No Script

رواق

فرصة كورونا

تصغير
تكبير

رغم أن سيئات - سيئ الذكر - فيروس كورونا أكثر من أن تذكر في أعمدة جميع صحف العالم، الذي قلبه رأساً على عقب إلا أن ثمة ضوءاً في نهاية النفق المظلم!
بقعة الضوء تتمثل في الفاصل الزمني بين الحياتين: ما قبل «الكورونا» وما بعدها، وحيث إننا نعيش هذا الفاصل بينهما الذي لا نعرف إن كان لاحقه يشبه سابقه أو يناقضه، إلا أننا ندرك، في اللحظة الآنية، التي نجهل طولها، أو عرضها، أن هذا الفاصل بمثابة فرصة، أو الفسحة، بين الفصول الدراسية أو الحصص المدرسية كمرحلة انتقالية، لم تكن توفرها لنا الحياة، وهي تنقلنا من مرحلة إلى أخرى بسرعة تنافس سرعة الصوت والضوء معاً!
وعلى عكس الفرص المدرسية التي لا نريدها أن تنتهي، ورغم أننا نعرف تماماً متى يدق الجرس، فنحن نريد لهذه الفرصة أن تنتهي رغم عدم معرفتنا بموعد الجرس!


قد يدق الجرس دون سابق إنذار لينهي الفرصة قبل ان نستغلها، مثلما بدأها دون سابق إنذار ومن دون أن نستمتع بها!
ستة أسابيع، قابلة للتمديد، من العطلة الوظيفية أو الإجازة الدوامية أو الراحة المنزلية سمها ما شئت، اختلفت التسميات والنتيجة واحدة، أيام لم نحلم بها من التفرغ، تمنيناها وهي حلم بعيد المنال وتمنينا انتهاءها، وعندما تحقق شاهدناه كابوساً، فإرضاء الناس، جميع الناس، حتى نحن غاية لا تدرك!
والرضا مفتاح الراحة والراحة مفتاح السعادة، هل سمعتم عن سعيد متذمر؟ أو مرتاح غير راضٍ؟ نعرف مصدر سعادتنا ونجتهد بحثاً عن التعاسة لنرتدي ثياب الضحية التي لا تليق بنا!
وعندما يكتب الله علينا الراحة نسعى نحو الشقاء!
هكذا نحن جميعاً باختصار ودون مجاملة، هل تذكر أحد منكم أعمالاً مؤجلة في انتظار الوقت؟ ألم يحن وقتها؟ هل انجزتموها؟ أم شغلتم أنفسكم بما يشغلكم عنها؟ أجيبوا بصراحة قبل أن يدق الجرس فالفرص إذا راحت لا تعود، خصوصاً فرصة كورونا... الله لا يعودها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي