No Script

دراسة أجرتها مراقبة الخدمات النفسية والاجتماعية شملت 594 طالباً وطالبة في عموم المناطق التعليمية

«التربية»: الأسرة الكويتية مقصّرة في التنشئة الاجتماعية للأبناء

تصغير
تكبير
توصلت دراسة ميدانية أجرتها وزارة التربية، ممثلة في مراقبة الخدمات النفسية والاجتماعية، حول دور وسائط التربية في تنمية القدوة لدى الأبناء، إلى تحميل الأسرة الكويتية مسؤولية قصور دورها في الاتنشئة الاجتماعية للأبناء.

وتألفت الدراسة، التي شملت عينة من 594 طالبا وطالبة بالمرحلة الثانوية تم اختيارهم من عموم المناطق التعليمية، من استبانه شملت بعض الأجزاء الرئيسية وهي البيانات الأولية الخاصة بالمبحوثين والعبارات التي تستهدف التعرف على الآراء الشخصية لهم تجاه المحاور الثلاثة وهي الأسرة والمدرسة والإعلام ودورها في تعزيز القدوة لدى الأبناء.


ووفق الدراسة استخدم فريق البحث احد الاختبارات للتعرف على دلالة الفروق بين وسائط التربية المحددة بالدراسة «الأسرة والمدرسة والإعلام» حيث تبين أن الأسرة هي المصدر القوي والأساسي في تمثيل وصياغة صورة القدوة لدى الأبناء وهو ما أكدته نظرية التعلم الاجتماعي من أن أسلوب النمذجة من أهم أساليب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة وان النمذجة الأسرية هي الأكثر تأثيراً في تكوين شخصية الفرد، وهذا ما يلقى بالمسؤولية الاجتماعية على الأسرة في تنشئة أبنائها تنشئة صالحة منذ الطفولة وأنه رغم تعدد وسائط التربية في الوقت الحالي، إلا أن الأسرة ما زالت تمثل الدور الأساسي في عملية التنشئة التي تنعكس بدورها على القدوة. ويتفق ذلك مع ما توصلت إليه آراء عينة الدراسة تجاه أبرز النماذج التي يتخذها الأبناء كمثل أعلى للقدوة في حياتهم، حيث شكلت الأسرة أعلى اختيار فيما احتلت القدوة المدرسية والإعلامية مرتبة تالية في تأثيرها على اكتساب القدوة لدى الأبناء. وقد يرجع دور الأسرة كنموذج أساسي لدى الأبناء في اختيار القدوة الى تميز الأسرة الكويتية بكثير من الخصائص التي من أهمها التماسك والتجانس الاجتماعي والتعايش العائلي وتمسكها بالقيم الإسلامية والموروث العربي ورغم حصول مقياس القدوة الأسرية على متوسط 50.2 إلا أن هذه الدرجة وفق ما ذكرت الدراسة غير متوقعة إذ تشير الى قصور في أداء الأسرة لدورها.

وأثبتت الدراسة أن الإناث يتخذن من النماذج المدرسية متمثلة في المعلمات والإدارات المدرسية كنماذج للقدوة أكثر مما يتخذه الذكور. وهذه النسبة مقبولة الى حد كبير حيث أن الإناث أكثر ارتباطاً بمعلماتهن. ويرجع فريق البحث ذلك الى طبيعة الإناث التي تتسم بالالتزام في النواحي السلوكية عن الذكور. إضافة إلى انهن أكثر ارتباطاً بالمنزل مما يجعل لهن الفرصة الأكبر للاطلاع على البرامج الإعلامية بخصائصها المميزة التي تحدث تأثيراً عليهن، على عكس اختيار الطلاب الذكور في النماذج الإعلامية إذ جاء اختيارهم للمطربين ولاعبي الكرة والمشاهير والفنانين.

وأوضحت الدراسة أن هناك تماثلا واضحا في رؤية كل من الذكور والإناث إزاء بعض النماذج التي تمثلت في المجال الأسري مشتملاً على الأب والأم والأخوة والأقارب، ومن هنا يتضح أن هناك ولاء كبيراً من جانب أفراد العينة ذكوراً وإناثا تجاه الأسرة. وفي المقابل يجب على الأسرة أن تحقق البيئة المستنيرة من نفسها لتكون قدوة تتشكل شخصيات الأبناء فيها على ضوئها الأمر الذي دفع فريق البحث إلى المناداة بضرورة تعزيز هذا النمط السلوكي للأبناء وتنميته بشكل مستمر.

واستعرضت ما تضمنه المجال الديني الذي كان فيه اختيار الذكور للشخصيات الدينية أكثر من الإناث مما يدل على تمسكهم بتقاليد وقيم المجتمع الإسلامي، من خلال محبة رسول الله وصحابته وأهل بيته. وهذا يتفق مع ما ذهب إليه بعض المفكرين المسلمين في تفضيل اتخاذ الشخصيات الدينية قدوة لدى الأبناء.

وبينت أنه وفق عينة اختيار الأبناء للمعلمين كقدوة لهم في حياتهم اتضح أن الإناث أكثر اختياراً لمعلماتهن من الذكور، وعلى الرغم من ذلك إلا نسبة هذا الاختيار وفق ما أشارت إليه الدراسة تعتبر متدنية للغاية مقارنة بأهمية المعلم المتميز في الحياة الاجتماعية والدينية بشكل عام موضحة أن الانطباعات التي يحملها كثير من الآباء والأمهات عن المعلمين والمعلمات يتقمصها الأبناء بخيرها وشرها وكثير من الأبناء لا ينظر نظرة ايجابية للمعلمين حتى وإن كانوا من خيرة المعلمين بسبب الاعتماد الكلي على البيت، مشددة على ضرورة أن يعمل الآباء والأمهات لرفع مستوى فاعلية العلاقة بين المدرسة والمنزل بالتعاون مع المعلمين والمعلمات مستغربة في الوقت نفسه تقهقر القدوة في محيط القيادات الوطنية سواء بالنسبة للذكور أو الإناث، وخاصة ان هذه القيادات عملت من أجل الوطن في كافة الميادين العلمية والوطنية فضلاً عن مساهماتها وتضحياتها واستشهادها في الدفاع عن الوطن محملة أجهزة الدولة مسؤولية عدم منح هؤلاء القادة الوطنيين حقهم في الإعلام.

3 جهات مسؤولة الأسرة

? ضرورة التزام الآباء والأمهات بالسمات الشخصية الإيجابية التي تجعلهما قدوة للأبناء

? التركيز على التنشئة الاجتماعية السليمة منذ الطفولة

? عدم الاعتماد الكلي على الخدم في تربية الأبناء

? إبعاد الأبناء عن المشاكل الأسرية

? التركيز على الجانب الديني من قبل الأسرة ومحاولة اصطحاب الأبناء إلى المسجد والملتقيات الدينية

? الاعتدال في معاملة الأبناء وإبعادهم عن التطرف القبلي والطائفي

المدرسة

? تبني الأساليب الديموقراطية في التعامل مع الطلبة

? التركيز على أن يكون المعلم حسن المظهر والشخصية

? التعامل التربوي مع الطلاب والاستماع إلى مشكلاتهم

? استثمار المدرسة كمركز إشعاع للمجتمع والإكثار من الأندية المسائية

? تفعيل دور الأنشطة المدرسية عبر البرامج الهادفة

? قيام المدرسة بدورها التربوي وعدم الاعتماد على الجانب التعليمي فقط

الإعلام

? التركيز على البرامج الإعلامية الهادفة في اختيار القدوة

? البعد عن البرامج التي تساعد على انحراف السلوك

? استخدام البرامج الحوارية الخاصة لعملية تدعيم القدوة لدى الأبناء

? اختيار الشخصيات الإعلامية التي لها تأثير إيجابي في عملية التربية لدى الأبناء

مخرجات الدراسة:

• رغم تعدد وسائط التربية لايزال للأسرة الدور الأساسي في التنشئة التي تنعكس بدورها على القدوة

•القدوة الأسرية لم تتجاوز 50 في المئة بين الأبناء ما يشير

إلى قصور في أداء الأسرة لدورها

• قدوة الإناث معلمات ومديرات مدارس...

والذكور مطربون والمشاهير من لاعبي الكرة والفنانين

• الشخصيات الدينية مفضّلة عند الذكور أكثر من الإناث

ما يعزّز الجانب الإسلامي لدى الأبناء
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي