No Script

رسالتي

نبيها عفو

تصغير
تكبير

جاء في كتب السير والتفسير أن مسطح بن أثاثة، كان من الذين طعنوا في أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما في حادثة الإفك.
فلما نزلت براءتها في كتاب الله، أقسم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أن يقطع النفقة المالية التي كان يدفعها لمسطح، وكان مسطح ابن خالة الصديق، وكان مسكيناً وكان أبو بكر ينفق عليه.
فأنزل الله تعالى قوله: «وَلاَ يَأْتَلِ أُوْلُواْ ?لْفَضْلِ مِنكُمْ وَ?لسَّعَةِ أَن يُؤْتُواْ أُوْلِي ?لْقُرْبَى? وَ?لْمَسَاكِينَ وَ?لْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ ?للَّهِ وَلْيَعْفُواْ وَلْيَصْفَحُواْ أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ ?للَّهُ لَكُمْ وَ?للَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»، فقال أبو بكر: بلى والله أحب أن يغفر الله لي، ثم أرجع إلى مسطح ما كان يعطيه من نفقة، وقال: والله ما أنزعها منه أبداً.


إن السيرة النبوية وتاريخنا الإسلامي مليء بالمواقف التي فيها العفو والتسامح وقبول الاعتذار.
فهذا نبينا عليه الصلاة والسلام يعفو عن أهل الطائف الذين آذوه، ويسامح أهل مكة بعد فتحها برغم كل الأذى الذي أصابه وأصحابه منهم.
وهذا أبو ذر الغفاري يُسيءُ إلى بلال بن رباح فيعيّره بأمه ثم يعترف بخطئه ويعتذر من بلال، فيقبل اعتذاره.
إن النفوس الكريمة السخية هي التي تتسامى على جراحها فتعفو وتصفح عمن أساء إليها «فمن عفا وأصلح فأجره على الله».
إن ثقافة العفو والتسامح لا بد وأن تعم وتنتشر في مجتمعاتنا، لأنها من أسباب اجتماع القلوب وتآلفها، ولها دور كبير في وحدة المجتمعات واستقرارها.
فالأب، يعفو عن الأبناء إن قصّروا في حقه، والزوجان يتبادلان العفو والصفح لتستمر الحياة الزوجية وتدوم المودة، ويعيش الأبناء في جو مستقر.
والأمر كذلك مطلوب بين الأصدقاء والجيران والأرحام وزملاء العمل، وبين الناس في تعاملهم اليومي، ومن يخالطونهم من البشر.
الاعتذار لا ينقص من قدر الإنسان، كما أن من شيم الكرام قبول الاعتذار.
جاء في الحديث الشريف: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد اللهُ عبداً بعفوٍ إلا عِزّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه».
لذلك نقول: «نبيها عفو».

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي