سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / صوت الشعر و «لجمة» سوق المال
1 يناير 1970
04:35 ص
«اللجمة» في لهجتنا الجميلة هي النتوء الموجود على سطح الأرض من الحصى، أو ما شابه ذلك. وكان الأطفال قديماً يمشون حفاة، وقد تلتطم أصابعهم في ذلك النتوء، فيتسبب عن ذلك خروج دم من الأصبع لونه أحمر قاني، كحمرة سوق المال في الآونة الأخيرة التي تسببت في ذهول الناس فأخذوا يعزون أمورهم المالية كلها إلى الأزمة العالمية، حتى إذا لم يرغب رب العمل في إعطاء حافز لموظف ما قد يعزو ذلك إلى الأزمة العالمية.
لا ندري إلى أين ستقذف بنا هذه الأزمة، والسوق بين حمرة داكنة وخضرة على استحياء تلطم بها صنوف التصريحات المتباينة. هذه الأزمة كأزمات أخرى، مثل أزمة المناخ استهوت الأفكار في مجالات عدة من الفنون، ومنها فن الشعر. ومن أجمل ما قرأت في الآونة الأخيرة قصيدة «وداعاً سوق المال» لأستاذنا الأديب علي يوسف المتروك الذي ذكرنا في الموسيقى الشعرية القديمة، والتراكيب الأصلية في الوزن الشعري، وجمال الكنايات، وبديع النهج الفكري الذي جسد أحوال سوق الأوراق المالية
بموسيقى ترتاح إليها الأذن، وتسعد بتسلسها العين عند قراءتها، والذهن في متابعتها، وإنني لأقول للعم أبي يوسف حقاً:
فنحن شعب له ماضي يلوذ بهِ
لما مخرنا عباب البحر بالسفنِ
وقد بنينا حمى فاضت مآثره
تقوده صفوة سارت على السننِ
فانهض فديتك تجل الهم عن مهجٍ
كحاتم الطي أو سيف بن ذي يزنِ
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي