No Script

مصانع العسل الأسود في صعيد مصر.. لا مكان للحداثة

تصغير
تكبير

لم تعرف الحداثة طريقها بعد لمصانع العسل الأسود في محافظة المنيا بصعيد مصر، حيث ما زالت تستخدم أدوات بدائية وتقنيات عتيقة في صنعه.

ويظهر العسل الأسود، الغني بالطاقة، كعنصر أساسي في وجبات إفطار كثير من المصريين، لا سيما وأن سعره في متناول اليد.

وقال حسن السيد صاحب مصنع عسل أسود «بالنسبة لاستهلاك العسل استهلاك كامل فهو سلعة شعبية جدا، تقوم على استهلاكها المناطق الشعبية في القاهرة وذلك لوجود بعض العناصر الموجودة داخل العسل مثل الحديد واليود، فهي تقوي وتمنع وجود بعض الأمراض التي تكون في جسم الإنسان، فهي صناعة واعدة بالنسبة للصحة العامة للإنسان».

وزاد سعر العسل أكثر من الضعف خلال السنوات العشر الماضية، على حد قول كبير مسؤولي الطهي في مصنع للعسل الأسود بالمنيا، على بعد نحو 250 كيلو مترا جنوبي القاهرة.

وقال رفعت عبد العزيز محمد، كبير طهاة مصنع للعسل الأسود «من عشر سنين كان كيلو العسل مثلا بخمسة جنيه (نحو 0.28 دولار)، وبأربعة جنيه (0.23 دولار)، النهاردة بعشرة جنيه (0.57 دولار)وبأتناشر (12) جنيه (0.68 دولار). لأن الجو زي ما أنت عارف الغلاء والبتاع، لأن القصب مش زي ما ييجي، كان بييجي الفدان بخمسة آلاف جنيه (285 دولار)، النهاردة الفدان بخمسة عشر ألف (855 دولار). يبقى زاد ولا ما زادش، لو ما زادش يبقى ما حدش حيزرع قصب».

ولصنع العسل يشارك فريق كبير وكثير من العمال في العملية التي تشمل عصر قصب السكر في وعاء تسخين ضخم قبل تقليب العصير بقوة.

ويمر العصير عبر أنابيب لغرفة تسخنه على درجة حرارة تبلغ 200 درجة مئوية قبل تبريده وتحويله إلى عسل أسود يصبح سميكا بمجرد أن يبرد.

ويعود التاريخ المدون لعملية صنع العسل الأسود إلى 150 عاما مضت، ولا تزال عشرات الورش تعمل في صعيد مصر فقط لتلبية الطلب الكبير على هذا المنتج اللذيذ.

وكثير من هذه المصانع لا يزال يستخدم الوسائل القديمة التي تستخدم في صنع العسل منذ أكثر من مئة عام مضت.

ولتقليب السائل الساخن الذي يتحول في نهاية المطاف إلى عسل، يستخدم الرجال مغارف كبيرة ويقفون في حرارة شديدة وسط بخار كثيف يحجب الرؤية.

وحتى الآن، وبعد إنتاج العسل، تحرق المصانع القشر الذي يغلف نبات قصب السكر، الأمر الذي يتسبب في تصاعد الدخان في السماء.

وبمجرد أن يصبح العسل سميكا باللزوجة والطعم المناسبين، يتم بعد ذلك تعبئته في عبوات مناسبة قبل شحنه إلى تجار التجزئة.

وقال أشرف السيد حسن، مدير التشغيل في مصنع للعسل الأسود بالمنيا «كم العسل في العصارة بيتراوح من عدد الساعات، كل ما العصارة تشتغل عدد ساعات أكثر كل ما الإنتاج يزيد، زي مثلا كل اليوميات هنا شغالة من سبع ساعات لثمان ساعات، بيتراوح الإنتاج بتاعها عبارة عن ستة، خمسة طن أو أربعة طن، على حسب الإنتاج وعلى حسب القصبة اللي هي فيها العسل، لأن فيه أرض يبقى فيها عسل كثير وفيه أرض يبقى فيها عسل قليل».

ويُعرف العسل الأسود محليًا بأنه حلوى الشعب، ويستمتع المصريون في الغالب به لا سيما على الإفطار بمزجه مع الخبز والطحينة أو تناوله كما هو.

ويرى كثير من المصريين أن العسل الأسود بديل صحي للسكر.

 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي