No Script

نفسياسي

مراجع عليا...!

تصغير
تكبير

من أين نأتي بأفكار لمقالاتنا؟
في الحقيقة نأتي بها من مواطن شتى، كالتفاعل مع الأحداث الاقليمية أو الدولية أو بعض ما يطرح في الساحة المحلية، لكنني والحديث عن شخصي البسيط، بدأت أستقي الكثير من الأفكار أخيراً من لقاءاتي مع الإخوة الأفاضل رواد الدواوين والتفاعل المباشر معهم، وللعلم، كم استفدت من تلك النقاشات.
في لقاء جمعنا وبعض الساسة الكرام قبل أيام في أحد الدواوين، أشفقت عليهم - رغم حبي للكثيرين منهم - من «حكرة» الناس لهم في الزاوية ونقدهم الشديد على مجمل ما يحدث في الساحة السياسية وتصويت هؤلاء النواب في قضايا محددة بعكس رغبة الشارع.
ما لفت نظري هو مشهد تكرر في ذلك الديوان وغيره ومع أكثر من سياسي، فعندما يقف عاجزاً عن تقديم جواب مقنع، تراه يلجأ لدفاع ملخصه أن توجيهات الـ«مراجع عليا» تصب في هذا الاتجاه، وكالعادة، كلما جاء طاري «مراجع» عليا تسكت «شهرزاد» عن الكلام الـ«مباح» ويصبح رواد الديوان وكأن على رؤوسهم الطير، فكلمة مراجع عليا تذكرنا بمثل كويتي معروف يقول: «لي حجى الشرع.. الكل ياكل...».
لن أشكك في نقل أصدقائنا السياسيين وأمانتهم في نقل آرائهم عن مراجع عليا، ولكننا نعلم أن هنالك من القنوات الرسمية ما تملكه مراجع عليا التي نجل ونثق بها ثقة عمياء لإيصال رأيها وتوجيهها الكريم من دون حاجتها لواسطة النواب، كما أننا ندرك أن هنالك من المستشارين حول مراجع عليا الكثير وبعضهم تتضارب آراؤهم ونصائحهم، وعليه، فالنقاش الأبوي مع مراجع عليا هو أمر ضروري لتبيان وجهة نظر الشارع في الشأن الداخلي على الأقل، لأننا نؤمن أن سياستنا الخارجية ليست محل نقاش وهي قطعا في يد شيخ الديبلوماسية العالمية صاحب السمو أمير البلاد.
مقدار التواتر في استخدام عذر مراجع عليا لتبرير مواقف سياسية معينة، قد يشي بتكتيك معين يتبعه الفريق الموالي للحكومة لإسكات الناس عن النقاش في قضاياهم ووضع خطوط حمراء تقطع طريق الحوار الفاعل والنقد البناء لسياسة الحكومة والبرلمان على حد سواء، وهو أمر يدعونا للتنبيه على خطورته لأن وقف النقاش في التدهور الذي تعيشه البلاد على المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والخدمية، وتفشي الفساد بشكل لم يسبق له مثيل هو أمر نثق تماماً أنه لا يرضي مراجع عليا، التي ترجو أن ترى هذا الوطن يحتل مكانته المستحقة كمركز مالي وعالمي.
باختصار...
نوابنا الأعزاء... «جابلو شغلكم.».. ولا بتصيرون نفس الحكومة اللي مشاريعها أغلبها عن طريق الديوان...
ساعتها بنقول سكروا المجلس والحكومة، وخل الديوان يباشر جميع المهام التنفيذية والتشريعية... وخل نخلص!

alkhadhari@gmail.com
Twitter: @dralkhadhari

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي