No Script

المئات يعيشون حيرة كبيرة لعدم تمكنهم من الالتحاق بالتعليم العالي في الكويت أو العودة لبلادهم

طلبة عرب بعد الثانوية... «يا فرحة ما تمت»!

تصغير
تكبير
  • فيصل الجودة:  لديّ ابنتان تقلّ فرص دراستهما الجامعية بسبب حرب اليمن وغلاء الرسوم في الكويت 
  • محمد المغربي:  أنا جليس البيت  بعد تخرجي في 2017 لأن العودة إلى سورية أو الدراسة هنا... مستحيلتان 
  • عكرمة حسن:  ابنتي معدلها  97 في المئة وتريد دراسة الطب ونأمل من السفارة السودانية مساعدتنا

أسماء وسمية، شقيقتان يمنيتان تتشاركان المصير ذاته... فبعد أن أحزنت الحرب اليمن السعيد، جاءت عائلتهما إلى الكويت في العام 2011 بحثاً عن الاستقرار والسلام، إلا أن تبعات الحرب ظلت تلاحق العائلة وأبناءها، حتى وصل الحال حرمان الشقيقتين من الدراسة الجامعية.
فبعد أن تخرجت أسماء العام الماضي من الثانوية العامة في الكويت، بمعدل77 في المئة، لحقت بها أختها سمية هذا العام بمعدل 82 في المئة، لكن فرحة التخرج ظلت ناقصة عند الأختين، فلم تجد أسماء فرصة على مقاعد الدراسة الجامعية في الكويت بعد أن طرقت كل الأبواب، ولا تستطيع العودة للدراسة في اليمن تحت لهيب الحرب المشتعلة، وهو الوضع الذي ينسحب على سمية، ومعهما مئات الخريجين من الوافدين العرب الذين تعاني بلادهم ويلات الحروب.
«الراي» فتحت ملف الوافدين العرب الذين تخرج أبناؤهم من الثانوية العامة في الكويت، وحرمتهم الحرب الدائرة في بلادهم من العودة إليها للدراسة، لتجد أن طلبة تخرجوا منذ 3 و4 أعوام ما زالوا يتلحفون غطاءهم في المنزل بلا دراسة أو عمل، ويشتكي أولياء أمورهم قلة الحيلة، وانعدام الفرص في الحكومة، وغلاء الأسعار في الجامعات الخاصة.


فيصل الجودة، والد سمية وأسماء من اليمن، تحدث بحرقة عن مشاهدته لابنتيه وهما جليستا المنزل الآن، ويخاف أن تضيع عليهما الفرصة، ويقول «لم أجد لهما فرصة في جامعة الكويت ولا هيئة التطبيقي، ولا أستطيع تحمل كلفة الجامعات الخاصة، وفكرة السفر إلى اليمن مستحيلة، بسبب إغلاق المطارات وصعوبة السفر برا، الذي يستغرق بعد السفر إلى عُمان 40 ساعة حتى الوصول إلى صنعاء».
وأضاف الجودة أن «الصعوبات الأمنية هناك تزيد الطين بلة، ومما يفاقم الأمر كونهما مطالبتين بالدخول للكويت كل 6 أشهر، ومشقة السفر وكثرة نقاط التفتيش في أماكن النزاع والحرب، تحول دون ذلك» ،مبينا أن «فرصة دراستهما تتضاءل مع مرور الوقت، خاصة أسماء التي من الممكن أن تحرم من الدراسة إن لم تسجل هذا العام وتعتبر شهادتها قديمة ولا تقبل في الجامعة».
وبراتب لا يتعدى 480 ديناراً، أكد الجودة أن مستلزمات العيش كبيرة وثقيلة، ولا تسمح بدخولهما للجامعات الخاصة، مناشدا كل المسؤولين وعلى رأسهم سمو الأمير بالنظر في قضية الطلبة اليمنيين، الذين تمر بلادهم بمرحلة صعبة ولا يستطيعون رمي أبنائهم في أحضان الحرب من أجل الدراسة.
عبدالرحمن محمد صالح من اليمن، تخرج من الثانوية العامة بمعدل 99 في المئة، يقول والده «قدمنا لجامعة الكويت العام الماضي ولم يقبل، ولا أستطيع إرساله للخارج لأن أخاه يدرس بالخارج على نفقتنا، ولا يمكنني أيضا إرساله لليمن بسبب الظروف غير المستقرة والحرب الدائرة هناك»، متمنيا أن يجد لابنه فرصة تليق بمعدله وتفوقه هنا في الكويت.
من جهته، قال نجيب حزام، إن ابنه محمد تخرج هذا العام من القسم الأدبي بمعدل 72.9 في المئة، وهم بصدد التقديم له في التطبيقي، مبينا أن «الظروف صعبة للغاية، أنا إمام مسجد وأسرتي تتكون من 7 أفراد، بالإضافة لوالدتي وإخوتي في اليمن، والذي لا يخفى وضعه على أحد» ،مشيرا إلى أن دخله الشهري لا يتجاوز 490 دينارا، وتصل أقساطه لـ243 دينارا، ناهيك عن مصاريف العيش، وعليه يأمل أن يلاقي ولده فرصة للدراسة في التطبيقي وإلا لن يستطيع إكمال تعليمه الجامعي.
ولا يختلف قلق الطالب سلمان الهتاري من اليمن عن بقية زملائه، فهو الآخر تخرج هذا العام من القسم العلمي بمعدل 90 في المئة، ويخاف ألا يجد فرصته، ويشرح معاناته قائلا «لا أستطيع السفر إلى اليمن للدراسة بسبب ضعف الدولة بل عدم وجودها في صنعاء، ومنذ 6 سنوات لم نسافر أنا وعائلتي إلى اليمن بسبب الحرب».
وتمنى الهتاري أن يدرس الهندسة أو الطب، لكن فرص القبول صعبة جدا في الكويت بحسب تجربته، مبينا أنه «من الصعب أن يتحمل والدي كلفة تعليمي فلدي إخوة سيتخرجون بعدي، وهو يعمل إمام مسجد في الجهراء والظروف المادية محدودة»، متمنيا أن تنتشله منحة خارجية أو داخلية من الحيرة التي يعيشها.
من اليمن إلى سورية لا يختلف الوضع كثيرا، محمد فوزي المغربي من سورية، تخرج العام 2017 بمعدل تراكمي 80 في المئة، لم يجد فرصته آنذاك في التطبيقي، ولم يستطع تحمل تكاليف الخاص ومازال حتى اليوم جليس المنزل بلا دراسة ولا عمل، فقانون العمل لا يسمح له بالعمل في هذه السن، والعودة لسورية مستحيلة.
يقول المغربي «والدي عاد لسورية لأنه لم يجد عملا هنا، ويأتي كل 6 أشهر لتجديد الإقامة فقط، أنا أعيش وحدي، بلا عمل ولا دراسة، مع العلم أني أعاني من الفشل الكلوي، ولا يعلم بحالي إلا الله»، متمنيا أن يجد فرصة للدراسة وألا يكون الوقت قد فاته.
أما نور محجوب، فقد تخرجت هذا العام من القسم العلمي بمعدل 80 في المئة، تتمنى دراسة التمريض في التطبيقي، لكنها تقول «الموقع لا يظهر لي أي نتائج عند تسجيل رقم الجلوس ولم يتجاوب معنا أحد حول هذه المشكلة، وعودتي للدراسة في سورية غير ممكنة أبدا، ومازالت انتظر دون أي نتائج واضحة في الأفق».
ومن السودان الذي يمر بمرحلة مفصلية وحالة من عدم الاستقرار، يتحدث عكرمة حسن عن ابنته سمية والحاصلة على معدل 97 في المئة وتريد دخول كلية الطب البشري «جئنا للسفارة السودانية في الكويت للحصول على كتاب لعل وعسى أن يكون لها النصيب للدراسة في جامعة الكويت».
وبين أن «عودة الفتاة للسودان صعبة، جاءت إلى الكويت طفلة وتأقلمت على العيش هنا، والظروف في السودان الآن غير مستقرة، لكن إرادة الله أقوى من كل شيء».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي