No Script

حذر من عواقب الإشاعة واعتبر كل مثير لها خائناً للوطن

سعد الفرج استقرأ الأزمة عام 1987 في مسرحية «حامي الديار»

u0633u0639u062f u0627u0644u0641u0631u062c u0641u064a u0645u0634u0647u062f u0645u0646 u00abu062du0627u0645u064a u0627u0644u062fu064au0627u0631u00bb
سعد الفرج في مشهد من «حامي الديار»
تصغير
تكبير

على مدى تاريخه المسرحي الطويل، اعتاد الممثل القدير سعد الفرج على المزج بين التمثيل والفكر والإسقاطات السياسية واستقراء المستقبل. ومن رآه على شاشة تلفزيون الكويت قبل يومين، وهو يقدم رسالة توعوية عن خطر فيروس كورونا، وتأثير الإشاعة على وحدة الوطن وتماسكه، يجزم بأن الفرج ممثل من طراز فريد، ومواطن يذوب حباً وعشقاً في الكويت.
رغم تجاعيد السنين التي بدت على وجه المحرّض على الكوميديا السوداء، إلا أن روحه المغلفة بالتهكم كانت فتية، وذاكرته المتوقدة كانت حاضرة، وجميع الملفات التي استقرأ صفحاتها منذ عقود على خشبة المسرح لا تزال حتى هذه اللحظة معلقة، ولعل «كورونا» فتح الجرح مجدداً، فالإشاعة التي يطلقها «الطابور الخامس»، والتي تفت في عضد الوطن وهو يكافح الوباء الذي أرعب العالم، حذر الفرج من عواقبها في مسرحيته الخالدة «حامي الديار» التي عرضت في العام 1987، وقتذاك. وفي خطاب مسرحي مباشر وصف الفرج كل مثير للإشاعة بأنه خائن للوطن، ويستغل ضعف الوطن ليطعنه من خلف لأجل مكاسب شخصية أو مادية أو حزبية. جاء الفرج إلى التلفزيون مدافعاً عن أعماله والتي عالجت على مدى ستة عقود كل ما من شأنه أن يمس ثوب الوطن.
ولئن كان سعد الفرج الممثل عاشقاً للمسرح، متيماً بخشبته، شغوفاً برسالته، مؤمناً بعظمته، فإن الفرج المواطن الكويتي الغيور هي الرسالة الأسمى التي حملها الفرج منذ أن جاء من قريته الفنطاس في بداية الستينات ليصبح في ما بعد عملاق المسرح الكويتي الجاد.


من شاهد مسرحياته مثل «الكويت سنة 2000»، و«على هامان يا فرعون»، و«حرم سعادة الوزير»، و«دقت الساعة» و«حامي الديار»، و«ممثل الشعب»، و«هذا سيفوه»، و«سنطرون وبنطرون»، و«مضارب بني نفط» يعرف جيداً مَن هو الفرج الممثل الغارق في الإبداع والتألق والعاشق للمسرح التثقيفي والذي غاب عن خشباته احتراماً لقدسيته ورسالته بعدما اعتلاه أراجوزات التقليد والسخف المفرط.
ربما أن سعد الفرج الممثل المسرحي العربي لم يعتل خشبة المسرح منذ سنوات، باستثناء إطلالته الأخيرة عبر مسرحية «نيو جبلة» التي عرضت في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، لكن اسمه لا يزال يرج في أسماع عشاق الفن الراقي، فعندما خرج في مقابلة تلفزيونية في قناة الجزيرة، وتحدث عن الفارق بين التمثيل والتزلف صفق له العرب من المشرق إلى المغرب، وعاد عملاقاً عندما قال «لست متزلفاً لسلطة، أو تيار، أو حركة، إنما أنا مسرحي أعشق وطني وأمتي وديني»... كانت كلمات حارقة، وهو يقول: «الذي يصفق لطاغية يقتل شعبه ويفجرهم بالبراميل لم يكن يوماً ممثلاً، وإنما متزلف كشف عن وجهه الحقيقي بعدما توارى بوجه الممثل عقوداً، فهو متزلف للسلطة وأحد أدواتها».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي