No Script

بيلوسي تلوّح بأنها قد لا تقدّم قرار الخلع إلى السيناتورات

الديموقراطيون يسعون إلى تلطيخ سمعة ترامب من دون السماح لـ«الشيوخ» بتصويره ضحية

u062au0631u0627u0645u0628 u062eu0644u0627u0644 u0644u0642u0627u0621 u062cu0645u0627u0647u064au0631u064a u0641u064a u0645u064au062au0634u064au063au0646t (u0623 u0641 u0628)
ترامب خلال لقاء جماهيري في ميتشيغن (أ ف ب)
تصغير
تكبير

بعد نهار طويل ومضن من النقاش في جلسة عامة بثت وقائعها شبكات التلفزة والإذاعة الأميركية، صوّت مجلس النواب ليل الأربعاء - الخميس على خلع دونالد ترامب، في تصويت تاريخي لطّخ صورة الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الى الأبد.
وتحت قبة الكونغرس، نهرت رئيسة الكونغرس نانسي بيلوسي، الأعضاء الديموقراطيين عندما همّوا بالتصفيق احتفالاً بالمصادقة على قرار الخلع. لكنها قالت، بعد التصويت، انه «يوم عظيم لدستور الولايات المتحدة، لكنه محزن لأميركا لأن أنشطة الرئيس الطائشة أجبرتنا على تقديم مواد الخلع».
على أن التصويت أظهر عمق الانقسام بين الأميركيين، إذ لم يدل أي عضو جمهوري من الأعضاء الـ 194 بصوتهم لصالح العزل، فيما صوّت 230 ديموقراطياً لخلع الرئيس. وصوّت ديموقراطيان يمثلان دوائر انتخابية ذات غالبيات جمهورية، ضد العزل، فيما صوّت العضو الجمهوري السابق والمستقل حاليا جستن عمّاش، وهو من أصول فلسطينية، لصالح الخلع.
بدورها، امتنعت العضو الديموقراطية والمرشحة للرئاسة تولسي غابارد، عن التصويت. ويعتقد غالبية المتابعين الأميركيين ان غابارد، التي سبق ان زارت دمشق والتقت الرئيس بشار الأسد، مقرّبة من موسكو، وهي لذلك لم تنضم الى صفوف حزبها في التصويت على خلع ترامب، صديق موسكو كذلك.
وبدا أن يوم الخلع الطويل أثار حنق الرئيس الأميركي، الذي أطلق 45 تغريدة، بعضها كتبها بحروف «كبيرة» للدلالة على انه يصرخ، ومعظمها تمحور حول النقاش الدائر في الكونغرس، واتهم فيها الديموقراطيين بالافتراء عليه وبسوء استغلال السلطة وتجاوز الدستور، وصوّر نفسه على انه الرئيس الوحيد الذي تعرض لهذا النوع من الظلم.
ومع تصويت مجلس النواب، أصبح ترامب ثالث رئيس في التاريخ الأميركي، بعد اندرو جونسون في القرن التاسع عشر، وبيل كلينتون في القرن العشرين، ممن يصوّت الكونغرس على عزلهم. أما الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون، فقد استقال قبل أن يصوّت الكونغرس على خلعه لعلمه ان الكونغرس، بغرفتيه، كان ينوي إخراجه من البيت الأبيض.
وبينما كان الكونغرس يصادق على الخلع، كان ترامب يقف أمام قرابة خمسة آلاف من مناصريه في ولاية ميتشيغن، مكرراً هجومه على الديموقراطيين. وكانت أولى ردات فعله الإشارة إلى تماسك حزبه الجمهوري بشكل كامل، وعدم تصويت أي من أعضائه لصالح الخلع.
وبعد التصويت أطلّت بيلوسي في مؤتمر صحافي، ووقف الى جانبها رؤساء اللجان الست، وفي طليعتهم رئيس لجنة الاستخبارات الذي لعب دورا محوريا في عملية التحقيق، آدم شيف، ومعهما رئيس لجنة العدل جيري نادلر، الذي صاغت لجنته مادتي الخلع: الأولى اتهمت ترامب بسوء استخدام السلطة وقيامه بتجميد 400 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لاوكرانيا لحملها على اعلان مباشرة التحقيقات في هانتر بايدن، نجل المرشح المنافس لترامب للرئاسة ونائب الرئيس السابق جو بايدن، والثانية ورد فيها ان ترامب عرقل سعي الكونغرس للعدالة بمنعه أي من العاملين في إدارته من المتورطين في موضوع أوكرانيا بالمشاركة في أي من جلسات الاستماع، المفتوحة منها والمغلقة.
وفي إطلالتها أمام الصحافيين، فجّرت بيلوسي مفاجأة سياسية من العيار الثقيل بتلويحها أنها قد لا تقدم قرار الخلع إلى مجلس الشيوخ قبل أن تتأكد أن الشيوخ سيقيمون محاكمة عادلة لا محاكمة شكلية هدفها تبرئة ترامب. ويبدو أن الديموقراطيين يسعون إلى تلطيخ سمعة ترامب من دون السماح للشيوخ بتصويره على انه ضحية، في وقت لا يبدو أن عملية الخلع أو المحاكمة تؤثر في رأي عام أميركي صار منقسما بشكل تام ومن المستبعد أن يتغير بغض النظر عمّا يجري في الكونغرس.
وطلب زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر من زعيم الغالبية الجمهورية ميتش ماكونال الاتفاق على إجراء محاكمة عادلة، بما في ذلك استدعاء شهود من إدارة ترامب، إلا أن ماكونيل، الذي سبق له أن أعلن أن المحاكمة في مجلسه ستتم بتنسيق كامل مع البيت الأبيض، رفض الطلب، وهو ما يبدو أنه حمل بيلوسي على التلويح بعدم إرسال قرار الخلع الى الشيوخ أبداً، إلى أن يتعهد الجمهوريون بإقامة محاكمة عادلة بدلاً من الشكلية التي ينوون إقامتها.
وفي حال قدمت بيلوسي الخلع إلى محاكمة في مجلس الشيوخ سيترأسها رئيس المحكمة العليا جون روبرتس، يحتاج عزل ترامب الى ثلثي الأعضاء المئة، في وقت يقتصر عدد الأعضاء الديموقراطيين على 47، ما يعني أن حظوظ ترامب في البقاء في البيت الأبيض، أي تصويت 53 سيناتوراً لصالح بقائه في الحكم، شبه مؤكدة.

الرئيس الأميركي
... «يستمتع بوقته»

واشنطن - أ ف ب، رويترز - لا شك في أن دونالد ترامب يحب المواجهة والمظاهر... والأربعاء، وفيما كان مجلس النواب يحيل مسألة عزله إلى مجلس الشيوخ، كان الرئيس الأميركي يخاطب تجمعاً انتخابياً على بعد مئات الكيلومترات في ولاية ميتشيغن، وقد حصل على دفعة مضاعفة مما يروق له.
وشاءت الظروف أن يتزامن التجمع المخطط له منذ مدة طويلة في مدينة باتل كريك الصغيرة، مع اليوم الذي كان يجري فيه التصويت لمحاكمته.
وحصل التصويت التاريخي في مجلس النواب فعلياً فيما كان الرئيس يخاطب نحو 7 آلاف من أشد مناصريه - وهم ناخبون من الطبقة العاملة جاؤوا منتعلين أحذية العمل وملابس الصيد.
وعلت هتافاتهم «نريد ترامب... نريد ترامب» حتى قبل أن يخرج.
وبالنسبة لرئيس يتحرق لصب جام غضبه على منافسيه الديموقراطيين ووسائل الإعلام وكل القوى العديدة التي يقول إنها تتآمر ضده، ليس هناك أفضل من ذلك.
ولم يبدُ ترامب كرئيس مني بالهزيمة. بل كان كما هو مفعما بالطاقة، غاضبا ممازحا يفكر بالمؤامرات، ولكن أكثر غضبا.
وقال: «الديموقراطيون يعلنون كراهيتهم العميقة وازدراءهم بالناخب» فيما علت هتافات شاجبة لهم ومؤيدة له.وأضاف: «يحاولون عزلي من اليوم الأول. يحاولون عزلي قبل أن أترشح».
وهتف للجموع: «أفضل أن أكون هنا، هذه التجمعات رائعة... أنتم مصدر إلهام».
وردوا «أربع سنوات أخرى، أربع سنوات أخرى».
ويعتبر ترامب أن إجراءات العزل ستساعده على الفوز بولاية رئاسية ثانية العام المقبل، بإثارة موجة من الغضب في اليمين قادرة على اكتساح المعارضين المكروهين في اليسار.
ورغم أن الاستطلاعات تظهر أن ما يزيد على نصف الأميركيين لا يؤيدونه، إلا أنه يعتمد على قاعدته للفوز بولايات رئيسية في انتخابات كبار الناخبين، مثل ولاية ميتشيغن، التي كان لها دور في فوزه في الانتخابات عام 2016 وسيكون التصويت فيها حاسما في نوفمبر المقبل.
والاربعاء، أظهر أن تلك الرسالة أصبحت أقوى. وتباهى بالاقتصاد القوي وبمسائل وطنية مثل الانفاق العسكري.
لكن أكثر من أي شيء قام بإثارة الحشد برؤيته المتشائمة عن متآمرين وقوى غامضة تسعى إلى قمع المواطنين العاديين.
وقال إن عشرات الملايين سيخرجون العام المقبل لإنهاء سيطرة الديموقراطيين على مجلس النواب والتصويت على «طرد (نانسي) بيلوسي من منصبها».
كما هاجم «المضللين» ويعني بذلك الصحافيين الذين يغطون فعاليته. وترددت أصداء نكاته مؤكداً أنه ليس قلقاً، «ولا أعرف ما إذا كنتم تستمتعون بوقتكم مثلي».
وكان اللقاء مناسبة ملائمة لترامب لإطلاق العنان للسانه. بل وصل الأمر إلى حد قوله إن نائباً سابقاً من ميتشيغن هو الراحل جون دينجل لم يدخل الجنة عندما توفي.
وأثار هذا التعليق توبيخاً لترامب من أرملته النائبة الديموقراطية ديبي دينجل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي