No Script

تحقيق / فنانات يرفضنه لأنه يحرمهن من التواصل مع الجمهور

«البلاي باك» ملاذ المغنين «الزائفين» هرباً من النشاز

تصغير
تكبير
| بيروت - من هيام بنوت |
غالباً ما يبدي الجمهور انزعاجه عندما يعرف أن الفنان يغني على المسرح بطريقة «البلاي باك». والأمر نفسه ينطبق على مشاهدي التلفزيون الذين يصادفون فنانين يغنون بالطريقة نفسها في اطار برامج تستضيفهم، وذلك رغم وجود فرقة موسيقية على المسرح. والمفارقة ان افراد هذه الفرقة يدعون العزف على آلاتهم الموسيقية فيما يكتفي المغني بتحريك شفتيه مع ايقاع الاغنية.
لا شك أن «البلاي باك» هي الطريقة الأسهل بالنسبة الى الفنانين الذين لا يتمتعون بمقومات الصوت الأصيل، وهؤلاء كثر جداً في وقتنا الحالي. وهؤلاء يتعمدون الامتناع عن الغناء المباشر حتى لا يكتشف جمهورهم حقيقة قدراتهم الصوتية المتواضعة ويصبحون مهددين بخسارته.

في غناء «البلاي باك» لا دور للصوت أبداً، وهذا الأمر يخدم الفنانين أصحاب الأشكال الجميلة والمعتدين على الغناء، لانه الطريقة الامثل لهم لاداء أغنياتهم بالشفاه فقط، متمتمين الكلمات من دون لفظها. اما اذا تجرأوا على الغناء الحي فلن يسمع منهم الناس سوى النشاز.
واذا كان «البلاي باك» وسيلة لانقاذ الفنان المصاب بالأنفلونزا أو بالتهاب في حباله الصوتية، فانه تحول الى موضة بين مغني هذا الجيل، الذي لا يتوانون عن القول انهم لا يملكون اصوات أم كلثوم وفيروز وأسمهان، داعين الناس والنقاد الى تقبلهم واعطائهم فرصة لاثبات موهبة غير موجودة عندهم اساسا.
الفنان محمد عبده يرفض مبدأ الفيديو كليب لأن لديه مشكلة مع «البلاي باك» ويفضل الغناء مباشرة. ومثله الفنانة أصالة التي ترى ان هذا الاسلوب ليس لها. فماذا عن بعض الفنانات اللبنانيات وعلاقتهن بـ «البلاي باك»؟
اليسا التي يؤخذ عليها غناء «البلاي باك» تقول هذا كان في الماضي ومع صدور عملي الغنائي الأول. حينها، كنت أتقاضى القليل من المال ما لم يكن يسمح لي بدفع تكاليف الفرقة الموسيقية واجراء التمارين معها. واذا كان احدهم يشك في صوتي وقدراتي اذكره بأني أتيت الى الغناء من برنامج «استوديو الفن».
وقالت: «البلاي باك يعتمده النجوم الكبار ولن ندخل حاليا في لعبة الأسماء. ولكل مغن أسبابه الخاصة كأن يكون مريضا على سبيل المثال».
اليسا اعترفت بتواضع امكاناتها الصوتية وبان احساسها العالي وحسن اختيارها للكلمات والألحان هما اللذان صنعا نجوميتها. وفي مهرجان قرطاج الاخير الذي حضره اكثر من 15 الف متفرج، قيل ان صوتها كان ضعيفاً جداً وأقرب الى النشاز وقد استنجدت في غالبية فقرات السهرة بتقنية «البلاي باك» في شكل سري.
مي حريري التي تعتبر انها نضجت فنياً منذ طرح ألبومها الأول، تشعر بثقة بنفسها أكثر من السابق بحيث لم تعد مجرد صاحبة قوام جميل، قالت «تلقيت دروساً اضافية وتمرنت أكثر على الأغنيات الطربية، ما سمح لي بالغناء على المسرح مباشرة، بعدما كنت أتكل في الماضي على طريقة «البلاي باك». والمعروف أن غالبية الفنانين الصاعدين يعتمدون طريقة الغناء غير المباشر على المسرح أو اثناء استضافتهم في برامج فنية، كما أن منتجي تلك البرامج يفضلون هذا الأمر لتوفير كلفة استقدام مايسترو وعازفين، ما ساعد في انتشار هذه الظاهرة».
نانسي عجرم اكدت أنها ترفض الغناء بطريقة «البلاي باك» معتبرة أن «من يغني بهذه الطريقة حر بفنه وأفضل الحديث عن نفسي وأعمالي فقط»، واضافت «لا أحب البلاي باك لأنني اريد التواصل والتفاعل مع الجمهور، وفي هذه الحال يمكنني التوقف عن الغناء أو اعادة مقطع او دعوة الجمهور الى الغناء معي».
دومينيك حوراني رفضت بدورها «البلاي باك» والسبب «أنني بشهادة الجميع أغني في شكل جيد، كما أنني لا أحفظ كلمات الأغاني ويمكنني أن أغني مقطعا من أغنية ثم مقطعا من أغنية اخرى لكنني بمساعدة الفرقة الموسيقية أستطيع تجاوز هذا الخطأ».
نيكول سابا قالت «أدرك امكاناتي الصوتية جيداً، واستطيع أن أغني «لايف» وليس «بلاي باك» ويمكنني تقديم أغنيات تحتاج الى حركة، وهو لون ليس سهلاً على جميع المطربات».
هيفاء وهبي اكدت أيضاً أنها تفضل الغناء الحي على الغناء في الاستوديو أو بطريقة «البلاي باك» لأنها تكون على سجيتها أكثر وتشعر بالموسيقى في شكل أكبر وتلمس تفاعل الناس. واكدت ان «المطرب صاحب الموهبة الحقيقية يرفض الغناء بهذا الأسلوب».
اما الفنانة مروى فسخرت من المغنيات اللواتي يتظاهرن بالغناء على المسرح بينما يكتفين بتحريك شفاه، وقالت «لا بد من أن يثق الفنان بنفسه ويكون فناناً من داخله، لكننا نرى اليوم مغنيات يحضرن فرقاً ليثبتن فقط للناس أنهن يغنين، في حين انهن يضحكن على الجمهور». واضافت «من يلجأ الى البلاي باك لا يعتبر فناناً ويكون قد دخل الساحة الغنائية ليعرض نفسه».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي