No Script

مقابلة خاصة / عدنان خاشقجي يكسر سنوات من الصمت: كل الناس وقفوا معي في محنتي ماعدا واحد

تصغير
تكبير
| كتب أحمد سماق ورضا السناري |

لعقدين من الزمن كان رجل الاعمال السعودي عدنان خاشقجي مالىء الدنيا وشاغل الناس. يتقدم في اي صفقة سياسية او تجارية كمحارب لا ينظر خلفه... واحيانا كثيرة كقائد لا وجود لكلمة هزيمة في قاموسه حتى لو خرج من اي معركة مثخنا بالجراح من كل الجهات بما فيها جهة ذوي القربى من شركاء عملوا معه او من اشخاص وضع ثقته بهم.

لم تكن الجرأة عنوانا كما كانت له استهابته المشاريع والصفقات قبل ان يستهيبه اصحابها. ارادة الاستمرار عنده غير قابلة للتقييم في اي سوق للاسهم، فاسهمه سمعته وغالبا ما كان اسمه اقوى من توقيعه. يعقد الاتفاق التجاري باتصال هاتفي، ويبني مجمعا سكنيا بنزهة في يخته «نبيلة»، ويبرم اكبر صفقة سلاح بقلب جامد بعد اشعال سيجاره الفاخر.

لم يره احد متجهما اذا خسر وحورب وسجن، ولا منفعلا اذا ربح وانتصر وتحرر. الابتسامة هي هي، والهدوء هو هو، واللطف جواز مروره الى جميع محاوريه.

واذا كانت نجوميته استندت بالدرجة الاولى على البيزنس فليس بالبيزنس وحده تحيا النجومية. صارت صور الخاشقجي اغلفة المجلات الاجتماعية الدولية، بعضها يفرد صفحات مشوقة ومثيرة عن حياته الخاصة وممتلكاته ونشاطاته، وبعضها يفرد اشاعات و «صواريخ» واتهامات موجهة الى شخصه لكن هدفها نشاطه التجاري. اما هو فبدا ان لا وقت لديه لا للرد على الاتهامات ولا للانتشاء بالصفقات، كارها الوقوف الطويل الممل في اي محطة، وخائفا من ان يتجاوزه أي قطار منطلق الى... أي وجهة.

تغيرت حركة الاقتصاد والتجارة في العالم. انهارت اسواق ومشاريع وانتصبت اخرى. كانت مواكبة التغييرات اصعب من ان يقودها شخص بمفرده ولو كان اسمه عدنان الخاشقجي خصوصا ان منافسيه في الميدان تكتلوا جماعات مدعومة من انظمة معروفة. وصلت ليلة السكاكين الطويلة ذروتها مع ادخاله السجن في الولايات المتحدة بعدما كانت سهام «الاعداء» تتقدم مع تقدم اسهمه في فتح اسواق جديدة. نسي الاعلام انجازاته التجارية وفتح دفاتر السلاح والوساطات السياسية من الفيليبين الى اميركا مرورا بايران والسودان وليبيا. هدأت مراكب الرجل في موانىء المراجعة الدقيقة للتجربة. ارخى شراعه لمرور العاصفة، ثم اختار طرق ابحار جديدة بالهمة نفسها التي بدأ بها قبل اربعة عقود وبالارادة نفسها... انما ببوصلة مختلفة رسمت مساراتها تجربة صاخبة بحلوها ومرها ليس يسيرا ان تتكرر مع آخرين.

مواجها شاطىء البحر في الكويت المعجب بحركتها التجارية والخائف على حراكها التنموي من ديموقراطيتها، استطاعت «الراي» اختراق حاجز الصمت الطويل الذي تدثر به عدنان الخاشقجي. تحدث كأنه يعرفك منذ ايام المدرسة، ومازحك كصديق طفولة، وكأن البشاشة سلاحه الدائم ضد غدرات الزمان.

لكن الحوار مع خاشقجي ليس كالحوار مع سواه، فهو يزن كل كلمة بميزان الذهب قبل ان ينطق بها، تاركا لك ان تفهم من صمته ما لم تسنتجه من نطقه. حوار مليء بالرموز غني بالمضامين استدرجه الى الاعلان عن توثيق تجربته في كتاب يتضمن «حكايات وحكايات»... وهي حكايات قد لا يدركها الصباح.

في ما يلي نص الحوار مع الخاشقجي:


•   في الوقت الذي كنتم فيه من أكثر الشخصيات الاقتصادية اثارة في العالم العربي كنتم ايضا اكثرها اثارة في صمتها لسنوات طويلة، والآن العودة مجددا للنشاط الاقتصادي... لماذا هذا الصمت طيلة كل هذه الفترة؟

- مررنا في مشاكل كثيرة، واعتقد أن هذه المشاكل شكلت لنا فرصة لنهدأ بعض الشيء ونركز على امورنا واعمالنا.

•   بعد هذا الغياب الطويل كيف ترى الوضع الاقتصادي في المنطقة العربية وطبيعة الفرص المطروحة حاليا؟

- الوضع الحالي يختلف عن الوضع الذي كنا نعيشه منذ 20 سنة (...) الشركات العربية، وعلى رأسها السعودية والكويتية والامارتية... وغيرها، انضمت اليها شخصيات مهمة من رجالات الاعمال، والذين سعوا إلى التطوير في مؤسساتهم، ليس للاستثمار فحسب، بيد انه للعمل في الاسواق بمنهجية، وعلى سبيل المثال الذي نفتخر به في هذا الخصوص مجموعة الخرافي وكادرها الفني ومهندسيها وامكاناتها الكبرى وادارتها التي تستطيع ان تدخل اي سوق وتستطيع ان تنافس الشركات الاجنبية الكبرى حتى في اسواقها، ومن تجليات قدرة هذه المجموعة وغيرها المشاريع التي نشاهدها في مصر وغيرها من الدول العربية.

•   وماذا عن الاسواق الخليجية تحديدا؟

- هناك شيء يحدث في منطقة الخليج، وهي في مرحلة غليان (...) و هذا الغليان سيعود بالخير إن شاء الله.

•  وكيف تخططون للاستفادة من هذا الغليان في الدول الخليجية؟

- يمكن القول أننا بدأنا ننشط «شوية شوية»، ونستفيد من علاقاتنا السابقة في افريقيا والشرق الاقصى، وان شاء الله نحصد خيرا من هذا التوجه مع كل من يعمل معنا، وفي الحقيقة هناك تجاوب سريع من بعض المجاميع وعلى رأسها شركة الابراج القابضة.


التعاون مع «الأبراج»

•   من خلال تجربتكم مع شركة «الابراج القابضة» في توقيع اتفاقية الفيليبين ذات المليارات العشر كيف تقيمون هذه التجربة؟

- من افضل مايكون... فالتجاوب كان سريعا، وان شاء الله يكون التنفيذ بنفس السرعة، خصوصا وأن ذلك يعطى سمعة خاصة للشركات الخليجية العاملة التي تملك الامكانات للاستثمار، مثل «الابراج»، وبالطبع لا اقصد في هذا الخصوص «الفلوس» فقط، فالسيولة موجودة، لكن الاهم من السيولة القدرة على التنفيذ، واعتقد ان الفرص امام «الابراج القابضة» ستكون مزدهرة في المستقبل.

•   من الملاحظ تفاؤلكم بمستقبل الشركة وهذا يدفعنا للسؤال عن المشاريع الجديدة المرتقب ابرامها مع «الابراج القابضة» من خلالكم، وهل هناك تقديرات معينة لحجم اتفاقية الفيليبين؟

- بالطبع، فهناك مشاريع عدة نتحدث عنها في الوقت الحالي، ويمكن الكشف عنها بالتفصيل عندما تصل إلى التنفيذ.

•   وهل من هذه المشاريع التي تتفاوضون عليها ما بات على نار حامية؟

- يمكن القول أن هناك مشروعا مهما في المملكة العربية السعودية يتم التجهيز له والتفاوض عليه على نار هادئة، ومن المرتقب ان يزور فريق من «الابراج» المملكة للاطلاع عليه.

•   وماذا عن القيمة هل هي بالمليارات مثل قيمة اتفاقية الفيليبين؟

- ستكون اكثر «شوية»... فالمليارات باتت ارقام قديمة (يضحك).


مزيد من النمو

•   من اهم علامات «الغليان» التي تحدثتم عنه في اسواق منطقة الخليج طفرة أسواق الاسهم، هل يمكن القول انها وصلت الى مستويات قياسية؟

- مازال الوقت مبكرا كثيرا على المستويات القياسية المرتقبة، واعتقد ان ما تشهده الاسواق الخليجية من نمو في مؤشراتها شيء بسيط لما هو متوقع ان يحدث في المستقبل، واستدل في هذا الخصوص عندما كنت ادرس في الولايات المتحدة الاميركية، كان مؤشر بورصة نيويورك وقتها عند 500 نقطة، الان وبعد المتغيرات التي حدثت لسوقهم تجاوز الـ12 الفا، ولذلك ليس من المفترض ان نقيس اسواقنا بالنظرة الآنية، او ننظر على مؤشراتها الحالية على اساس أنها مرتفعة، فاسواقنا متجهة إلى مزيد من النمو، وليس من المستبعد بعد مرور فترة من الزمن، ولو على سبيل المثال 20 عاما، ان تصل اسواقنا إلى 100 مرة مقابل القيمة والمؤشر التي تتحرك عليهما في الوقت الحاضر.


سوق المملكة

•   وما المعطيات التي تستندون عليها في توقعاتكم وترون أنها ستدفع بمزيد من النمو في اسواق الخليج إلى الصعود؟

- الطفرة المالية والاقتصادية والصناعية التي تمر بها اسواق الخليج، فالمتابع الجيد يلاحظ الفرق، وعلى سبيل المثال ما شهدته سوق المملكة العربية السعودية من تغيير كبير جدا بكل المقاييس، حتى ان من يزور المملكة حاليا ويشاهد التغيير الذي حدث في الوقت الراهن لا يستوعب انها كانت مجرد جزيرة مجردة من جميع اشكال النهضة المالية.

•   صاحبت الطفرة التي تتحدثون عنها طبقة برزت اخيرا من التجار والاقتصاديين برأيكم ما الاسباب الحقيقية التي ساهمت في ابراز هذه الطبقة التي كانت غير نشطة في السابق؟

- الامكانات التي استفادوا منها في تنفيذ المشاريع، فالمهم في الاستثمار الناجح ليس ان يكون لدى مستثمره سيولة مالية فقط لاستثمارها، فالتمويل المجرد ليس كافيا، بل يجب ان يكون نشاط المستثمر معتمدا في المقام الاول على مؤسسات تتوفر لديها الخبرة والكادر الفني الذي يستطيع ان يقود إلى النجاح، بالاضافة إلى ضرورة ان يكون صناع القرار في هذه المؤسسات على دراية كافية بما يقومون به قبل اتخاذ اي قرار، ومن دون ذلك تكون الكلفة مرتفعة وقد تفقد المستثمر كل شيء، واود ان اشير في هذا الخصوص إلى ان لدينا مؤسسات خليجية، تمتلك الامكانات المالية والفنية والادارة الناجحة، ومنها مؤسسات كويتية.


الصراع القوي

•   من خلال سجل حافل بالمواقف التي مررتم بها اي هذه المحطات يمكن ان تستوقف عدنان الخاشقجي لاستعادة ذكرياتها؟

-... كثيرة، ولكن ما يستوقفني في هذا الخصوص الصراع القوي على المنطقة العربية من الصهاينة الذين يرغبون في التأثير سلبا على العلاقات العربية في الخارج، فركزوا على التجار، وهذا مادفعني في مشواري الاقتصادي لان انفتح على الاعلام، لاؤكد للخارج اننا لسنا مجرد خيمة نوزع منها الاموال يمين وشمال، بل لدينا صناعات اساسية تتضمن مصانع للاسمنت والطوب وغيرها من الصناعات، بالاضافة إلى أنه لدينا يخوت ومقدرات استثمارية على مستوى رجالات الاعمال العالميين و يبدو أن ذلك أعطى إصلاح اكثر من اللازم للمستقبل.

•   وهل تعتقد أن الجيل الحالي مستهدف هو الاخر من المحاولات الصهيونية؟

- اكيد، والفارق أن الصهاينة كانوا يتحركون في السابق على مستوى الأفراد، اما الان التحرك بشكل جماعي، من خلال وضع مجموعة من المواطنين ورجالات الاعمال العرب الوطنيين المهمين البعيدين عن كل الشبهات في القائمة السوداء، والهدف من مثل هذه التحركات استغلال هذه الشخصيات.

•   الحديث عن الماضي يجرنا إلى ادوار اخرى مثل الوساطات التي كنتم تديرونها خلف الكواليس وبعض القضايا التي شغلت العالم ودخلت التاريخ هل يمكن القول انه آن الاوان للكشف عن بعضها؟

- «خلينا» نثبت اقدامنا «شوية»، وبعد ذلك يمكننا الحديث عن كل شيء... فتجاربي حكايات وحكايات.

•   هل هناك توجه لديكم لاصدار كتاب شامل يتضمن هذه الحكايات التي ينتظر الكثيرون الكشف عنها؟

- نعم هناك توجه، وان كان الوقت مازال مبكرا... (ضاحكا)... فانا اعتقد اني مازلت صغيرا في العمر للاستعجال على مثل هذا التوجه.

•   في ظل السيولة المتوافرة التي تحدثتم عنها في الدول الخليجية برأيكم اي الاسواق تجدونها تتمتع بفرص الاستقطاب لهذه السيولة؟

- في الواقع العالم كله «عطشان» للاستثمارات، ومن المفترض ان تكون اسواقنا أولى باستقطاب السيولة المتوافرة لدينا، خصوصا وانها ستساهم في تطوير بلداننا، وبعد ذلك يمكننا ان نذهب للاسواق الخارجية.


المؤسسات العاملة

•   وهل تعتقد أن الاسواق العربية تتمتع بفرص جيدة؟

- نعم، ويمكن القول ان الاسواق العربية تتضمن فرصا كبيرة للاستثمار فيها، لا سيما الاسواق الكبرى منها مثل المملكة العربية السعودية ومصر، وغيرهما، لكن هذه الاستثمارات ستستفيد منها المؤسسات العاملة التي تملك القوى العاملة مثل مجموعة الخرافي، التي يمكن وضعها ضمن لائحة المؤسسات العالمية.


مرحلة تغير

•   برأيك اي القطاعات الاستثمارية التي ستستحوذ على الاستثمارات العربية في الفترة المقبلة؟

- الصناعات والخدمات، وهما اهم قطاعين سيكون التركيز عليهما في موجة الاستثمارات التي ستغلب على الفترة المقبلة، والسبب في ذلك ان المنطقة العربية مقبلة على مرحلة تغيير كبيرة في الفترة المقبلة، ستحتاج خلالها إلى بنية تحتية كبرى تتناسب مع حجم الاستثمارات التي ستضخ في اسواقها.

•   هل تعتقدون ان العقلية الحكومية الخليجية باتت تواكب حجم السويلة المتوفرة لديها بما يتوافق مع مبادئ الاسواق العالمية؟

- نعم، وسأتخذ من سوق المملكة العربية السعودية مثالا في ذلك، فالملك عبدالله تجاوز العديد من المراحل التنموية في فترة قياسية، والشاهد على ذلك المدن الصناعية الكبرى التي شيدت في المملكة في الفترة الاخيرة، بالاضافة إلى النشاط المالي الكبير في غالبية القطاعات والتي تتحرك بوتيرة متسارعة بما يستقطب السيولة المحلية وكذلك رؤوس الاموال الاجنبية.

•   وماذا عن الكويت؟

- من خلال ما اسمعه ارى انها تسير في الاتجاه الصحيح... لكنني اعتقد انه في الكويت ديموقراطية أكثر من اللازم.

•   وما العيب في الجرعة الزائدة من الديموقراطية؟

- الديموقراطية الزايدة تخوف، خصوصا وأنها تعطل الاصلاح الاقتصادي والتنمية.


نصح بالصناعة

•   بماذا تنصح الجيل الجديد لكي يكون له بصمة مؤثرة في عالم التجارة والاعمال والاستفادة من الطفرة المقبلة؟

- انصحهم بالتركيز على الصناعات وهو أمر مهم ولا اقصد الصناعات الكبرى فقط مثل البتروكيماويات، فهناك صناعات متعددة يمكن للشباب الاستثمار فيها وتعكس في الوقت نفسه نتائج ومعطيات ايجابية للجميع، من عوائد مالية وتوفير فرص للايدي العاملة، مثل صناعات مواد البناء والحديد.


التداول المالي

- بالطبع هي جزء من القاعدة، فمن دون الاسهم لا يوجد تداول مالي، ومن يرجع إلى الوراء بعشر سنوات يرى انه في هذه الفترة لم يكن احد يسمع بأرقام المليارات، والآن اصبح الحديث عن هذه المليارات مثل الحديث عن القروش انذاك، والسبب ان الجميع دخل في التداول المالي، بعكس الماضي الذي كان مقصورا على فئة معينة.

•  هل هناك تواصل بينكم وبين اثرياء المنطقة في الوقت الراهن؟

- نحن نشجع اخواننا المستثمرين الذي استطاعوا ان ينفذوا المشاريع البناءة في المملكة العربية السعودية وفي غيرها من دول المنطقة.


أعرف الوليد مذ كان صغيراً

•   وماذا عن علاقتكم بالامير الوليد بن طلال هل هي جيدة؟

-بالطبع... وهي جيدة منذ كان صغيرا، وبهذه المناسبة اود أن اشير إلى ان الامير الوليد بن طلال يعد من اهم رجالات الاعمال في المنطقة، التي انفتحت باستثماراتها على الغرب وعلى المنطقة.

•   باعتبار ان السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة في احيان كثيرة. هل استعدتم علاقاتكم السياسية السابقة للاستفادة منها في نشاطكم الاقتصادي؟

- «طلقت» السياسة من زمان.

•   لو عرض عليكم دور وطني سواء وساطة سياسية أو غيرها من القضايا هل يمكن ان تعودوا عن الطلاق من جديد؟

- لن اتأخر، فانا اؤمن اننا جميعا في معسكر واحد لخدمة الوطن.


صفقات السلاح

•   وماذا لو عرض عليكم الوساطة في صفقات سلاح لدولة عربية هل يمكن ان تقبلوا؟

- الآن تجارة السلاح دخلت ضمن اختصاصات الحكومات، ولم يعد هناك وسطاء في صفقات السلاح، خصوصا وما شجع على هذه الظاهرة انه لا توجد عقبات تمنع الحكومات من اتمام صفقات السلاح، كما ان هذا الميدان بات غير حيوي للدخول فيه بالنسبة لي، ولذلك ليس هناك داع لان أحلم بالعودة إلى تجارة السلاح من جديد.

•   هل ربحتم كثيرا من وساطتكم السابقة في صفقات السلاح؟

- ليس كثيرا، فبالنسبة للقيم التي تدفع الآن، تعد ارباحي بسيطة جدا، فالان القيمة بالمليارات وفي السابق كنا نحكي بالملاليم.


العلاقة بالقذافي

•   هل لديكم النية للاستثمار في ليبيا والاستفادة من علاقتكم السابقة مع العقيد معمر القذافي؟

- ان شاء الله، لكن بعد أن تحل المشاكل السياسية مع المملكة.

•   هل يعني ذلك انك ستتقيد في علاقاتك الاقتصادية الخارجية بطبيعة علاقات المملكة الخارجية؟

- بالطبع، فنحن عسكر لبلادنا.

•   لو رجع بكم الزمان إلى الوراء واتيحت لكم الفرصة لشطب شيء من تاريخكم قمتم به وانتم غير راضون عنه في الوقت الحالي ماذا يمكن ان تختاروا لاسقاطه؟

- في البداية انا فخور بكل شيء فعلته، وهذا لا يمنع أن نتوقف «ونشطب» من التاريخ ان امكن بعض المواقف، لكن بالطبع ليس جميعها تستحق ان تسقط.

•   وهل وساطة السلاح سيشملها الشطب؟

- لا (...) والسبب أن تجارتي للسلاح لم تكن مجرد اتمام صفقات بين اطراف، اذ ان هذه الصفقات لم تقتصر على النقل فقط، بل تمتد الى «نظام بيع» (System Sale) كامل، والمثال عندما بعنا صواريخ «هوك» للسعودية، ماذا جاء من ورائها، التدريب والعمالة العسكرية التي استفادت من التجربة، وهناك الكثيرين تحولوا الى أصحاب أعمال من وراء هذه التجربة.

•   ماذا عن اكثر الاشاعات التي تعرضت لكم وكانت قاسية عليكم و لا تغادر ذاكرتكم؟

- تخيل... لا اتذكر في الوقت الحالي اهم اشاعة فهي عديدة.

•   عندما يسترجع عدنان الخاشقجي محنه، هل هناك شخصيات كنتم تعولون عليها في الوقوف بجواركم لكنها تخلت عنكم؟

- هذا السؤال طرح علي من قبل صحافي في اميركا، واجابتي على هذا السؤال كانت بالنص «كل الناس وقفت معي في محنتي ماعدا واحد».


الوضع السياسي

•   كيف ترون الاوضاع السياسية والامنية في منطقة الخليج؟

- يمكن القول انها تحسنت بشكل ملحوظ، مقابل الفترة الاخيرة، فهناك هدوء امني كبير في المملكة العربية السعودية وجميع البلدان الخليجية الاخرى والعربية.

•   لكن البعض يعتقد ان الدول الخليجية تحولت إلى منطقة ازمات من الناحية السياسية؟

- لا احد ينكر انه من الناحية السياسية توجد مشاكل في المنطقة العربية، من قبيل مشاكل فلسطين ولبنان وغيرها، وهذه المشاكل يجب ان تحل بسرعة، حتى لا تؤثر على التطور الاقتصادي والتنمية في الدول العربية، فكل الامور تتشابك مع بعضها البعض.


سجادة الصلاة غيرت كل شيء

داخل السجن في أميركا

سألت «الراي» الخاشقجي عن الدرس الذي تعلمه من المحن التي تعرض لها في حياته فقال: « اكثر الدروس التي تعلمتها في محني أن ربنا موجود الى جانب عبده، وهذا مهم، ومن القصص التي تستوقفني في هذا الخصوص عندما حدثت قضية «ماركوس»، ونقلت وقتها إلى السجن في نيوريوك، الذي يشبه سجن أبو غريب، ووقتها كثر الحديث هناك عن انني غني وتجب المحافظة علي، ولدى دخولي إلى السجن وجدت شخصا اسود بجوار زنزانة مفتوحة بداخلها سجادة صلاة، فأشرت اليه برغبتي في الصلاة فسألني من أين انت؟ فأجبته انني من مكة المكرمة، فأخذ، يضمني ويقبلني باعتباري من الأرض الطاهرة، واتضح انه مسؤول العنبر، وقام بتوفير كل متطلبات زنزانتي من مفارش جديدة، وغيرها من الامور الرئيسية، واستمرت العناية بسبب سجادة الصلاة التي غيرت كل شيء طيلة اقامتي هناك لمدة اسبوع».




العلاقة مع «الأبراج»

... الأخبار الكبيرة آتية

لم يكن من السهل إقناع عدنان خاشقجي بالتحدث إلى الإعلام خلال زيارته الخاطفة إلى الكويت، التي كان من المفترض أن تكون بعيداً عن الأضواء، أسوة بسائر تحركات خاشقجي منذ سنوات. لكن تسنى لـ «الراي» أن الزيارة لم تكن بعيدة عن علاقة أعمال تجمعه بشركة الأبراج القابضة، التي يبدو انها تستفيد من العلاقات الدولية الواسعة للخاشقجي، والثقة التي يحظى بها لدى «المفاتيح الصعبة» في العديد من الحكومات والشركات الكبرى.

لكن المقابلة مع خاشقجي لم تغيّر طبعه المتحفظ، والذي فيه الكثير من سر نجاحاته في الأدوار التي لعبها، ولم يكن من السهل دفعه إلى إيضاح أكثر من خطوط عرضه لما وراء علاقته بـ «الأبراج» وأمامها. لكنه أعطى إشارات واضحة إلى أن الأخبار الكبيرة آتية. فلننتظر.




شراكة استراتيجية وعقود مع «الأبراج»

جاءت زيارة رجل الأعمال عدنان الخاشقجي إلى الكويت باستضافة من نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الأبراج القابضة سمير ناصر، لتوقيع مجموعة من العقود والشراكات الاستراتيجية بين الطرفين.

ولم تفصح مصادر شركة الأبراج عن ماهية هذه العقود، لكنها اكتفت بالقول إنها من الوزن الثقيل جداً، وأنها تتعلق باستثمارات تعد من أضخم ما دخلته شركات كويتية. وأسهم مسؤولو الشركة في ترتيب لقاء لـ «الراي» مع الخاشقجي، فلهم الشكر.




لا تخافوا من التنمية ولا من الصراعات

وجه خاشقجي رسالة إلى رجال الأعمال في المنطقة داعيا اياهم الى عدم الخوف من التنمية التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي، ولا من الصراعات السياسية، التي ستكون ذات يوم مثل عاصفة كان من اللازم مرورها ليس الا، خصوصا وأن القوى المالية في المنطقة ستكون أكثر تأثيرا من أي مشاكل سياسية.


لا حاجة لشراء يخت جديد

أولادي كبروا وأنا اتفسح عند غيري

من ضمن العلامات المميزة في تاريخ عدنان خاشقجي اليخت المشهور الذي كان يملكه والذي كان اسمه على ابنته (نبيلة)، والذي استضاف خلاله العديد من الشخصيات السياسية والاقتصادية المهمة في العالم، بعضها رؤساء وامراء، «الراي» سـألت الخاشقجي عن نيته في حال عودة نشاطه الاقتصادي مثل السابق هل سيقوم باسترجاع مجده مثلا ويشتري يختا جديدا؟، فكانت الاجابة: « في السابق كان لدي اولاد صغار كنت اعمل على أن يقضوا أوقاتا ممتعة، اما الآن فالاولاد كبروا، وانا اتفسح عند غيري».




أسواق الأسهم يمكن أن «تجرح»

من يدخل ويخرج بسرعة

بينّ خاشقجي في الحديث أن سوق الاسهم ليس على رأس اولوياته، وشدد على ضرورة ان من يستثمر في اسواق الاسهم عليه ان يكون طويل الامد، لأن من يدخل ويخرج بسرعة من اسواق الاسهم من الممكن ان «ينجرح» في الشراء او البيع، لكن من ينتظر فترة اكبر يستفيد أكثر.


الصداع الأميركي... هل انتهى؟

لم يشأ خاشقجي الاستفاضة في الحديث عن المشكلات التي واجهته في الولايات المتحدة، على الرغم من أنه حقق في الفترة الماضية نصراً قضائياً مهماً تمثل في إسقاط القضاء الأميركي جميع الملاحقات بحقه.

وكانت أبرز القضايا التي أثيرت ضده، اتهامه بالتلاعب بأسهم شركة «جنسيس إنترميديا» ورفعها بشكل مفتعل، لكن اتضح لاحقاً أن ملكيته في الشركة لم تكن بالحجم الذي يسمح بسوق مثل هذه التهمة، ما دفع كثيرين إلى الاعتقاد ان الاتهام كانت وراءه دوافع سياسية.




« تجاربي حكايات وحكايات»   



خاشقجي متوسطا عددا من الفعاليات الاقتصادية والسياسية في حفل عشاء اقامه رئيس مجلس إدارة شركة الابراج سمير ناصر على شرف الضيف

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي