No Script

ما يستجد من أحداث

ماذا لو نشبت حرب؟

تصغير
تكبير

لا أفهم استغراب كل من يشتغل بالشأن العام: نواب، وزراء، تيارات سياسية، مؤسسات مجتمع مدني، إعلاميون وغيرهم... مما حصل كآثار لأمطار الخير، التي هطلت على البلاد خلال الأيام الماضية، فهم يعلمون أنها حالة متوقعة، حتى ولو حاولوا التهرب من فهم تلك الحالة، لأن بعضهم شريك في ما جرى إما مباشرة كطرف أو بشكل غير مباشر، ومحاولة حصر الضعف في مواجهة تلك النتائج بالحكومة أو رئيسها أو مجلس الأمة ليس موضوعياً أبداً.
يمكن أن نترك الاستغراب للمواطن البسيط، الذي لا حول له ولا قوة في بلد يملك من المقدرات المالية ما يستطيع بها أن يبني دولة ثانية بكل مكوناتها في أي مكان في العالم، لأن عندها سيكون استغرابه في محله، فالمواطن البسيط لا يعلم أبداً بما يجري خلف الكواليس، ففي مخيلته أن الأمور تسير بشكل جيد وأن كل مكون من مكونات الدولة يعمل كما يجب أن يعمل، وأن أموال الدولة تذهب في مصارفها المفترض أن تذهب بها وهو أمرغير صحيح.
الحقيقة «المرة» أن كل مؤسسات الدولة في حال يرثى لها، وكل من يشتغل بالشأن العام يعرف جيداً هذه الحقيقة ولا حجة له أن يستغرب مما حدث، فتلك المؤسسات تحولت بشكل أو بآخر إلى أداة من أدوات الصراع، بعدما كانت للأسف أداة من أدوات الحكم، لأن كونها أداة من أدوات الحكم سيذهب بها لا محالة في المسار نفسه الذي نعيشه الآن... كنا حذرنا سابقا من استخدام الرياضة ومقدراتها من الدولة إلى أداة من أدوات الصراع، لكن لا أحد أكترث كثيراً بمثل تلك التحذيرات، وها هي كل مؤسسات الدولة تصل إلى تلك النتيجة.


عندما تجير مؤسسات الدولة لخدمة الصراع والتنافس بين المتنفذين، وتتحول إلى حصص لأدواتهم على شكل مناصب: وكيل، وكيل مساعد، مدير، وتتقاذف في ما بينها خدمة لاولئك المتنفذين في لعبة صراع باتت مكشوفة، وتهدد استقرار البلد واستمراره، لا يمكن لنا ألا أن ننتظر مثل تلك المآسي التي نتجت عن أمطار الخير، فالخلطة واضحة ولا يمكن الا أن يكون لها نتيجة واحدة، ولا حاجة لأحد أن يبرر أو أن يبحث في مكان آخر.
الأمطار يمكن تحمل نتائجها شعبياً، لكن ماذا عن أوضاعنا في منطقة تغلي كالمرجل ويمكن ان تنفجر إقليمياً في أي لحظة، فهناك من يدق طبول الحرب في واشنطن ويتردد صداها في عواصم المنطقة، والأمر ليس بعيداً بل ينتظر إشارة البداية في أي لحظة خصوصاً مع تردد أخبار عن تشكيل تحالف جديد لمواجهة جديدة في الإقليم وما يتبعها من توقعات بانقطاع الموارد، فيما لو استمرت المواجهة فترة طويلة كما حدث مع مشاريع في المنطقة حالياً، نحن أمام سؤال صعب وإجابته لا يمكن أن يجيب عنها سوى جهة واحدة... ماذا لو نشبت حرب؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي