افتتح معرضه في قاعة بوشهري للفنون

محطة / الفنان العراقي وسام الحداد ينسج الجمال عبر خزفياته

1 يناير 1970 12:25 م
| كتب مدحت علام |
يحرص الفنان التشكيلي الخزاف العراقي وسام الحداد في أعماله الخزفية، ان يكون قريبا من الواقع بأكبر قدر من الخيال، كما ان تقنياته الفنية تسير وفق مدلولات جمالية يدخل في نسيجها مدلولات حسية متنوعة.
هكذا جاءت أعمال الحداد... التي قدمها في معرضه الشخصي، الذي افتتح مساء السبت الماضي في قاعة بوشهري للفنون، هذه الاعمال التي تضمنت «موتيفاتها» رؤى فنية لمفهوم القطعة الخزفية، التي تحمل في كتلتها الكاملة ملامح تجربة تشير الى الحياة، وبالتالي زخرفة هذه الخزفيات بخطوط وأشكال، وحروف عربية، وكلمات، من أجل تكثيف المنهج، والارتكاز على عناصر ذات بعد انساني يشمل الحياة بأكملها.
وان جدلية الحياة من خلال ما هو مطروح في ذهن الانسان كان موجودا مثل مسائل تتعلق بالوجود، الذي ربما رمز له الفنان ببيضة مشقوقة إلى نصفين غير متساويين، وغيرها.
وانه من الواضح جنوح الفنان في أعماله الخزفية الى لغة صوفية، احتفى فيها بالمفردات ذات المدلولات الدينية، التي تشير الى معان صوفية جمالية، وبالتالي فقد اصبحت الكتلة الخزفية في ذهنه، معبرةعن العديد من الأحاسيس والمشاعر المرتبطة في الانسان بسيرة الانسان ورؤاه وأفكاره.
وتحققت مدلولات فنية كثيرة عبر أعمال الفنان وسام الحداد، تلك التي بدت متواصلة من ذهن المتلقي، في أكثر من صورة وشكل، وبالتالي فان المعاني كانت سائرة عبر ممرات حسية، تلتقي في ما بينها في نقطة واحدة مفادها الاحساس بقيمة الكتلة الخزفية، وما تحتويه من عناصر، ذات سرد انساني موفق.
وان الاطلالة الأولى الى خزفيات الحداد، ستكون بمثابة الدهشة التي تتملك المشاعر، تلك الدهشة التي تعبر عن تقنيات المواضيع المنتقاة في الاساس من صوفية المشاعر، والفلسفة، والحروف العربية، كي تتجمع هذه الايقونات في جسد العمل الخزفي، في اشارات وكشوفات انسانية متنوعة.
وفي السياق نفسه، فان لاستاذ التاريخ الفني في معهد الشارقة للفنون الناقد المصري محمد مهدي حميدة رأيه في هذا المعرض وأعمال الفنان بشكل عام ليقول: «تتنوع الحلول التشكيلية في أعمال وسام الحداد، فهو في الوقت الذي يخضع فيه السيراميك لأشكال هندسية صارمة الحدود والأبعاد، يذهب لتفكيك أجزاء وأقسام من هذه الاشكال عن بعضها البعض، ليدخل الفراغ في لب العمل المادي، دونما خضوع كلي لصرامة التشكيل الهندسي المنتج ذهنيا، وهو بذلك يترك مجالا مفتوحا للتحرر من ذهنية الاشتغال، وصولا الى الانفكاك بدرجة ما تتسع رقعته في تلك الاعمال المتحررة من ذلك البناء التشكيلي العقلي، والتي تتألف من تداخلات عفوية حرة لا تنميط لها أو مسار يعبث بانطلاقاتها وطاقتها الروحية، التي لا تحد بمادة او حائل يعيق من تواشجها مع وجدان وقريحة جمهور المتأملين... وهذه لعبة بصرية أثيرة لدى الفنان، الذي يتنقل ما بين الذهن والوجدان مشرعا فضاءات التلقي امام مختلف الذوائق، ربما دونما قصدية منه بخاصة، اذا ما سلمنا بخضوع العمل الفني لحراك ومحفز، ليس بالضرورة ان يظل قائما بكيفيته وحيويته وطاقاته وأبعاده بالقدر نفسه الذي يمكن رصده وتتبعه من عمل لآخر». والفنان العراقي وسام الحداد من مواليد بغداد، وهو استاذ مادة فن الخزف في معهد الشارقة للفنون، وعضو في العديد من النقابات والجمعيات في العراق والامارات، كما نالت أعماله جوائز عالمية في بيناليات ومهرجانات دولية عدة، وعرف من خلال اسلوبه الذي يبرز جماليات الحروف العربية، من خلال مزج التراث بالمعاصرة، وشارك في العديد من المعارض، سواء في الخزف أو الخط العربي.