No Script

في الصميم

إلّا رواتب الموظفين ... والعجز مسؤولية الحكومة (2)

تصغير
تكبير

إن حديث وزيرة المالية عن إعادة النظر في الرواتب - الذي أثار زوبعة أخيراً - لا بد وأن يستوقفنا، إذ كيف اتخذت وزيرة المالية هذا التوجه - أو أياً كانت التسمية - في الوقت نفسه الذي تجاهلت حالات الفساد والسرقات التي حدثت في الدولة، ومنها 9 مليارات دولار عمولات اليوروفايتر، و2.4 مليار دينار اختلاسات المال العام، وأخطاء قرار الداو بقيمة 2.2 مليار، ومليار دولار صندوق الموانئ الروسية، ومبلغ الـ+3800 مليون دولار سرقات التأمينات الاجتماعية وبطلها الرجعان، وصندوق الجيش، وملايين الضيافة الداخلية... تلك السرقات هي العجز الحقيقي للدولة والحكومة.
وغيرها الكثير من حالات التعدي على المال العام والسرقات والفساد، والتي يتعين أن يُطلق عليها الجريمة التي لا تغتفر لمرتكبيها!
وفي تقديري بأن الشارع الكويتي لم يع جيداً ما صرحت به معالي الوزيرة الفاضلة، إذ لو حصل هذا في أماكن أخرى من العالم لخرجت المظاهرات والاعتراضات بشكل أكبر مما كانت عليه في الكويت، فهذا الكلام يرقى إلى مستويات الخطر على المواطن، الذي لا يملك إلاّ هذا الراتب وليس لديه سواه، فليس جميع المواطنين ميسوري الحال كما يتصور البعض!
إن ما حصل من قبل الوزيرة يتطلب المحاسبة، على الرغم من تغيير كلامها، بعدما رأت - لنقل - عيّنة من الاعتراضات التي صدرت من هنا وهناك، فما صرحت به الوزيرة حين الحديث عن عجز الميزانية والمساس برواتب الموظفين غير مقبول بتاتاً!
فقد كان الأجدر بالوزيرة أن تتحدث عن تعويض عجز الميزانية، من خلال الكثير من الأمور مثل استرجاع أموال التأمينات المنهوبة، والوقوف على كثير من أوجه الهدر في الدولة والرسوم الضائعة من الدولة، فهل استسهلت الوزيرة جيوب المواطنين، فكانت أقرب لتعويض فشلها وعجزها في ملاحقة الفاسدين أو على الأقل الإشارة إليهم وتقديم النصح والمشورة للدولة في كيفية تحصيل حقوق الدولة المسلوبة في كثير من الأماكن!
فهل أصبح اليوم المواطن الكويتي هو الحلقة الأضعف في تنظيرات معالي الوزيرة لكي تصوب سهامها من دون أدنى تحليل لهذا التوجه، ففي الحقيقة شأني شأن الكثير من المواطنين الذين حتى الساعة لم يستوعبوا توجه الوزيرة التي صرحت به، ومن ناحية أخرى نقول إن المليارات المنهوبة جراء الفساد في مجموعة من مفاصل الدولة هي الأجدى بأن يتم التحقيق فيها بشكل نزيه وشفاف، بعيداً عن أي صخب واستعراض يمكن أن يحصل على حساب المواطن الموظف، الذي أول من وجّهت الوزيرة عينها عليه... يا وزراء الدولة رفقاً بالمواطن دائماً وأبداً.


Dr.essa.amiri@hotmail.com
Dr Essa Al Amiri

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي