«باركليز ويلث»: الشركات العائلية أكثر قدرة على الصمود خلال الانكماش الاقتصادي
1 يناير 1970
07:00 ص
اشار تقرير لـ «باركليز ويلث» ووحدة «إيكونوميست» للمعلومات نشر امس تحت عنوان «الشركات العائلية: في أيد امنة؟» الى ان خصائص نموذج الشركات العائلية يخولها للصمود خلال الانكماش الاقتصادي.
وقال التقرير ان «الجمع ما بين الاستقرار والمرونة يشكّل هيكلاً يسمح للشركات العائلية بتبني رؤية استراتيجية طويلة المدى على صعيد البيئة الاقتصادية والتنافسية، مما يعطي الشركات العائلية قدرة أكبر على التحمّل في فترة الانكماش الاقتصادي. ويصنف أفراد الشركات العائلية، عند تحديد الحوافز المهمة للتأسيس والحفاظ على الثروة، تحصيل مدخول منتظم ضمن أهم الأولويات حيث صنفه 64 في المئة منهم كمهم او مهم جدا. بينما تبنى هذا الرأي 53 في المئة فقط من الأفراد الذين لا ينتمون إلى شركات عائلية، مما يظهر أولويات بمدى أقصر».
واوضح ان «الشركات العائلية تشكل ركنا أساسيا في الاقتصاد العالمي، وعلى الرغم من وجهات النظر الشائعة التي تربطها بسمات الخلل والمشاكل الهيكلية، تبقى الشركات العائلية نموذجاً صلباً يساهم في دفع عجلة الاقتصاد العالمي بالإجمال. وتعدّ علاقاتها الوطيدة بالمجتمع، وتوجهاتها البعيدة المدى، بالإضافة إلى المرونة في اتخاذ القرارات، خصائص مفصلية جعلت من الشركات العائلية جزءاً محورياً في الاقتصاد العالمي».
وقالت المدير العام لـ «باركليز ويلث» في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سهى نشأت «بناء على ذلك، يجب تفحص الشركات العائلية واستراتيجياتها الطويلة المدى لاستكشاف استمراريتها وقدرتها على النمو في ظل هذه الاوقات الاقتصادية الصعبة. وقد يكون التعلم من تجارب الشركات العائلية مجديا في هذا الوقت غير المسبوق وقد تتمكن الشركات غير العائلية من تبني بعض البصائر الاستراتيجية من هذا النمودج الأكثر ثباتا». واضاف التقرير «يؤدي المنظور البعيد المدى الى توخي الشركات العائلية الحذر في مراحل الانتعاش والانكماش الاقتصادي على السواء. فهي اقل عرضة من الشركات المدرجة للمجازفة في استراتيجيات النمو السريع لارضاء المستثمرين على المدى في فترة انتعاش اقتصادي، كما واشار بعض الأكاديميين إلى إمكانية أكبر للشركات العائلية بالاستثمار خلال مراحل الانكماش، ما يعطيهم أفضلية مستمرة على الشركات غير العائلية التي تشهد تأرجحا أكبر في الأداء والاستثمار».
دور محوري في المجتمع
إضافة إلى ذلك، يلعب موضوع الشركات العائلية في مجتمعها دورا محوريا في تطورها، والشركات الخيرية هي خير مثال على ذلك. ويظهر الاستبيان ان هناك احتمالا أكبر لأفراد الشركات العائلية مقارنة بباقي الاثرياء للمساهمة في مساعدة الآخرين، وفي صحة مجتمعاتهم، بالاضافة الى رفع منزلتهم الاجتماعية، حوافز رئيسية للمحافظة على ثروتهم وزيادتها.
وتظهر الشركات الخيرية، في العالم العربي على وجه الخصوص، أصالة عميقة حيث تدعم العديد من العائلات شركات تقام لمصلحة المحرومين، وقد بدأت هذه العائلات في وضع إطار رسمي لشركاتها الخيرية من خلال تطوير خططها الاستراتيجية، والبرامج، والتمويل، وسبل الاستمرارية.
واوضحت نشأت «تظهر نتائج تقرير باركليز ويلث ان اكثر من نصف ممثلي الشركات العائلية يولون اهمية لمساعدة الآخرين من خلال ثروتهم مقابل 39 في المئة لباقي المشاركين في الاستبيان، والفرق بين الشريحتين مماثل على صعيد الاهتمام بالمكانة الاجتماعية. وتعكس هذه النتائج الرؤية الشائعة بأن للشركات العائلية علاقات متماسكة بالمجتمع، وحوافز اشمل لبدء شركاتهم من مجرد السعي المادي».
شبكة دعم متينة
وتضمن التقرير أيضاً الظواهر التي اعتبرها أفراد الشركات العائلية كأهم حسنات النموذج. واحتلت شبكة الدعم المتينة من افراد العائلة (48 في المئة) المرتبة الأولى؛ تلتها القيم والروح المشتركة (39 في المئة)، ثم القدرة على التفكير للمدى الطويل (38 في المئة)، وثم القدرة على اتخاذ القرارات بسرعة (37 في المئة).
وتؤثر القيم المشتركة بين أفراد العائلة بشكل خاص على توجه وفعالية العمل العائلي، والتي بدورها تؤثر على الأهداف المشتركة. ويشير الاستبيان الى اهمية الاهداف الواضحة والمشتركة بين افراد العائلة حيث رجحها 44 في المئة من المشاركين كخاصة رئيسية للنجاح. ويجب ان تترجم القيم والروح المشتركة الى اهداف واضحة ومشتركة ايضا بين افراد العائلة. وتتجسد اهمية هذا الموضوع بالذات نظرا لامكانية حصول تداخل بين الاهداف العملية واهداف العائلة.
مكونات العمل الناجح
وتعتبر مشاكل الخلافة والحوكمة الأكثر خطورة في الشركات العائلية. ويشير المشاركون في الاستبيان إلى أن التخطيط للخلافة هو أهم صفات العمل العائلي الناجح. غير أنه في أوقات عديدة لا يتم التخطيط المبكر لانتقال العمل للجيل التالي، ما قد يؤدي إلى صراعات داخلية من الممكن تفاديها. ومن أجل مواجهة هذه التحديات، على الشركات العائلية أن تستخدم مختلف الوسائل المتوافرة لها، بما فيها زيادة الفصل بين الملكية والإدارة، واستخدام أوسع لإدارات خارجية والذي يساعد بدوره لحلّ مشاكل أخرى في الحوكمة.
ولكن بالاجمال، فان اسلوب التنظيم والدعم هو الذي يعطي الشركات العائلية افضليتها التنافسية على نظرائها في الشركات غير العائلية.
وقالت نشأت «نظرياً، تكمن إحدى فوائد الشركات العائلية في عدم وجود الحساسيات والسياسات الداخلية بالمقارنة مع المنظمات الضخمة حيث يكافح الأفراد من أجل توزيع الموارد ورأس المال. وتسمح شبكة الدعم المتينة للعائلة بإعانة نفسها على المدى الأطول حيث تدمج بين عمل المشاركين وغير المشاركين - الذين لا يلعبون دوراً فاعلاً - في مجموعة موحّدة».