قال تعالى «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» صدق الله العظيم (1 من 3)
القلب وصماماته... وشرايين الحياة
1 يناير 1970
05:09 ص
| بقلم د. أحمد سامح |
القلب من الناحية التشريحية هو عضو مجوف يتلقى الدم من الاوردة الدموية وهي الاوعية التي تجمع الدم من جميع اجزاء الجسم ثم يضخ هذا الدم إلى الرئتين لأكسدته ويعود الدم المؤكسد من الرئتين إلى القلب ليعيد ضخه في الشرايين وهي الاوعية الدموية التي توزع الدم المؤكسد على جميع اجزاء الجسم.
وحجم القلب لا يزيد على
حجم قبضة اليد ويوجد في القفص الصدري بين الرئتين خلف الجزء السفلي من عظام الصدر ويميل في وضعه قليلا إلى اليسار.
وظيفة القلب
القلب تشريحيا مضخمة تستقبل الدم الوارد من اعضاء الجسم المختلفة لتدفعه إلى الرئتين لتنقيته عن طريق التنفس من ثاني اكسيد الكربون الناتج عن مختلف عمليات الجسم الحيوية والذي اذا تشبع به الجسم عطل الخلايا عن العمل وادى إلى ظهور اعراض مرضية مختلفة تسمى بالتخدير الكربوني carbon dioxide narcoris ثم استخلاص الاوكسجين من الهواء الذي نستنشقه لتعويض الدم ما فقده من اوكسجين لازم للعمليات الحيوية المختلفة.
ويعود هذا الدم النقي المشبع بالاوكسجين من الرئتين إلى القلب ليضخه إلى مختلف اعضاء الجسم ويغذيها ليس فقط بما يلزمها من اوكسجين بل ايضا بالمواد الغذائية
من زلاليات «بروتينات» وسكريات ومغذيات وبما
يلزمها من هرمونات وفيتامينات لازمة لعملياتها الحيوية المختلفة وفي مرور الدم على الكليتين يخلص الجسم عن طريق افراز البول من الاحماض الناتجة عن مختلف العمليات الحيوية.
تشريح القلب
القلب الذي وصفناه بأنه مضخة للدم في الواقع يتكون من مضختين منفصلتين تمام الانفصال مضخة يمنى تتكون من غرفتين - الاذين الايمن والبطين الايمن - يفصلهما صمام ذو ثلاث شرفات ويستقبل الاذين الايمن الدم الوارد إليه من الرأس والبطن والاطراف عن طريق اوردتها المختلفة.
ويوجه الصمام ذو الشرفات الثلاث الدم إلى البطين الايمن الذي يضخه عن طريق الشريان الرئوي إلى الرئتين وينظم هذا الدفع صمام آخر هو الصمام الرئوي الذي يفصل البطين الايمن والشريان الرئوي.
اما المضخة اليسرى فتتكون ايضا من اذين أيسر يستقبل الدم النقي الوارد من الرئتين عن طريق الأوردة الرئوية ليرسله إلى البطين الأيسر ليضخه إلى مختلف اعضاء الجسم- يفصل الأذين الأيسر عن البطين الأيسر الصمام الميترالي او القلنسوي لتشابهه مع القلنسوة ويختلف عن الصمام ذي الشرفات الثلاث انه مكون من شرفتين فقط إذا التصقا أصبحت شبه القلنسوة.
ووظيفته كمثيله الأيمن توجيه الدم إلى البطين الأيسر الذي يدفعه إلى الشريان الرئيسي للجسم، الشريان الأورطي «الأبهر» الذي يوزع الدم على مختلف اعضاء الجسم عن طريق تفرعاته المختلفة فيصل الدم إلى الرأس والصدر والبطن والأطراف.
ويفصل البطين الأيسر عن الشريان الاورطي صمام مماثل للصمام الرئوي ويسمى الصمام الأورطي.
صمامات القلب
وظيفة صمامات القلب هذه انها توجه الدم عن طريق شرفاتها في مساره الصحيح عند انقباضه وانبساطه.
فعند انقباض البطين الأيسر تغلق شرفات الصمام الميترالي وتفتح شرفات الصمام الاورطي فيسري الدم إلى الجسم ويحدث عكس ذلك عند انبساط البطين الأيسر فيغلق الصمام الاورطي وينفتح الصمام الميترالي ليستقبل البطين الدم الوارد اليه من الرئتين. ويحدث مثل ذلك فيما يختص بانقباض البطين الأيمن اذ ينفتح الصمام الرئوي ليدفع الدم إلى الرئتين وينغلق الصمام ذو الشرفات الثلاث وعند انبساطه ينغلق الصمام الرئوي ليفتح الصمام ذو الشرفات الثلاث مرسلا الدم الوارد من الجسم إلى البطين.
الشرايين
هي الاوعية الدموية الخارجة من القلب واهمها واخطرها شريان الجسم الأكبر المسمى الأورطة أو الأبهر وهو يخرج
من بطين القلب الأيسر حاملا للدم النقي المؤكسد.
ويبدأ الشريان الأورطي سيره من القلب إلى اعلى ثم يتقوس من فوق القلب ويهبط إلى اسفل الجسم «القوس الاورطي» ولا يكاد القوس الاورطي يعلو حتى يخرج منه الشريانان التاجيان «Casanay astecies» اللذان يمدان عضلات القلب بالدم وهذان الشريانان التاجيان يأتي ذكرهما كثيرا في امراض القلب ويخرج من القوس الاورطي شرايين اخرى مهمة للوفاء باحتياجات الرأس والرقبة والطرفين العلويين من الدم.
يهبط الاورطي بعد التقوس في الصدر إلى اسفل على مقربة من فقرات الظهر الصدرية ويخترق الحجاب الحاجز إلى البطن ويسير امام الفقرات القطنية إلى الفقرة الرابعة وعندها يتفرع إلى فرعين هما الشريانان الحرقفيان المشتركان وهما اللذان يفيان بحاجات الطرفين السفليين من الدم.
وأثناء هبوط الشريان الاورطي «الأبهر» في الجسم تخرج منه فروع تزود الاحشاء بالدم ومن اكبر هذه الفروع الشريانان الذاهبان إلى الكليتين.
هذه هي الشرايين الكبرى في مجملها وتتكون جدران الشرايين من عضلات مطاطة تتسع عند حدوث ضربات القلب ثم تعود فتضيق.
الأوردة
تنتشر الاوردة في الجسم حتى تعمه وحيثما سار شريان محمل بالدم الاحمر إلى الاعضاء سار وريد راجع بالدم الداكن من هذه الاعضاء. فهناك اوردة تعود بالدم من الرأس والعنق والاطراف العليا واوردة اخرى تعود بالدم من الصدر والاحشاء والاطراف السفلى.
ومن اهم هذه الاوردة الوريد المسمى بالوريد الاجوف السفلي وهو يجمع الدم الوريدي الآتي من اوسط الجسم واسفله ويصب في اذين القلب الايمن.
والوريد المسمى بالوريد الاجوف العلوي وهو يجمع الدم الوارد من الرأس والعنق والاطراف العليا ويصب كذلك في اذين القلب الايمن.
ومن هذا الاذين يذهب الدم الوريدي إلى بطين القلب الايمن ومنه يضخ إلى الرئتين.
والأوردة ليست مرنة الجدران كالشرايين وليس فيها نبض وتوجد بها صمامات تمنع الدم من الرجوع للخلف بل يسير في اتجاه القلب.
الشرايين التاجية
كما يغذي القلب اعضاء الجسم المختلفة بالدم اللازم لها فإنه يغذي عضلته عن طريق شريانين هما الشريان التاجي الايسر والشريان التاجي الايمن وهما اول الشرايين التي تتفرع من الشريان الاورطي بعد مسافة قصيرة من الصمام الاورطي وهذه ليست انانية من القلب بل اعتراف بأهميته.
ويغذي الشريان التاجي الايسر الجانب الامامي والايسر من القلب عن طريق فرعه الامامي والجزء الخلفي من القلب عن طريق فرعه الخلفي ويغذي الشريان التاجي الأيمن الجانب الأيمن من القلب وجداره الخلفي.
ويعود الدم منهما عن طريق وريد خاص بالقلب يصيب الدم الوارد منه في الاذين الأيمين ليأخذ طريقه الى الرئتين لتنقيته كبقية أعضاء الجسم.
وتتصل الفروع الرئيسية للشرايين التاجية بوصلات شريانية تفيد في سريان الدم اذا ما بطئ سيره في الفروع نتيجة لضيق مرض فيه.
دقات القلب
انقباض القلب وانبساطه في انتظام متوال وبسرعة طبيعية «طبيعة ذاتية فيه» تجعله على أعلى درجة من الكفاءة الوظيفية.
فإذا اختل هذا النظام أو اسرع أو أبطأ لسبب أو لآخر.. تأخرت كفاءة أداء القلب تماما كما يختل أداء موتور السيارة اذا لم تتناسب السرعة مع الأداء الواجب او اختل نظام الشرارة الكهربائية اللازمة للاحتراق.
وتتأثر سرعة ضربات القلب الذاتية بأمراض تصيبه وتتأثر أيضا بعوامل خارجية دون مرض بالقلب فتزداد ضربات دقات القلب عند القيام بمجهود جسماني ومع الانفعالات ويبطئ عند النوم والراحة.
كما تتأثر دقات القلب بالانفعالات والتوتر النفسي وعسر الهضم كالانتفاخات التي تصيب الانسان بعد وجبة دسمة يصعب هضمها.
ومن المعروف ان عدد ضربات القلب في الانسان السليم البالغ تبلغ نحو سبعين ضربة في الدقيقة في حالة السكون