No Script

محمود أنور: قلبي مثل فندق به غرف كثيرة لعلاقاتي النسائية الواسعة

تصغير
تكبير
| حوار وتصوير - علي الشمري |

سنوات الغياب الطويلة، كانت كفيلة بفقدان أخباره عن الجمهور. الفنان الذي سطع نجمه في عقد الثمانينات. وحقق شهرة واسعة تعدت المحيط المحلي وعبرت الى ارجاء الخليج العربي. صوته يبعث شعور بأن الغناء ما زال بخير، فهو يتمتع بجرسية الصوت وحلاوة النغم. ما يميزه هو الاهتمام في اختيار اللحن والكلمات ولا يهمه الكم بقدر اهتمامه في النوعية الغنائية الراقية. وربما كان هذا سبباً في تقلص شهرته، فبالرغم من موهبته العالية الا انه غير واسع الانتشار حالياً.

المطرب العراقي محمود أنور الذي التقته «الراي» وتحدث عن همومه الفنية والوجدانية وهذه تفاصيل اللقاء:



• ما اسباب الغياب ؟

- حالة الغياب ليست جديدة عليّ فأنا معروف بين اصدقائي وخصوصا ممن يعملون في المجال الفني، بأني (أغيب وأظهر) والسبب في ذلك هو طبيعتي المتأنية في اختيار اعمالي الفنية، فأنا من النوع الحذر جداً قبل الاقدام على اختيار وتنفيذ أعمالي الغنائية والسبب الثاني هو البؤس الموجود حالياً في الساحة الغنائية العراقية، فما يطرح حالياً لا ينتمي الى التأريخ العريق للاغنية العراقية ومكانتها المميزة. وللأسف الشديد ان معظم ما نسمعه اليوم أقل ما يقال عنه بأنه إسفاف وعطاء فني هابط، لذلك صارت عملية اختياري للأغاني دقيقة وبطيئة.

• قد ينساك الجمهور بسبب طول الغياب ؟

- لا أبدا.ً.. فالجمهور لا ينسى الفنان الذي يحبه حتى لو طالت غيبته.

• هل تعتقد أن أبناء جيلك من الفنانين قادرون على الصمود أمام الكم الهائل من الفنانين الجدد؟

- فنانو جيلي عبروا مراحل متعددة ومشاويرهم الفنية أشبه بعملية التقطير، فهم اصحاب تجارب تؤهلهم للاستمرار والتواصل ونجوميتهم لم تأت بشكل مجاني وهذا يجعل قدرتهم على تطوير ذواتهم عالية. أما المطربون الجدد فمعظمهم لا يمتلكون عناصر الاستمرار والتطور، لأنهم لا يمتلكون الثقافة التي تعينهم على ذلك.

• كيف تصف الاغنية العراقية الحالية ؟

- الفن العراقي بشكل عام هو بحالة غير مستقرة والاغنية تحديداً تعاني من التشوهات لعدم وجود الرقابة الفنية وتفشي ظاهرة الانتاج التجاري الذي يعتمد بشكل اساسي على بعض «الغجريات» التي يتم اظهارهن بشكل خليع والمشكلة ان بعض العرب يعتقدون انهن عراقيات وان ما يقدمونه هو لوننا العراقي الوحيد، مع انّهن راقصات أعراس ولكني اؤكد بأن هذه الاغاني مصيرها النسيان ولا يبقى سوى الفن الناضج المحافظ على أصالة الاغنية العراقية.

• هل صحيح ان الفنان كاظم الساهر قدم لك لحنا وانت رفضته؟

- ليس الامر على هذا النحو تماماً، فالذي حصل هو اننا التقينا ذات مرّة وكان كاظم في عز نجوميته وبعد ان تبادلنا السلام بادرني هو وقال نريد عملاً يجمعنا، فاكتفيت انا بابتسامة ذات معنى، حينها سألني عن سبب الابتسامة وقلت له انك الآن نجم كبير ومطرب مشهور ولك وضعك المتميز فاذا كان عندك لحن لماذا لا تغنيه أنت وتضعه مع اعمالك ؟ لو كنت أنا بمكانك لقمت بغنائه لنفسي، بعد هذا اللقاء لم تصدف فرصة للقائنا مرّة ثانية.

• يتردد بأن خلافا كبيراً وقع بينكما، هل هذا صحيح ؟

- ليس هناك خلاف شخصي، ربما اختلاف في وجهات النظر فقط، علاقتنا طيبة ولكننا بعيدين عن بعضنا.

• من يعجبك من الأصوات العراقية الشابة ؟

- يعجبني ماجد المهندس ومحمد عبد الجبار وقاسم السلطان وحاتم العراقي ولكن السؤال هو، هل ستستمر هذه الأصوات ؟ أتمنى ذلك.

• هل هناك مطرب قريب في غنائه لمحمود أنور ؟

- لابدّ أن يكون لكل فنان مساره الخاص به لكي يمتلك هويته الغنائية الخاصة ولا ينبغي أن يتخذ مسار غيره.

• هل كثرة الفنانين تصب في مصلحة الفن ؟

- اذا كان الكم منسجماً مع النوع، بهذه الحالة يكون لصالح الفن، أما اذا كان عنصر الجوده مفقود، فالكثرة لا تعني سوى التأثير السلبي على الفن عموماً.

• هل تعتـــقد ان الغـــناء الشـــعبي فقد مكانته في ظل الموجة الغنائية الجديدة ؟

- الغناء الشعبي هو نوع من أنواع الفنون وبالتأكيد له سحره الخاص وهو يعبر عن الهموم الحياتية والوجدانية بلغة يفهمها المجتمع ويتفاعل معها ولكن للأسف هناك من يطرحه بطريقة مختلفة عن صورته الحقيقية.

• هناك من يقول ان موهبة محمود أنور انطلقت من الكويت وهناك من يقول من العراق، فماذا تقول أنت ؟

- بدايتي من العراق، لأني غنيت في عام 1983 ومن ثم دخلت للكويت في عام 1985 أي بعد أن حققت شهرة في العراق. وخلال وجودي في الكويت بدأت بتقديم اغنياتي بالتعاون مع شركات انتاج كويتية، مما حقق لي شهرة على المستوى الخليجي وحتى في ظل الظروف المتشنجة بين البلدين بسبب العوامل السياسية في التسعينات، كان تعامل الشركة معي ممتاز جداً، فقد انتجوا لي البومين بين عامي 2000 - 2001 ولكنهما نزلا باسم مستعار لشركة انتاج بحرينية.

• وهل ما زالت لديك علاقات في الكويت ؟

- طبعاً بكل تأكيد لدي علاقات حميمية جداً مع اصدقاء كويتيين ونحن على اتصال دائم ونتفقد أخبار بعضنا.

• لو عرض عليك المشاركة في مهرجان بالكويت هل ستوافق ؟

- نعم ساوافق حتماً، فالجمهور الكويتي له معزة خاصة في قلبي.

• من هو صاحب الفضل في اكتشاف محمود أنور ؟

- كان الفن بداخلي منذ الطفولة ثم أكملت دراستي الموسيقية في معهد الموسيقى وكان الاستاذ فاروق هلال يشرف على فرقة غنائية داخل المعهد حيث تم انضمامي لها وكان معي المطرب أحمد نعمة، من خلال دراستي في المعهد وتجربتي مع تلك الفرقة تطورت قدراتي الغنائية وبعدها أنتجت أول اغنية على حسابي الخاص وهي اغنية «لو تحب لو ما تحب» فليس هناك شخص محدد اكتشفني، بل هناك عدة عوامل اجتمعت خلقت مني مطرباً.

• من هو مطرب العراق الأول حسب قناعتك؟

- لا أستطيع أن احدد مطرب معين، فالساحة العراقية مليئة بعمالقة الغناء مثل ياس خضر وحسين نعمة وسعدون جابر، أما من ناحية الشهرة فهي لا تعني الأولوية على هرم الغناء العراقي، على سبيل المثال كاظم الساهر حقق شهرة عربية واسعة ولكن هل لونه الغنائي هو لون عراقي؟ لا طبعاً فهو يمتلك لونا عربياً فلا يمكن أن نقول عليه انه مطرب العراق الأول.

• هل حقق محمود أنور كل طموحاته ؟

- لا... من الصعب أن أقول بأني حققت كل طموحاتي، فهناك جزءً كبيراً من أحلامي لم يتحقق بعد، ولقد تعرضت لظلم الاعلام بشكل كبير، اذ انه لم يمنحني حقي الذي تستحقه موهبتي وحتى الشركات المنتجة لأعمالي لم تراع الناحية الاعلامية، كذلك الفضائيات التي بعثت لها اعمالي لم تهتم بها ولم تعرضها على شاشاتها.

• يتردد بأن اغنية «ضيعتني» كانت تحاكي قصة حب حقيقية مع فتاة كويتية، ماذا تقول ؟

- هذه الاغنية سمعتها ملحنة وجاهزة قدمها لي الملحن «نامق أديب» حين كنت في الكويت فقمت بتسجيلها في استديو «دندون» وبعد ذهابي الى العراق، قمت بتصويرها. ليس هناك قصة حب محددة ترتبط بهذه الاغنية، رغم ان حياة الفنان لا تخلو من العلاقات والتجارب العاطفية.

• كم تجربة غرامية مرّ بها محمود أنور؟

- لا استطيع عدّها.. قلبي مثل الفندق وبه غرف كثيرة وعليّ أن اشغل جميع تلك الغرف. قناعتي هي أن الرجل للمرأة والمرأة للرجل ومن يقول انه يكتفي بامرأة واحدة فهو كاذب، فالمرأة هي ديمومة الرجل وكذلك العكس وأنا من النوع العاطفي وعلاقاتي الغرامية واسعة وقد مررت بتجارب حب عديدة، خلقت الكثير من الابداع في داخلي ولكن مهما تعددت علاقاتي فاسرتي هي مأواي الأخير.

سأذكر لك موقفاً حصل لي في بلد عربي وهذا الموقف لم اذكره من قبل، ذات مرّة حصلت على عقد عمل أنا وفرقتي لاقامة حفلات في ذلك البلد وشاءت الظروف وتعرقلت الحفلات بسبب رفض سلطات ذلك البلد لمنحنا التصاريح. وبقينا لمدة 28 يوماً مقيمين في فندق فخم وقد تهرّب المتعهد من دفع فاتورة الفندق والتي اصبحت مكلفة جدا. ولم نكن حينها نملك المبلغ الكافي لتسديد الفاتورة وأصبحنا في موقف محرج للغاية. وحين عرفت احدى المعجبات وكانت فتاة لطيفة جدا فأحضرت كل ما تمتلكه من ذهب وعرضت عليّ أن آخذه وابيعه لتسديد فاتورة الفندق، ولكني في تلك الأثناء كنت قد اتصلت ببعض الأصدقاء وكانت الازمة قد انتهت فشكرتها على موقفها النبيل، فاحتفظت هي بذهبها، الا أن الموقف قد علق بذاكرتي ولا يمكن ان أنساه.

• بما انك عائد الى الغناء بعد غياب، ما هو جديدك ؟

- لدي البوم جديد أقوم بتحضيره الآن وقد حرصت من خلال هذا الالبوم على التنويع في اختيار الايقاعات التي تتواكب مع روح العصر ولديّ احساساً كبيراً بأنه سينجح وسأطرحه في الاسواق حال الانتهاء منه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي