No Script

ناجون ومتورطون ينبهون: «مخدر جديد» في الصيدليات

«ليريكا» المباح «صحيا»... هلوسة وجنون و«طيران» شبابي

تصغير
تكبير
| كتبت بشاير العجمي |

في «موضة» أثارت المزاج الشبابي وأدخلته أجواء الأنس والصخب، وجد مراهقون في الكويت عقارا طبيا اصبح الجليس السري لـ «بارتيات» البنات، و«فصلات» الشباب.

حبة «ليريكا» الموصوفة علاجا للأعصاب دقت على العصب الشبابي بحالات أشبه «بالهلوسة» يثيرها التعاطي الخطر لهذا العقار. وبهلوسة أعقبها هذيان سرت الاعترافات الشبابية بحالة إدمانية يسببها «الدواء». ففي صيدليات البلاد بالمعروف منها والمجهول تزاحم علب «ليريكا» أنواع الفيتامينات والمقويات وتباع «حسب الطلب» بجرعات لا يزيد سعرها على 20 دينارا. 

خطر عقار «ليريكا» المنبه منه خليجيا بخطوات لمنعه من التداول الحر في الصيدليات الإماراتية والسعودية لم يصل الى الكويت على ما يبدو. فالصيدليات تتنافس في بيعه دون وصفة طبية، وطريقه مفتوح عبر التوصيات الشبابية، والحفلات الشاطئية، وممرات المدارس والجامعات، تؤكده شهادات المتعاطين، الناجون منهم والمتورطون.

ويقول اختصاصي العلاج النفسي في مركز الكويت لعلاج الإدمان أحمد الملا ان عقار «ليريكا» الطبي محدود الانتشار سابقا ومعروف اليوم كمادة مخدرة، وقد غدا «هبه» تهدد سلامة المراهقين.

فلغايات السهر، واعتقادا بطرد النعاس والكسل يتعاطاه الشباب، مع العلم ان له في الاساس مفعولا مهدئا لا منشطا، ولكن أسلوب تعاطيه بحسب «الخلطة المنتشرة» المتضمنة مواد منشطة يجعل له أثرا يصل الى حدود «الهلوسة» فيما يؤكده المراهقون أَنفسهم.

ويضيف الملا ان «التعاطي غير الطبي والخطر لهذا العقار لا ينحصر في مجاميع الشباب والشابات في أعمار صغيرة، بل إن (كبار المدمنين) من الخاضعين للعلاج في مركز علاج الإدمان يعتمدون حبوب (ليريكا) بديلا عند تعذر وصولهم الى مواد إدمانية كبرى مثل الهيرويين، لذلك نعده نحن المعالجين من مشكلات عملية التعافي حاليا».

«عزيز» يبلغ ليشهد الشباب أن «الحبة خطر حقيقي»، ويقول «للتو خرجت متعافيا من المستشفى بعدما كدت أن أفقد حياتي إثر ليلة تعاطيت فيها (شريطين) كاملين وكمية من الحشيش، اضافة الى خلطة جانبية من مواد منشطة».

وبشعور من عانى يؤكد عزيز «لن أتعاطاها مرة ثانية مهما حصل».

ويشرح «ناصر» أسوأ حالة مر بها حين تناول (شريطين) من جرعة 75 ملغ». ويقول بقلق «دخلت مرحلة هلوسة وبدأت أشوف صديقي يطير!» قبل ان يضيف «اليوم أخاف الوقوع في هذا الشر في لحظة ضعف جديدة».

وتحت بند مشاركة «المود» وباعتبارات سلامته دوائيا كونه مرخصا من وزارة الصحة، يتنقل «ليريكا» من يد الى أخرى. ومثله كمثل علاجات ومهبطات ومحركات طبية أخرى سبقته، من «ترامادول» ذائع الصيت وغيره يتوسط «ليريكا» الضيف الجديد موائد الصغار، مرافقا مشروبات الطاقة المفرطة وسكريات «الجلي» المنشطة وموسيقى الإيقاعات الصاخبة احيانا، ومجاريا جلسات الشباب المنفردة، ولحظات ضعفهم، أحيانا أخرى، انتظارا لقرار رسمي يقنن بيع هذا العقار «المجنون» كما يصفونه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي