No Script

قبل الجراحة

حكاية من داخل العيادة...

تصغير
تكبير

دائما هناك آراء عدة حول أي موضوع... قد تتطابق هذه الآراء والأفكار مع رأيك، فتكون أنت من أشد المدافعين والمؤيدين.
أما إذا كانت لا تطابق أفكارك... فإنك قد تحترمها إن كنت تملك ثقافة تعدد الأفكار، أو أنك تحقرها فكرياً، وقد يصل البعض لحد الاعتداء الجسدي والأمثلة كثيرة.
دخلت العيادة... بعد أن تكلمت عن شكواها والآلام التي كانت السبب في حضورها العيادة، رغم الأوضاع التي يمر بها البلد والعالم أجمع.


بعد انتهاء الزيارة... بادرت بالكلام عن الأوضاع الحالية، قالت والحسرة تبدو واضحة عليها: منذ مدة طويلة لم أخرج من البيت، إنني لا أتكلم عن أوضاعنا الحالية... إنني منذ حوالي خمس سنوات هذا وضعي... جالسة في البيت، لديّ من الأبناء ستة، ثلاثة أولاد وثلاث بنات.
هم يخرجون... يذهبون إلى كل مكان... وأنا جالسة في البيت، لقد وصل بي الحال إلى أن أتوسل لأحدهم لكي يأخذني لأي مكان، فقط أريد أن أخرج، المكان الوحيد الذي أستطيع أن أذهب إليه هو الطبيب، ويجب أن يكون موعداً مسبقاً... أخبر الكل عن موعدي مع الطبيب لكي يتنازل أحدهم ويأخذني إليه.... كان كلامهم لي دائماً أنت محظوظة لأنك جالسة في البيت، الجميع بلا أي استثناء يردد عليّ أنني محظوظة لأني لا أخرج وجالسة في البيت... ويبدأ الواحد منهم يذكرني بفوائد الجلوس في البيت وعدم الخروج...!
حتى جاءت أزمة الوباء... وجلسوا جميعاً في البيت، لقد فقدوا أعصابهم عندما جلسوا في البيت، أصبحت العصبية هي المسيطرة على تصرفاتهم... المشاكل بينهم لا تنتهي أبداً.
الآن أقول لهم وأنا غير شامتة بهم... إنما مذكرة لهم: الآن عرفتم إحساسي.
«الآن أحسوا بإحساسي» قالتها والعبرة تخنقها... نعم لقد بكت وهي تدعو الله أن يحفظ الجميع ويهدي الجميع،
كم أم لدينا هذا حالها... إن هذه الأزمة جعلت زوايا الرؤية تتعدد... الله يحفظ الجميع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي