حسين الراوي / أبعاد السطور / المقالات السياسية

1 يناير 1970 01:01 م
للقُراء فضل على الكُتاب أين ما كتبوا وأين ما كانوا، لأنهم هم الذين يدفعوننا إلى الكِتابة، ولولاهم لما كتبنا حرفاً واحداً، وهم وقود الكِتابة بالنسبة إلينا - نحن الكُتاب - الذي يجعلنا نواصل حركة الكِتابة. ولا شك أن ردود أفعال القُراء وتفاعلهم مع ما نكتب يجعلنا ككُتاب نشعر بأننا على قيد الحياة كتابياً.
أحبائي القراء، وكذلك لكم من بعد الله - تعالى - أفضال كثيرة علينا نحن شريحة الكُتاب، فأنتم المثير الذي نستجيب له بالقلم والورقة، وأنتم الفِكرة الحية التي نقتنصها فرصة ثمينة فننفذها بالحروف والكلمات والسطور، وأنتم الذي عبر تشجيعكم ونقدكم وتواصلكم تُمدون أسماءنا ككتاب بالحب والأهمية والانتشار.
أحبائي القراء إن الكِتابة مزاج ونَفَس، فإن كان مزاجي في حال جيدة ونفسيتي منشرحة، فابشروا بالمقالات الجيدة، وإن كان العكس فمن الطبيعي أنني سأتوارى عن النشر والظهور الكتابي وسأحجم عن المقالات. وفي الحقيقة إن الأوضاع السياسية السيئة في هذه البلاد وما نجده من دجل سياسي وتبدل أخلاقي من قِبل بعض السياسيين يجعل الكاتب في مزاج ونفسية مُتعبة وإحباط وخذلان مؤلم.
بطبيعتي ككاتب لا أهتم بالسياسة ولا تستهويني الكتابة عنها، لكن ماذا أفعل إن كانت السياسة هي التي تغازلني وتغريني وتقترب مني بتخطيط جهنمي منها! وما حيلتي إن كانت اتجاهات الوطن الأربعة كلها تناديني لأن أكتب في شؤونه وأحداثه السياسية. المقالة السياسية أحاول جاهداً أن أهرب عنها بعيداً فلا أشعر إلا وأنا في رحاب ساحتها ممسكاً بقلمي وأوراقي لأفتح مقالاً جديداً في عالمها. كنت أظن أن الهواء هو الشيء الوحيد الذي يمكنه الوصول إلى الكثير من الأشياء في حياتنا، لكن الآن وبعد خبرتي في الكِتابة أيقنت أن السياسة تشارك الهواء في آلية الانتشار والوصول إلى أشياء عدة في حياتنا. لذا أعترف أنني تعبت كثيراً في صبري ومقاومتي للمقالات السياسية، وأن الخوض في الكتابة الأدبية أو الوجدانية لم تعد تسد الجانب السياسي في داخلي ككاتب، وهذا أظنه شيئاً طبيعياً في ظل الأحداث السياسية الساخنة وشبه الدائمة التي تمر بها البلاد في الصراع القائم بين الحكومة والبرلمان الكويتي على الطالع والنازل، وتلك التصريحات المضحكة المبكية التي يطلقها بعض نواب المجلس فتكشف عن أبعاد ضعفهم الفكري وشدة نفخهم لأنفسهم مثل نفخة ديك البربر لذاته!


حسين الراوي
[email protected]