No Script

حوار / أصدرت عشرة دواوين ويشبهونها بـأحمد فؤاد نجم

إيمان بكري لـ «الراي»: الجوائز المادية لا تضيف للمبدع والشعر إذا افتقد المضمون جاء عبثيا

u0625u064au0645u0627u0646 u0628u0643u0631u064ar
إيمان بكري
تصغير
تكبير
|القاهرة - من خليل السيد|
هي شاعرة متمردة، تنتمي إلى فصيلة الشاعر المصري الكبير أحمد فؤاد نجم، بتصديها للأوضاع السياسية والاجتماعية من خلال الشعر، سواء بالفصحى أو العامية، أو الزجل أو الأغنية، أصدرت أكثر من 10 دواوين، مثل: العزف على أوتار القلب، المصحصحاتي، أعلنت العصيان عليك، ذاكرة الأنامل، وأخيرا «مافيش حاجة».
هي الشاعرة صاحبة الإلقاء القوي، والشعر اللافت إيمان بكري، التي بدأت حياتها مدرسة للغة العربية، ثم عملت مديرا عاما للنشر بالهيئة العامة للكتاب لمدة «4» أعوام، ثم استقالت من الهيئة بسبب أسرار كثيرة ومعلومات لم تعلن عنها من قبل، حرصت على طرحها - عبر حوارها مع «الراي» - وغيرها من أمور أخرى متعلقة بالشعر واللغة العربية، وشاعر المليون وجوائز الدولة المصرية، وحقيقة ما أثير عن ندوتها بمعرض الكويت الدولي 2006 من خلال الصحـــف الكويـــتية، وغيرها من الأسئلة، التي أجابت عنها إيمـــان بـــكري، فإلى نـــص الحوار:
• عرف عنك التـــفرد في القصيدة الرومانسية أو العاطفية، وعلاقتك بمفهوم الحداثة في القصيدة الشعرية، ليتك تحدثينا عن مفهومك لدور الشعر وقصيدته؟
- الشعر - كما قيل - هو ديوان العرب، والشعر أرقى الفنون التي تخاطب وجدان المتلقي، وتخاطب عقله، وتثير في داخله رومانسية جميلة، والتحام بينه وبين اللاشعور، وما بين آفاق جديدة وجزر جديدة لا يصل إليها إلا المبدع، ويدخل المتلقي في هذه العوالم الجديدة التي تتراءى للمبدع، من هذا المنطلق دائما كان شعري مرتبطا بالإنسان عموما، أتناول همومه، أحاول أن يكون في كلماتي نوع من التنبؤ بالمستقبل لإيقاظ وتحفيز الوعي على استعادة ذاكرته مرة أخرى، فدائما تترابط أشعاري بقضايا الوطن «إنسانية - سياسية» وبكل ما يجول داخل الإنسان البسيط، سيجد كل ما يبحث عنه في شعري، لذلك ارتبطت بالجمهور، والجمهور ارتبط بي، في كثير من الأحيان أشعر بأن الجمهور يشاركني كتابة القصيدة بهذا التوحد في الكلمة، وهو أسمى معاني التواصل الفكري، هذا في حد ذاته يحقق لي متعة جميلة جدا، أنا أجد متعتي في الإمساك بالورقة والقلم لكي أكتب ما أشعر به، وتكتمل سعادتي عندما يصل ما أشعر به إلى عقل ووجدان المتلقي.
أما الحداثة ، فكلنا له شطحات في الحداثة، والمبدع عموما كائن متمرد على القوالب، يريد دائما أن يقفز فوق الحواجز والأسوار، فلابد من التجديد، ولابد من إيجاد طريقة لكسر القوالب، وتحطيم المتعارف عليه، ولكنني لست مع الحداثة لدرجة التغريب، أنا مع الحداثة، لتحديث الصورة تحديثا يوصل المعنى للمتلقي في الإضافة للبحور الشعرية والتجديد فيها، أعتقد أن هذه هي الحداثة، وتوظف العصر بكل أدواته، تطويع الموضوعات الشعرية كموضوعات وأحداث مرتبطة بهذا الزمن، نبتعد عن الصور المركبة تركيبا معقدا، لأن هذا العصر يريد أن يستمتع به المتلقي في أسرع وقت، فهو ليس مطالبا بحل رموز قصيدة أو لغز، هو مثقل بكثير من الأعباء والآلام، المطلوب منا أن نحافظ على جمال الشعر، وفي الوقت نفسه يصل شعرنا إلى كل طبقات الشعب المصري والعربي.
• هل شهرتك عالميا وعربيا دفعتك للاهتمام بالمظهر، بعيدا عن الجوهر الشعري؟
- لابد أن يكون الشعر حاملا لمفهوم، ومضمون وهدف، وإلا كان عبثا وأنا بعيدة كل البعد عن العبثية، أما مسألة الشهرة، فهي لا تستقطبني ولم أفكر فيها يوما من الأيام، وإلا كنت بحثت عنها منذ زمان، فعندي دائما قناعة بأن المبدع سيصل إلى القارئ والمتلقي إذا استمرت تجربته الشعرية بنفس النضوج، بنفس التطوير، أنا أكتب بالفصحى، والعامية وأكتب الأغنية والزجل وأغاني الأطفال، وأكتب المقالات، ولعل إجادتي للغة العربية الفصحى، كانت الأساس التي جعلتني أجيد اللهجة العامية، وهي منحة من عند الله، ولكنني قررت أن أصل بمستوى قصيدة العامية إلى جماهيرية الفصحى، أبدا ودائما إذا كنت في يوم من الأيام أشك في أن أقدم قصيدة بلا مضمون أو هدف، فمن الأفضل أن أبتعد عن الشعر، وأكتب في أي مجال آخر، ولكن أي فن من الفنون لابد أن يحمل مضمونا، أن يتبنى قضية، أو ينتمي إلى قضية أو يحمل رسالة.
• كيف ترصدين لنا الأصوات الشعرية النسوية مصريا وعربيا؟
- هناك أصوات جيدة موجودة، أستمع إليها في كثير من المؤتمرات وكثير من البلدان العربية التي أذهب إليها، ولكنها ليست أصواتا خارقة، ولا تجعلك مندهشا، أصبح الشعر تكرارا واجترارا.
• بعد كل منجزاتك الشعرية التي بدأت منذ ما يزيد على «20» عاما، هل وصلت إلى ما تطمحين إليه؟
- لا طبعا، بالعكس، أشعر أنني لم أقدم شيئا، ولكن بداخلي طموحات كثيرة جدا ولكن تقف أمامي عوائق كثيرة منها الشخصي والعام، فأنا دائما لا أنشغل بأنني أخذت حقي، ويظل اهتمامي الأول والأخير أن أصل إلى المتلقي الذي أكتب الشعر من أجله، والاستمرارية من أجل استعادة جمهور الشعر، وإعادة ثقة الناس بهذا الفن الجميل الذي مات بأيدي مبدعيه!
• عن المحكي وشـــاعر الملـــيون، والعديد من العناوين الشعرية الإعلامية التي ظهـــرت في الفترة الأخيرة في منطـــقة الخـــليج العربي، كيف تقيـــمينها، خصوصاً وقد سبق لك حضور آخر الندوات الشعرية في الإسكندرية؟
- التجربة جميلة وجيدة، ولأول مرة تُعد برامج ثقافية على هذا المستوى وترصد لها ميزانيات ضخمة ويقف وراءها أناس يتحملون تبعية ما يقدمون، ويتحملون رسالة توصيل الثقافة للمواطن العربي واستعادة جمهور الشعر مرة أخرى من خلال نماذج جيدة جدا تقدم لنا شعر الفصحى والعامية، فأنا دائما أرى أن قوة الإرادة والتحدي والصمود، هي الأسلحة التي لابد للإنسان أن يلتف حولها من أجل الإجادة والابتكار وإبداع قصائد وأشعار جديدة، فلماذا لا يكون في الوطن العربي مليون شاعر على مستوى جيد، وأرجو أن تكون في جميع الفضائيات برامج ثقافية على هذا المستوى تستقطب المبدعين وغير المبدعين.
• هل يتعرض مشروعك الشـــعري للتعـــطيـــل من أي جـــهة؟
- لا شيء في الدنيا يعطل مشروعي الشعري، ولا أحد يستطيع تعطيل مشروعي الشعري سواء لي أو لأي مبدع، ففي السجون، كتب أحمد فؤاد نجم وفؤاد حداد وغيرهما، إذن لا يستطيع أحد، أن يمنع الكلمة من الوصول، أو الإبداع أن يتحرر ويتكلم.
• ما هو موقـــفك من جوائز الدولة المصرية، ومتى تمنح جائزة الدولة لشـــاعرة فصحى أو عامية؟
- الجوائز لا تضـــيف إلى الشاعر شيئا، وإن أضافت إليه ، فتكون هنـــاك فوضـــى، فيما يتعلق بالجوائز، ويشعر بها الكثير من الغموض والمجاملة والفوضى.
• ما أحدث إبداعاتك؟
- سيصدر خلال شهر يناير المقبل تجربة جديدة عبارة عن طرح «دي .في.دي» يحـــمل مجـــموعة من الأشعار المسجلة من الندوات بصوت وصورة لإيمان بـــكري عـــبر الشعر الجديد، شعر الإلـــقاء والمـــشاهدة والتفاعل الحقيقي بين الشاعر والمتلقي، كما عندي تجربة شـــعر بالفصحى، من خلال كتاب عنوانه «لحظات معلقة» أعبر من خلاله بكلمات بسيطة عن نفـــسي وترجـــمة ذاتية عن مشاعري وترجـــمة لعالم إيمان بكري الداخلي الإنساني.
• ما هي حقيقة الأزمة التي حصلت في معرض الكتاب بالكويت 2006 بسبب تخصيص ندوة كاملة لك؟
- لم تكن هناك أزمة، ولكن هناك من اعترض على تخصيص ندوة لي، واستكثروا ذلك عليَّ، ولكن سرعان مازالت دهشتهم، عندما لمسوا تفاعل الحضور.
• ما طبيعة تأثرك بالشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم، وهل ترين نفسك امتدادا له؟
- الشاعر أحمد فؤاد نجم، أستاذ وصديق ومعلم وأول شاعر عامية أشاد بأشعاري، وأنا سعيدة بمقارنتي بقامة كبيرة مثل أحمد فؤاد نجم، ولكن نؤمن بأن مصر التي أنجبت نجم وجاهين وحداد قادرة على إنجاب آخرين لا يقلون عنهم موهبة وإبداعا.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي