No Script

رثاء

ورحَلت (شيخة) المهزع

تصغير
تكبير

أمي فريدة، أو كما عُرفت «متّوي» تلك المرأة الصالحة، حسنة المعشر طيّبة الأثر، التي أخذت من اسمها نصيباً وفيراً، فريدة بعطائها ومحبتها للناس، فريدة بتواضعها، فريدة بسمو أخلاقها وصفاء سريرتها، أُحِبُّها بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لم أكن أتخيّل في يوم من الأيام أن أحب امرأة لا تقربني بهذا القدَر كـ ماما فريدة جدّة زوجي، فهي أم الجميع حبيبة القلوب، سبحان مَن جعل البركة تحِل عليّ بمجرد أن أعتب بِبابها، وصدق من قال البيوت بساكنيها.
رَحَلت «شيخة المهزع»، رحلَت مَن إذا أراحت من حولها استراحت، حبيبتي ماما فريدة أشتاق ويؤلمني الاشتياق، لا أعرف من أين أبدأ أو إلى أين أنتهي، عن سؤالك عنا أم حبك اللا محدود لي ولابني تحديداً وللأحفاد جميعاً، فروحك الصافية لا تأنس إلا بأحباب الله (الأطفال) حواليها، مناسباتنا السعيدة التي لا تكتمل إلا برؤية وجهك الطاهر ويدك الحانية علينا، كلماتك التي لم أعرف فيها إلّا الحب والتماس الأعذار للقريب قبل البعيد، دُعاؤك لي ولزوجي بأن يارب ارزقهم قبل أن تأخذ أمانتي ولله الحمد والمنّة أن حقّق لك ما تتمنين... أمي حبيبتي ماما فريدة قد علمتيني دروساً في الحياة لا يمكن أن أتعلّمها عند كبرى الجامعات، كنت قد رأيتُها بوضوح في مجلس عزائك، فالكُل يُثني ويترحّم عليك حينها أدركت أنّكِ كُنتِ قد فُزتِ بالتجارة الرابحة التي لطالما سعيتِ إليها وهي التجارة مع الله، طبتِ فطابت لنا الحياة ورحلتِ الآن وتركتِ في القلب غصّة لا يعلم بها إلا الله، ولكني كُلّي يقين برحمة رب العالمين يا حبيبتي الغالية.
أسأل الله العلي القدير أن يصبّر قلوباً أحبتك فلاذت لكِ بالدعاء.


اللهم نوّر قبرها بنورك الكريم ، واجعلها في أعلى عليين عند نبينا الأمين في مقام الصديقين والشهداء والصّالحين واجمعنا بها في فردوسك الأعلى...اللهمّ آمين.
ابنتك المحبة:
شفاء الغريب (أم بدر المسعود)

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي