المؤدية من والى المنطقة، واضاف ان مشهد الازدحام المروري الخانق على طريق «الغوص» اصبح مألوفا، «حتى الخط السريع اصبح يشهد اختناقا مروريا طوال اليوم نتيجة اعمال البناء علي جسر جابر العلي».
ولفت إلى ان الكثير من الأهالي الراغبين بالذهاب الى المناطق الجنوبية يقومون بـ«ركوب» الرصيف والنزول «ترابا» من فوق جسر الاحمدي والصباحية الواقع على شارع حمد الزويل وذلك لعدم وجود مخرج قريب، باستثناء التقاطع المروري لمحافظة الاحمدي والذي يبعد مسافة طويلة ويشهد عادة ازدحام واختناقات مرورية كثيفة، لافتا ان هناك مخارج فرعية تؤدي الى المناطق الجنوبية هي مغلقة من 10 سنوات تقريبا بلا اي سبب معقول.
بدوره، قال جابر الصويلح إن بعض الخدمات تفتقدها المنطقة منذ سنوات طويلة، والتي منها قلة مواقف السيارات في مركز المنطقة الذي تقع فيه الجمعية والمحالات التجارية والتي تتسبب بطوابير طويلة تمتد الي الشارع الرئيسي بالاضافة الي قلة الاهتمام بالنظافة وجمع القمامات بالوقت السريع. واوضح ان مشكلة الاستهتار والرعونة من قبل الشباب في الشوارع الداخلية أصبحت من العلامات المميزة لمنطقة الصباحية، وخصوصا وقت هطول الامطار، مضيفا «دوارات المنطقة تتحول للأسف الى حلبات للتقحيط والاستعراض وتهدد حياة وسلامة المارة».
وتابع ان استمرار تفشي ظاهرة البقالات تكمن في عدم قدرة أي جهة رقابية او تفتيشية دخول المنزل من دون إذن قضائي، ولهذا انتشروا بشكل كبير حتى بدأوا ببيع المواد الغذائية المنتهية والسجائر بالحبة للمراهقين بسعر 100 فلس للسيجارة الواحدة.
من جانبه، قال محمد حمد القعمري إن مطالبتهم بضرورة التدخل السريع من المسؤولين في البلدية ووزارة الداخلية لانهاء مشاكل تأجير الغرف والملاحق على العزاب او حتى قضية البقالات هو عدم قدرتهم بالاصل على فتح الموضوع مع صاحب المنزل بسبب «المستحى»، مضيفا «سكوتنا طوال السنوات الماضية ادى الى استفحال المشكلة اكثر واكثر ليصل عدد القطع التي تعاني من ظاهرة العزاب الى ثلاث من اصل خمس قطع ؟!»
وأرجع أسباب تركز «العزاب» في الصباحية نتيجة رخص اسعار الشقق الصغيرة التي تتوافر بأعداد كبيرة جدا داخل المنطقة بالإضافة الى قرب «الصباحية» من مناطق «الفحيحيل والمنقف والاحمدي» التي يعمل بها الغالبية العظمى من هؤلاء العزاب.

من صور المعاناة

كوكتيل... سكاني


يبلغ عدد سكان الصباحية الموزعين على 5 قطع سكنية، حسب الأرقام الصادرة عن الهيئة العامة للمعلومات المدنية، نحو 82940 نسمة، منهم 47224 كويتيا، و10816 عربيا، و23987 اسيويا، و768 افريقيا، و46 اوروبيا، و77 من أميركا الشمالية، و9 من أميركا الجنوبية و13 استراليا.

كل شيء موجود  في البقالات


أشار جابر الصويلح إلى ان قضية انتشار «البقالات» داخل البيوت السكنية تعتبر من اهم الظواهر والمشاكل التي تعاني منها «الصباحية»، واضاف ان تلك البقالات التي تدار من داخل أسوار المنازل ولايعرف مكانها سوى سكان القطعة تبيع كل شيء ولكل شخص ابتداء من المواد الغدائية وصولا الى مستلزمات الغسيل انتهاء بالسجائر.

«الخاص» إلى «استثماري»


ذكر سالم الخرفشي ان هناك البعض من أهالي المنطقة بدأوا بتحويل سكنهم الخاص الى استثماري بـ«الباطن» وذلك عن طريق بناء الغرف والملاحق الصغيرة لتأجيرها للعزاب، مؤكدا ان ظاهرة انتشار العزاب أصبحت منتشرة بشكل كبير ومقلق في عدد من مناطق المنطقة. وطالب البلدية بضرورة التدخل وانهاء ظاهرة انتشار العزاب عبر تفعيل دور فرقها التفتيشية الميدانية داخل ارجاء المنطقة، بالاضافة الي مخالفة جميع المتجاوزين على القانون ممن قاموا ببناء إدوار إضافية وصلت الى اربعة وخمسة ادوار.

لا زراعة في المنطقة


تطرق محمد حمد القعمري ايضا الي الاهمال الذي تعانيه المنطقة على المستوى الزراعي نتيجة قلة الاهتمام بالزراعة التجميلية، وأشار ان الزراعة تقتصر فقط على الأرصف، في حين ان هناك اهمالا واضحا للعيان بكل الساحات والاراضي الترابية التي تقتصر بالفعل لـ«اللون» الأخضر الجميل، قائلا «حتى الدوار وضعوا به نخلتين فقط ونسوا زراعته!».

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي