No Script

إضاءة

ذكرى التحرير وكويت جديدة

No Image
تصغير
تكبير

تُحلّق هذه الأيام أعلام الكويت خفاقة في السماء، تتمايل فوق سواريها في شموخٍ وإباء، تُزين ساحاتها وميادينها؛ معلنة للعالم كله قصة صمود هذا الشعب.
تخفق، فتخفقُ معها القلوب، تُداعِب بحنو مع كل صباح بشائر الأمل في عيون أولادها، تردد نشيد العزة في مسامع التاريخ تتطاير نغماته عذبة ندية.
لقد سطرت ملحمة التحرير فصلاً مضيئاً في سجل الكويت الزاخر، عندما روى أبطالها ساحات البطولة بدمائهم الزكية، وجادوا بأرواحهم الغالية؛ لتتحرر كل ذرة من ترابه الطاهر.
ليظل فبراير مدرسةً للواجب والتضحية، وتظل رأس الوطن مرفوعة، تذكر أجياله دوماً؛ كيف استطاعت أحداث فبراير أن تُخرِج من هذا الشعب أطيبَ ما فيه، عندما تكاتفت جحافله، واتحدت إرادته، متمسكة بحقها في دحض العدوان، وعدم الرضوخ لابتزازه، في فترة من أحلك بل وأصعب فترات التاريخ.
كيف احتضن قيادته وسار معها، ووثق فيها، وآمن برؤيتها الواضحة، والتي لم تتنازل عن حقوقه أو تفرط في ثرواته، كيف تحملت مسؤوليتها كاملة بكل جسارة، تحشد الدعم ما استطاعت، جنباً إلى جنب مع سواعد الرجال؛ تمهيدا لمعركة التحرير، واستعادة كامل التراب الكويتي. إن روائح فبراير تُذكِرنا؛ كيف لملمت الأمة جراحها وتوكأت على سواعدها، لتنهض من جديد.
لقد خلقت تلك الأحداث كويتاً جديدة عبرت من خلالها، من ضعف إلى قوة، ومن انكسار إلى صمود، ومن هزيمة إلى نصر، ليبدأ عصر جديد من تاريخها المجيد، تطوي معه مأساتها، وتفتح صفحة جديدة من صفحات عزتها.
ومع تباشير فبراير تُضيء الكويت شمعتها الرابعة عشرة لمسيرة أمير الإنسانية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصبح - حفظه الله ورعاه - ليبزغ لمقدمها فجر كويت جديدة، تتحقق على يديه أمانيها، من خلال طفرة في جميع المجالات، يقود صباحها الأب والقائد نهضتها الشاملة، التي تعززت مكانتها إقليمياً ودولياً، لتضحى الكويت بفضل ديبلوماسيته وحكمته؛ صوتاً يحسب له المجتمع الدولي ألف حساب، كشريك أساسي لقضاياه المصيرية.
ناهيك عن تحول الكويت لحاضنة للعمل الإسلامي، ومركز حيوي من مراكزه الخيرية، ومحطة لا يُستهان بها مالياً وتجارياً.
إن ذكرى التحرير ليست متنفساً للترفيه وحسب، بقدر ما هي إعادة القراءة المتأنية لحقائق لا تقبل الشك، تُدلل على أن هذا الوطن الغالي يستحق منا جميعاً، أن نتكاتف في خندقه، نحرص على العمل الدؤوب لنهضته وريادته، متسلحين بأدوات التقدم، مستمدين من ذكرى انتصاره، ما يقوي دعائم وحدتنا، ويعزز محبته والانتماء إليه، والتصدي بكل حزم لما يقوض أمنه، أو يهدد استقراره، أو يستنزف موارده.
نتذكر شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم؛ ليحيا وطننا عزيزاً، تخفق رايته في فضاء العزة والكرامة، تتردد على أفواه أجيالنا ما حيينا نشيد الخلود...
وطني الكويت سلمت للمجد..
وعلى جبينك طالع السعد...

* الوكيل المساعد للإعلام والعلاقات الخارجية في وزارة الأوقاف

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي