«ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون»

فوائد الزواج في الطب الحديث والشريعة الإسلامية

تصغير
تكبير
إعداد د. أحمد سامح

الشريعة الاسلامية السمحة والفقه الاسلامي الموسوعي اهتم بعاطفة من اهم عواطف الانسان الا وهي عاطفة الحب وشرعها وقننها لتكون اساس الحياة الزوجية ولاشباع غريزة البقاء والغريزة الجنسية وحب الاجتماع والاستئناس بأليف.

لان اباحة الجنس اباحة مطلقة دون تنظيم تحط من كرامة الانسان وتساوي بينه وبين البهائم وحيوانات الغابة وتؤدي إلى تقويض المجتمع الانساني من اساسه.

واراد المولى عز وجل ان تكون العلاقة الانسانية بين الزوج والزوجة قائمة على المودة والرحمة والحب «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» سورة الروم: 31.

كما قال تعالى: «هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها».

لقد شرع الله عز وجل الزواج كحكمة بالغة اراد بها تكريم الانسان وتفضيله على سائر مخلوقاته.

ولقد اثبت الطب الحديث فوائد الزواج الصحية والنفسية والاجتماعية من خلال الدراسات والابحاث الطبية التي اجريت اخيرا.

فقد توصلت دراسة حديثة إلى ان الزواج السعيد يحمي الانسان من خطر الاصابة بمرض الزهايمر «الخرف».

وكذلك اثبتت الدراسات ان السعداء في الزواج اقل تعرضا للاصابة بالازمات القلبية والذبحة الصدرية.

وأيضا توصلت ابحاث متقدمة ان الزواج الناجح يقوي عمل جهاز المناعة فيحمي من الاصابة بالامراض المعدية ونشوء الاورام والسرطانات.

وقد حدد الطب الحديث من خلال الابحاث والدراسات الطبية ان فوائد الزواج تتلخص في اشباع الغرائز وابرزها الغريزة الجنسية وغريزة البقاء والاستئناس وتحصين الزوجين من الوقوع في الرذيلة وذلك باشباع الشهوة الجنسية بالاتصال الجنسي المشروع.

ومن اهداف الزواج النفسية ترويح النفس وحصول المؤانسة ودفع الملل ومجاهدة النفس وترويضها على رعاية مصالح غيرها فيتحقق الكمال الانساني.

وفي هذه الدراسة نبحث عن اسباب اختلاف مشاعر الحب بعد الزواج؟

وتبحث هذه الدراسة وتجيب عن السؤال المهم لماذا يتردد بعض الرجال في الزواج إذا كانت فوائد الزواج الصحية الجسدية والنفسية والاجتماعية عظيمة هكذا؟

الاجابة من خلال احدث الدراسات والابحاث الطبية بان الجينات الوراثية وراء هذا التردد.



جاء في الذكر الحكيم «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون» (سورة الروم: 21).

كما قال تعالى: «هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها».

لقد شرع الله عز وجل «الزواج» لحكمة بالغة أراد بها تكريم الإنسان وتفضيله على سائر مخلوقاته.

ومما لا شك فيه ان إباحة الجنس إباحة مطلقة دون تنظيم تحط من كرامة الإنسان وتساوي بينه وبين البهائم وحيوانات الغابة وتؤدي إلى تقويض المجتمع الإنساني من أساسه.

وتجمع العلوم الإنسانية والطبية والاجتماعية على أن فوائد الزواج تتلخص في ما يلي:



> اشباع الغرائز الإنسانية وأبرزها الغريزة الجنسية وغريزة البقاء لأن الأولاد امتداد للآباء والأمهات في الحياة وكذلك غريزة حب الاجتماع والاستئناس بأليف.

> بقاء النوع الإنساني عن طريق التناسل بتكوين الأسرة التي هي أساس المجتمع.

> الاستعفاف وتحصين الزوجين من الوقوع في الرذيلة وذلك باشباع الشهوة الجنسية بالاتصال الجنسي المشروع.

ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء»، والباءة هي الجماع أو مؤن النكاح.

> ترويح النفس وترويضها على رعاية مصالح غيرها فيتحقق الكمال الإنساني.

> تفرغ الرجل للعلم والعمل وفراغ قلبه من شؤون المنزل بتركها لزوجته تعنى بها فتكون خير معين له ويتحقق تعاون مثمر مريح بين الشريكين.

ويكفل الزواج حقوقا مشتركة للزوجين من بينها حق الاستمتاع والاتصال الجنسي وحسن العشرة وثبوت نسب الأولاد وحق التوارث.



الزواج السعيد يقوي المناعة

توصلت دراسة حديثة إلى أن الزواج له فوائد كثيرة تنعكس على الصحة العقلية والجسدية للزوجين.

وأوضح الباحث أن الصحة العامة للأزواج أفضل كثيرا من غير المتزوجين، كما ان فرص اصابتهم بالأمراض تقل بعد الزواج، وأضاف ان نسبة الانتحار بين المتزوجين أقل منها بين غير المتزوجين.

ومن الفوائد التي تعود على المتزوجين أيضاً أن متوسط اقامة المتزوجين في المستشفيات يقل كثيرا، بينما يرتفع معدل شفائهم، وتبين للباحثين أيضا أن الجهاز المناعي لدى المتزوجين أقوى أداء.

وفي ما يتعلق بالصحة النفسية وجد الباحث أن المتزوجين أقل عرضة للاكتئاب والتوتر والقلق.

والزواج السعيد الذي يمنح السعادة يقوي جهاز المناعة المرتبطة بالحالة النفسية والعصبية للزوج.



الزواج السعيد

يخفض الضغط المرتفع

أكدت دراسة أميركية حديثة ان الزواج السعيد يخفض ضغط الدم لدى الرجال والنساء، في حين ان الزواج التعيس يرفع ضغط دم الزوجين.

واكتشفت جوليات مولت لتستاد من جامعة برمنغهام يونغ ان ضغط الدم المسجل خلال 24 ساعة لدى الرجال والنساء السعداء في زواجهم كان أقل بأربع درجات منه عند غير المتزوجين.

وشملت الدراسة مراقبة ضغط دم 204 أشخاص متزوجين و99 شخصا من غير المتزوجين على مدى 24 ساعة.

وكشفت الدراسة ان المتزوجين التعساء يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر من المتزوجين والعزاب السعداء لكن الدراسة أظهرت ان وجود أصدقاء دائمين لا يحسن وضع ضغط الدم لدى الرجال غير المتزوجين أو المتزوجين السعداء.

وقالت هولت لتستاد: «يبدو أن ثمة فوائد صحية للزواج لكن لا يكفي أن تكون متزوجا حتى تكون بصحة جيدة، لكن ما يحمي الصحة ويحسنها هو أن يكون الزواج سعيدا».

واكتشف الباحثون أن ضغط دم المتزوجين وبخاصة السعداء منهم ينخفض وقت النوم أكثر منه عند غير المتزوجين.



يحمي من الأزمات القلبية

توصلت دراسة علمية إلى أن زواج الرجل من امرأة ذكية ومتعلمة يقلل خطر اصابته بالنوبات والأزمات القلبية بنحو النصف، وذلك لأن الزوجة ذات المستوى الثقافي والتعليمي الجيدين يقلل من خطر اصابة زوجها بارتفاع ضغط الدم وتفرض أنماط الحياة الصحية على أسرتها.

ودلت نتائج الدراسة التي قام بها باحثون في جامعة ماكجيل بكندا على وجود علاقة بين عدد السنوات التي قضتها المرأة في التعليم وصحة زوجها بصرف النظر عن المستوى التعليمي للزوج.

وكانت الوقاية من أمراض القلب أقوى عند الرجال الذين أنهوا تعليمهم المدرسي والجامعي وتزوجوا من نساء متعلمات ذات المستوى نفسه.

ووجد الباحثون في الجامعة الكندية أن الرجال الذين قضوا أكثر من 11 عاما من عمرهم في التعليم وتزوجوا من نساء قضين المدة نفسها أقل عرضة للوفاة بسبب امراض القلب بنسبة 50 في المئة مقارنة مع الرجال المتعلمين المتزوجين من نساء ذوات مستويات تعليمية أدنى حيث يميل هؤلاء الرجال إلى الافراط في الوزن مع اصابتهم بارتفاع ضغط الدم وزيادة الكوليسترول وتبني نمط حياة رتيبة مملة تعتمد على الجلوس لساعات طويلة أمام جهاز التلفزيون، كما يكونون أــــكثر اقبالا على التدخين بنحو الضعف مقارنة بغيرهم.

وخلصت الدراسة إلى أن الأثر الوقائي على صحة الأزواج كان أكثر عند من كانت زوجاتهم من ذوات التعليم الأعلى نظرا لقوة شخصيتهن في فرض الغذاء الصحي وعدم التدخين والالتزام بالنصائح الطبية وقدرتهن على التدبير وتحسين الوضع الاقتصادي للعائلة ما يخفف التوتر والضغط على الزوج.





تردد الرجل في الزواج

سببه الجينات الوراثية



يتردد الرجل كثيرا قبل الزواج وذلك نظرا لظروفه المالية او لانه لم يجد شريكة حياته ولكن الامر لم يعد هكذا.

فقد وجد باحثون ان سبب تردد الرجل في الزواج يرجع إلى خلل في الجينات الوراثية يصيب هرمون الارتباط.

مؤكدين ان الرجال الذين يرثون متبدلا جينيا يؤثر على هرمون الارتباط معرضون لمواجهة مشاكل زوجية عديدة كما ان احتمالات زواجهم اقل بكثير من غيرهم.

وقام فريق البحث السويدي من معهد كارولنيسكا بمراقبة الحمض النووي لدى 552 توأما كانوا جميعا في علاقة طويلة، وليدهم اطفال بعضهم متزوجون واخرون يسكنون مع شركائهم فقط وطرحت على الرجال والنساء سلسلة اسئلة عن علاقاتهم وقورنت الاجوبة حسب تكوينهم الجيني. وبين ان الرجال الذين يملكون الصيغة 334 من الجين «AVPRIA» حصلوا على نقاط منخفضة من زوجاتهم او شريكاتهم فيما يتعلق بمتانة العلاقة وكان احتمال زواجهم منخفضا اما اذا كانوا متزوجين فقد تبين انهم يعانون مشاكل زوجية كثيرة.

واظهر البحث ان فرص تعرض الزواج لأزمة كبيرة خلال السنة الماضية تضاعفت لدى الرجال الذين تبين ان لديهم نسختين من الصورة «334».

واستنتج الباحثون ان هذا الجين الذي يحمله 40 في المئة من الرجال يؤثر على طريقة استخدام الدماغ لمادة «فارديوسين» مع العلم ان هذا الجين مرتبط ايضا بمرض التوحد الذي يتميز بوجود مشاكل في التفاعل والتواصل الاجتماعي.

يذكر ان النساء المتزوجات من رجال يحملن نسخة واحدة او اكثر من الجين اقل اكتفاء بعلاقاتهن من النساء المتزوجات برجال ليس لديهم هذا الجين.





الزواج يخفض خطر الإصابة بـ«الزهايمر»



أكد باحثون ان الزواج يخفض خطر الاصابة بمرض الخرف «الزهايمر» إلى النصف.

مشددين على أهمية أن يكون للإنسان علاقة وثيقة مع الغير، خصوصا في منتصف العمر.

وتعد الدراسة التي أعدها باحثون سويديون ونوقشت خلال المؤتمر الدولي للزهايمر في شيكاغو هي الأولى من نوعها لأنها ركزت على دور الزواج في خفض الاصابة بالخرف.

وذكرت صحيفة «الدايلي مايلز» البريطانية ان الدراسة التي استغرق اعدادها 21 عاما ركزت على الضعف الذي يصيب الذاكرة وضعف الادراك عند الذين يعيشون بمفردهم او المطلقين وغير المتزوجين.

واجرى الدكتور كريستا دهاكانسون من معهد كارولينسكا في ستوكهولم دراسة شملت 1449 شخصا يعيشون في فنلندا في منتصف العمر ثم اجرى دراسة اخرى بعد مضى نحو 21 عاما على ذلك.

وكان من بين المرضى 192 يعانون من بعض اشكال الخرف و22 من ضعف في الادراك و84 من مرض الخرف «الزهايمر» حيث تبين ان الذين يعيشون مع شريك حياة او زوج ينخفض خطر اصابتهم بالزهايمر «الخرف» إلى النصف مقارنة بنظرائهم الذين يعيشون بمفردهم والمطلقين او الارامل.

كما تبين ان المطلقين الذين لا يتزوجون بعد الانفصال عن ازواجهم معرضون للاصابة بالخرف ثلاثة اضعاف اكثر من غيرهم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي