شعر / مقهى يساري
عادة وأمام الجميع
نلتقي كبقية
نقضم سجائرنا
وننم كأغبياء محترفين
نسقط تعليقاتنا على كل الأشياء
تغدو الحياة مستحيلة
ونطلب شايا بالنعناع أو قهوة تركية
ننتقد المرارة والجوع والتعب
وتهرم كل المثل الجميلة
تشيخ بعيوننا الأحلام
ننشد حزننا كتابوت
نسير سكارى ونحن حول طاولة المقهى
وهذا يمين متطرف
وبيد أخرى هناك لصوص كبار لا يتحدث عنهم
وذاك يساري متعفن يأكل من سب الزمان وأهله
وهنا ليبراليون قذرون يلتهمون جيفنا
وهناك ماركسيون وبهيميون وقبليون
ونحن المتحلقين حول الطاولة في هذا المقهى
مقهى «ستار بكس» ندعي بأننا في مقهى يساري
يحارب الإمبريالية والرأسمالية
ونلهث خلف سيارات الشفروليه الفخمة وهي تمر أمامنا
ونقول «متى نمتلك مثلها؟!»
ويصرخ طفل متخثر «أنقذوني!»
فنضحك كالمجانين... إنها سيارة فخمة في مقهى يساري
... ونهمس للمتخثر «مت يا طفل... كي لا تقضم سجائرك و...
***
صباحاتنا
كل يوم، كل صباح... ننهض
يمشطنا تعب الحياة بعيون ميتة في المرآة
وككل النهارات... نلف رؤوسنا بالعمائم
غير إن هذا النهار استثناء
لم يكن الطريق ذاته
لم تكن الشمس ذاتها
ولم تمشطنا الحياة كتعب
بهذا النهار... مشطت أنا الحياة
رفست الانزياحات
حاولت النهوض... التحرك
حاولت فتح فمي
... سأفرح هذا النهار... فهذا الموت
هذا السكون... هو الحياة.
***
في معنى اليأس؟
كتابات الآخرين الغربانية
السموم المريرة التي تهتك الاشلاء أيضا
كل هذه السلبية في الحياة
كل هذا الخوف
النكوص
نحو المدفن
كل هذا الظلام
لن يفقدنا الشمعة التي نؤمن بها.
*شاعر عماني